وصل فريق عُمان للإبحار على فئة الكلاس40 إلى نهاية جولته الأولى من سباق الآزور الذي انطلق يوم الأحد الماضي من غربي فرنسا، وقدّم الفريق الثنائي المكون من فهد الحسني وسيدني جافنييه أداءًا متألقًا ضمن لهم البقاء ضمن فرق الصدارة، علاوة على اكتسابهم خبرة كبيرة من هذه التجربة تمهد لهم خوض الجولة الختامية من السباق وتحقيق نتائج أفضل عند العودة مرة أخرى إلى نقطة الانطلاق غربي فرنسا.

تبلغ مسافة سباق الآزور 2500 ميل مقسمة على جولتين، انطلقت أولاهما من ميناء لو سابلوس أودور غربي فرنسا مطلع الأسبوع الفائت، وانتهت بوصول القوارب إلى جزيرة هورتا ضمن أرخبيل جزر الآزور، ثم تأخذ الفرق قسطًا من الراحة قبل العودة مرة أخرى إلى نقطة البداية بتاريخ 14 يوليو.

كانت بداية الفريق رائعة حيث سجلوا المركز الثاني في أجزاء مضمار السباق، إلا أن الحظ لم يبق طويلًا حيث اتصل سيدني جافنييه بفريق الدعم يوم الأربعاء وأبلغهم عن عطل في عارضة المقدمة التي تسند الشراع الأمامي المعرف باسم (كود زيرو) الضروري جدًا عند الإبحار مع اتجاه الرياح وبعيدًا عنها.

ولكن مع ذلك حافظ الحسني وجافنييه على مركز متقدم ضمن المجموعة المتصدرة عند الإبحار عكس اتجاه الرياح طوال الجزء الثاني من الجولة، مع أنهم هبطوا مركزًا واحدًا بالقرب من خط النهاية وختموا الجولة في المركز السادس من بين 18 فريقًا.

وقال فهد الحسني الذي يعتبر اليوم من أبرز البحّارة الذين يشار إليهم بالبنان في عُمان للإبحار: “كان السباق طويلًا جدًا وتخللته بعض الصعوبات وتحديات الظروف الجوية، وأضف إلى ذلك انكسار عارضة المقدمة التي كلفتنا خسارة بعض المراكز في الترتيب”. وأضاف الحسني: “ومع ذلك اكتسبنا الكثير من الخبرة، فالإبحار المحيطي ليس بالأمر السهل طوال الوقت، واستفدت كثيرًا من خبرات سيدني. أمامنا الآن الجولة الثانية من جزيرة هورتا إلى ميناء لو سابلوس مرة أخرى في فرنسا، وسنكون مستعدين لتحقيق نتائج أفضل”.

واجه الفريق تنوعًا في الظروف الجوية والتحديات على طول مسار السباق البالغ 1250 ميل من فرنسا إلى جزيرة هورتا في أرخبيل الآزور، حيث بدأوا برياح خفيفة في خليج البيسكاي، وبعدها رياح شديدة تجاوزت سرعتها 30 عقدة، علاوة على تقلب حالة البحر مع تجاوز القوارب المياه المحاذية لرأس فينيستر غربي أسبانيا يوم الثلاثاء، وتبعتها بعد ذلك رياح خفيفة. ويرى سيدني جافنييه هذه التجربة من وجهها الإيجابي حيث قال: “تعلمنا الكثير عن هذا القارب الذي لم نبحر على متنه سابقًا في رياح أعلى من 15 عقدة، ولكنه قارب متين وقوي جدًا كما توقعنا، وهو مثالي جدًا لاكتساب الخبرة في الإبحار المحيطي، ولديه إمكانات عالية جدًا لعبور المحيطات”.

وأضاف سيدني مشيدًا بدور فهد الحسني على القارب: “أثبت فهد أنه بحّار قوي جدًا، فليس من السهل أن تبقى وحيدًا على ظهر القارب حين يكون القارب في سباق مع القوارب الأخرى والشراع الأمامي مرفوع تدفعه الرياح بأقصى قوة، ولكن يبدو أن فهد يستمتع بالمغامرة”.

وتحدث جافنييه عن تقلبات الظروف وقال: “قضينا وقتًا امتزجت فيه الظروف والتجارب، فبين المتعة والخوف، والبرودة والدفء، والأمواج العاتية والمياه الساكنة خرجنا بتجربة مثرية ومفيدة جدًا. ذكرتني هذه التجربة بمشاركاتي في سباق فولفو المحيطي، وسيكون فهد بحّارًا رائعًا في سباقات فلولفو في يوم من الأيام”.

ومع وصول القوارب إلى جزيرة هورتا وإسدال الستار على الجولة الأولى من سباق الأزور، يأتي دور فريق الدعم الفني الذي يعمل دائمًا من خلف الكواليس لضمان سلامة الفريق، حيث سيبدأ الفريق بصناعة عارضة أمامية جديدة للقارب في فرنسا، وسيقوم بشحنها بعد ذلك جوًا لتصل إلى القارب في جزيرة هورتا في الوقت المناسب.

جاء المركز الأول في الجولة الأولى من نصيب فريق تاليس 2 والبحّارين جونزالو بوتين وبابلو سانترود حيث ختموا الجولة في غضون خمسة أيام و23 ساعة وخمس دقائق، و42 ثانية، وبعدهم بفارق 43 دقيقة فقط فريق إيميريس، ثم بعدهم بثلاث ساعات فريق ستيلا نوفا، ثم فريق كولومبري أكس.أل في المركز الرابع، ثم فريق سيرينيس كونسلتنج الذي تجاوز فريق عُمان للإبحار في الأميال الأخيرة من السباق، تاركًا فريق عُمان للإبحار في المركز السادس. لا تزال النتيجة النهاية للسباق مفتوحة، لأنها ستحسب بعد ختام الجولة الثانية عندما تعود القوارب إلى فرنسا، ولذلك يقول سيدني بأنه سيعمل مع فهد لكسب أحد المراكز الثلاثة الأولى.

وبعد ختام سباق الآزور سينتقل الثنائي لخوض السباق المشهور رولكس فاستنت الشهر المقبل، ولكن هذه المرة سينضم إليهما سامي الشكيلي الذي اعتاد الإبحار معهما على القارب مسندم، وكذلك الأسباني أليكس بيلا الذي كان ضمن طاقم قارب جويون إيديك سبورت الفائز بكأس جولس فيرني للإبحار حول العالم مطلع هذا العام. وبعد إكمال هذين السباقين سيختم الفريق الثنائي موسم 2017م بعبور الأطلسي في سباق ترانزسات جاكوس فابر لمسافة 3000 ميل من لو هافر في فرنسيا إلى سالفادور في البرازيل.