واصل برنامج بي.بي للقادة الشباب الذي ينفذه مشروع عُمان للإبحار معسكراته التدريبية التي تستهدف الطلاب والطالبات الجامعيين، حيث ضمت آخر دفعة مؤخرا 84 طالبة من كلية العلوم التطبيقية بولاية عبري وكلية عمان البحرية الدولية بولاية صحار، وقضت الطالبات في هذا المعسكر ثلاثة أيام في ضيافة مدرسة الإبحار الشراعي في المدينة الرياضية بولاية المصنعة، شاركن خلالها في العديد من الأنشطة الفردية والجماعية الهادفة إلى تعزيز المهارات الحياتية المكتسبة كالمبادرة، وتحمل المسؤولية، والتواصل مع أعضاء الفريق، والعمل الجماعي، وحلّ المشكلات، وهي مهارات ضرورية لتعزيز قدرتهن على المنافسة الوظيفية في سوق العمل، علاوة على ما تضيفه هذه المهارات إلى شخصياتهن بشكل عام. أشرف على تتنفيذ أنشطة البرنامج 12 مشرفاً من مدربي عمان للإبحار ومجموعة من رواد بي.بي عمان.

هذا وقدّ انطلق برنامج بي.بي للقادة الشباب في سبتمبر 2014م بالتعاون مع شركة بي.بي النفطية ووزارة القوى العاملة، ضمن إطار برامج بناء الفريق وتنمية المهارات التي يقوم بها مشروع عمان للإبحار مستفيداً من خبرته في إعداد الرياضيين وتأهيلهم للوصول إلى مستويات عالمية. ويهدف البرنامج في مجمله إلى استقطاب 1400 شاب وشابة من طلاب وطالبات الكليات والجامعات من مختلف التخصصات الإنسانية والعلمية، والباحثين عن العمل من محافظتي الداخلية والظاهرة، وتزويدهم بالمهارات القيادية، ومهارات العمل الجماعي والتواصل، والتغلب على التحديات والمشكلات، واستراتيجيات صنع القرار، بما يضمن لهم فرصاً أفضل في رحلة البحث عن عمل والتميز المهني مستقبلاً.

وسجّلت الطالبات المشاركات انطباعات إيجابية بشأن تنظيم الأنشطة والاستفادة من الناحية الشخصية، وأعربن عن إعجابهم بالمبادرة ووصفنها بالمبادرة الناجحة المقاييس لما لمسته الطالبات من تنظيم وكفاءة من قبل المدربين، ولقدرة البرنامج على تحليل مهاراتهن والعمل على تطويرها بشكل واضح وممنهج، وفي هذا السياق قالت الطالبة جوخة الهنائية، من كلية عمان البحرية الدولية بأن الأيام الثلاثة التي قضتها في المعسكر كانت كفيلة بتغيير الكثير في حياتها الشخصية والأكاديمية، وأضافت جوخة: "أعجبني مستوى التنظيم والترحيب الذي حظينا به من أول يوم في المعسكر، والتنوع بين الأنشطة الذهنية والبدنية وجو المرح الذي ساد معظم الأنشطة، وقد تعلمنا الكثير من المهارات القيادية، والعمل الجماعي، والثقة بالذات وبأعضاء الفريق، والمشاركة في المهام والواجبات، وإدارة الوقت والتخطيط، وأنا الاحظ أثر هذه المهارات المكتسبة في حياتي الخاصة وحياة العلمية".

وعن ردود الأفعال التي سجلها المدربون، تحدث عيسى المغيري أحد المشرفين على البرنامج وقال: "بدأ هذا البرنامج التدريبي المكثف في سبتمبر الماضي، وبالرغم من الفترة الوجيزة في عمر البرنامج، إلا أننا تلقينا ردود أفعال تثلج الصدر من المشاركين، حتى أن المسؤولين عن الطلاب في الكليات طلبوا منا زيارة الكليات لإبراز مميزات البرنامج وفوائده". وأردف عيسى في حديثه عن تطوير البرنامج: "نعمل دائماً على تقييم البرنامج بشكل منتظم لضمان استمراره بنفس الوتيرة والقوة التي بدأ بها، ومن أجل التطوير في البرامج المستقبلية".

يقدم البرنامج مزيجا من الأنشطة النظرية والعملية بهدف تشجيع المشاركين للعمل والتفكير خارج الإطار الروتيني الذي اعتادوا عليه، حيث خاضت المشاركات جلسات نقاش ومناظرات من أجل تحفيزهن على تبادل الآراء والأفكار في إطار بنّاء، كما حظيت المشاركات على فرصة للتدريب على الغوص وعلى رياضة الإبحار الشراعي التي تعد واحدة  من أبرز الرياضات الصاعدة بين الشباب والرياضيين في السلطنة، وهي رياضة كفيلة بكسر الحواجز ودفع الفريق للعمل الجماعي، وتعزيز مهارات صنع القرار وحل المشكلات، وكان ادراجها ضمن البرنامج التدريبي قراراً صائباً تجلت انعكاساته الإيجابية في آراء المشاركين والمشرفين على الطلاب.

كما خضعت الطالبات لعدد من مسابقات التحدي لاختبار مستويات التفكير الجماعي والفردي، وفي بعض الأنشطة تقوم الطالبات بتبادل الأدوار بحيث تحضى كل واحدة بفرصة لتولي أدوار قيادية ضمن الفريق وصقل جاهزيتهم لتحمل المسؤوليات وتعزيز قدراتهن على التواصل مع المشاركين الآخرين. وبعد هذه الاختبارات قامت الطالبات بتعبئة بيانات "مقياس التقييم الذاتي"، من أجل التعرف على مستواهن في عدد من المهارات مثل الذكاء العاطفي، والتحمل الذهني، وضبط النفس، ومواجهة التحديات، والقدرة على الالتزام وبناء الثقة.