على أعقاب فوز مستحق بلقب مرحلة سانت بطرسبرج للإكستريم 40، اختتم طاقم عمان للإبحار على متن القارب "سلطنة عمان" برعاية من وزارة السياحة ودعم من بنك إي.أف.جي موناكو شهراً حافلاً بالإنجازات حيث استطاعوا الظفر بلقب كأس روما في سلسلة سباقات جي سي32 للقوارب الشراعية، ووسعوا بذلك فارق صدارتهم بثلاث نقاط عن منافسهم فريق ألينجي السويسري في المركز الثاني، والذي كان كعادته الخصم الأصعب في معادلة السباقات، وخصوصاً في اليوم الأخير الذي شهد سيطرة استثنائية لفريق ألينجي، ولكن كما يقال فإن لكل جواد كبوة، حيث ارتكب ألينجي خطأ عند انطلاق السباق قبل الأخير مما أفسح فرصة للقارب العماني للحفاظ على صدارة السباقات. يتكون فريق عمان للإبحار المشارك في سباقات جي.سي32 من العماني ناصر المعشري، والربان البريطاني لي ماكميلان، وبيت جرينهال، وإيد سميث، وأليستر ريتشاردسون.

وتأتي مشاركة مشروع عمان للإبحار في هذا السباق انسجاماً وتواصلاً لمشاركاته المتميزة في سلسلة سباقات الإكستريم 40 الشراعية والتي ساهمت في الترويج للسلطنة في العديد من المحطات السياحية المهمة مثل سنغافورة، وأستراليا، والمملكة المتحدة، والصين، وتركيا، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، حيث تمر سباقات جي سي 32 بعدد من المحطات الأوروبية التي تقع ضمن الأسواق المهمة التي تستهدفها وزارة السياحة.

وحسبما يقول البحّار العماني ناصر المعشري بأن مرحلة كأس روما تركت أثراً عميقاً في نفوس البحّارة، وذلك لسببين رئيسسن أولهما أن الظروف الجوية في ميناء سيفيتافيتشيا منحت البحّارة فرصاً كثيرة للطيران بالقوارب على أجنحتها الغاطسة، والسبب الثاني هو الطعام الإيطالي الشهي! وعن ذلك قال المعشري الذي يتولى مسؤولية مقدمة القارب: "نحن نعشق الطيران بهذه القوارب السريعة، واستقبلتنا الرياح بكل ترحيب في أول يوم واستخدما الأجنحة الغاطسة كثيراً، تكررت التجربة في اليوم الأخير لتكون ختاماً سيبقى في الذكريات لفترة طويلة. أما الطعام والمأكولات الإيطالية فكانت من عالم آخر تماماً، وكانت مثالية للبحارة الجائعين!" وأضاف المعشري عن تقدمهم في عالم القوارب ذات الأجنحة الغاطسة: "لا زلنا نتعلم أشياء جديدة على متن هذا القارب، ولذلك فنحن سعداً بفوزنا بكأس روما في ظروف كهذه".

اختتم المعشري حديثه بقوله: "مشاعرنا تمتزج بين الفرحة والفخر بهذا الفوز، حيث كان الفوز هدفنا منذ البداية واستطعنا تحقيقه بفضل العمل الجماعي، وإتقاننا لتقنيات التحكم في القارب والتواصل الفعال بين أعضاء الفريق. في مثل هذه السباقات يصبح ضبط الأعصاب والتروي والتركيز أمراً ضرورياً عند انخفاض سرعة الرياح، واستطعنا الإلتزام بهذه الأسلوب. استمتعنا بالإبحار في المياه الإيطالية ونأمل أن نعود مرة أخرى في يوم من الأيام".

ومن جهة أخرى علق الربان البريطاني لي ماكميلان على مجريات سباقات كأس روما: "كان يوماً عصيباً بالفعل! كان فريق ألينجي يمضي كالمسعور من فوز إلى آخر، ولكننا لم نكن بعيدين عنهم وكنا دائماً ضمن المقدمة بين المراكز الثانية والثالثة، ولكن انقلبت موازين القوى عندما ارتكب فريق ألينجي خطأ عند انطلاق السباق قبل الأخير وأفسح لنا المجال للسيطرة في السباق الأخير الذي خضناه ببعض الاسترخاء".  وأضاف ماكميلان: "كان الفوز بكأس روما في إيطاليا مصدر سعادة كبيرة للفريق، وبفضل ذلك أصبحت صدارتنا للترتيب العام في السلسلة أكثر طمأنة عن ذي قبل".

ومع إسدال الستار على مرحلة كأس روما، تستعد القوارب لخوض المرحلة الختامية من سلسلة جي.سي32، والتي ستقام بتاريخ 30 سبتمبر وحتى 3 أكتوبر 2015م في مرسيليا، فرنسا.