مسقط، 20 يونيو 2017م: احتفى كلّ من البحاران سامي الشكيلي ومحمد المجيني بحرارة الانتصار بعد مشاركة ناجحة في سباق كأس “رولكس جيراجليا” الذي يعدّ أحد أكبر سباقات البحر الأبيض المتوسّط حيث شارك البحاران ضمن طاقم فريق “أديلاسيا دي توريس” الإيطالي ليساهما في انتزاع صدارة أحد فئات القوارب. وتأتي هذه المشاركة بدعوة وجهّها الفريق الإيطالي بعد أن شارك لأول مرة في سباق الطواف العربي للإبحار الشراعي أي.أف.جي. في مقتبل العام الجاري ممثلا لجزيرة سردينيا الإيطالية حيث تم توجيه الدعوة للبحاران العُمانيان للانضمام في “كأس رولكس” للمنافسة في قطع 241 ميلا بحريا ضد 209 فريقا، بدءا من سانت تروبيز الفرنسية إلى جنوا الإيطالية، مرورا بجزيرة “جيراجليا” الشهيرة بمنارتها العريقة.

 

وتأتي عراقة هذا السباق من قدَمه الكبير حيث أجريت النسخة الأولى منه عام 1953م بُعيد الحرب العالمية الثانية متمخضا من شراكة بين نادي اليخوت الإيطالي ونادي اليخوت الفرنسي، وهدف لتوطيد العلاقات بين البلدين بعد تلك الحقبة، أما نسخة هذا العام فقد كانت النسخة الخامسة والثلاثين.

 

وقد شهد السباق رياحا هادئة طيلة مدّته ما حدا بالفريق لإتمام المسافة في 53 ساعة متواصلة في عرض البحر، إلا أن عزم الفريق الواحد مكنّهم من الوصول إلى خط النهاية بصدارة فئة قوارب “أو آر سي” التي شارك فيها 50 فريقا، كما يضاف لهذا النجاح أيضا حصول الفريق على المركز الثاني في عدد من سباقات “المسافات القصيرة” التي أجريت في سانت تروبيز الفرنسية وهي ما كانت عاملا جيدا لإكساب الفريق المزيد من النقاط للظفر بالمركز الأول في الفئة. وحول هذا الإنجاز أعرب سامي الشكيلي الذي شارك في فريق “النهضة” خلال الطواف العربي محرزا المركز الثاني بداية العام الجاري: “كان الفريق كاليد الواحدة طيلة السباق وما حصولنا على المركز الأول إلا ثمرة للجهد والعمل المتواصل بيننا نحن كأعضاء لعمان للإبحار وبين الفريق الإيطالي الممثّل لجزيرة سردينيا. تعتمد سباقات الإبحار الشراعي على العديد من المعطيات منها قراءة الرياح والتحكّم بدفتي القارب وأشرعته وهو ما انعكس بشكل إيجابي خلال السباق بعد التوافق والانسجام الكبير بين الفريق”.

 

من جانبه أعرب ريناتو أزارا مدير الفريق الإيطالي أن نجاح فريق مكوّن من بحارة إيطاليين وعمانيين من شأنه أن يفتح آفاق أكبر في المرحلة القادمة بمشاركات ثنائية تعزّز من كفاءة البحارة وتطوّر من مهاراتهم خاصّة وأن هنالك تشابها كبيرا في المستوى والأهداف التي يتطلّع إليها البحارة والتي تتمثّل في كسب المزيد من الخبرة والحنكة في رياضة الإبحار الشراعي والاستفادة بشكل أكبر من المهارات لتحقيق انتصارات في سباقات معروفة وذائعة الصيت. وأشار ريناتو بقوله: “كان أداؤنا الجيد في سباقات (المسافات القصيرة) مؤشرا كافيا على إمكانية إحراز الصدارة في السباقات المحيطية التي تلت، كما كان النصر في الأول والأخير يعزّى إلى قوة الفريق وتماسكه”. وأضاف: “لقد كان للبحاران محمد وسامي أثر إيجابي كبير في رفع معنويات الفريق حيث كانت الابتسامة والتفاني والسعي لبذل وتقديم المزيد سمة لم تفارقهما، وهو ما لمسناه أيضا من البحارة والرياضيين خلال مشاركة الفريق الإيطالي في سباق الطواف العربي للإبحار الشراعي أي.أف.جي. بداية العام الجاري”.

 

واستطرد ريناتو بقوله أن مشروع الفريق الإيطالي الذي يتولّى إدارته له عدد من الأهداف السياحية التي تسوّق لجزيرة “سردينيا” كمقصد للكثير من البحارة ومحترفي الإبحار الشراعي الذين يفدون للجزيرة للمنافسة والتمرين، وهو ما يجعل الشراكة المثمرة بين الفريق وفرق عمان للإبحار حافزا جيدا من شأنه تعزيز كفاءة الفرق الرياضية.