في اليوم الثالث من الجولة الثانية من سلسلة سباقات الإكستريم التي تستضيفها مسقط خلال الفترة من 11 إلى 14 مارس، احتشدت الجماهير العمانية على شاطئ ملعب الموج للجولف لتشجع الفرق، وشهدوا على الأداء الاستثنائي الذي قدمه قارب الموج مسقط طوال سباقات هذا اليوم وصعوده إلى قمة الترتيب مرة أخرى، فيما واصل فريق الطيران العماني أداءه الثابت وحقق أول فوز له في هذه الجولة في مسقط، ويتطلع الفريقان إلى خوض سباقات اليوم الأخير على أمل أن يقدما أفضل ما لديهما والوصول إلى منصة التتويج معاً.

وتأتي استضافة هذا السباق العالمي في مسقط ضمن الاستضافات التي يحرص عليها مشورع عمان للإبحار كل عام استمراراً لاستراتيجية الترويج للسلطنة في الأسواق العالمية وإبراز مقوماتها السياحية وإمكاناتها في استضافة الفعاليات العالمية واستقطاب الزائرين من كل أنحاء العالم، كما تحرص اللجنة المنظمة لسلسلة سباقات قوارب الإكستريم على اختيار مسقط كأحد أهم محطات السباق كل عام، وذلك لما توفره مسقط من مياه مفتوحة قريبة جداً من الشاطئ تعطي المتفرجين فرصة للاستمتاع بالسباقات والإثارة عن كثب ولما توفره من مرافق عالية المستوى ومهنية عالية في إدارة مثل هذه الفعاليات.

وقد استمتع لي ماكميلان ربان فريق الموج مسقط بسباقات اليوم الثالث مع فريقه الذي يضم كلاً من ناصر المعشري، وسارة أيتون، وبيت جرينهال، وإيد سميث، حيث جاء الفريق ضمن المراكز الثلاثة الأولى في سبعة سباقات من أصل ثمانية سباقات، بما فيه الفوز بالمركز الأول في ثلاثة سباقات بالرغم من تقلبات الرياح المستمرة، وبذلك عاد الفريق مرة أخرى إلى صدارة الترتيب العام في هذه الجولة بفارق سبع نقاط عن فريق أس.أيه.بي الذي تراجع إلى المركز الثاني. ويأمل الفريق أن يقدم أفضل ما لديه في سباقات اليوم الختامي والحفاظ على كأس مسقط للعام الثالث.

ويقول ماكميلان بأن التغيير في مضمار السباق كان من صالحهم، وأن الفوز كان بفضل شعلة الحماس التي لم تخبو طوال السباقات الثمانية، وبفضل العمل الجماعي للفريق. ويتحدث ماكميلان عن ذلك وقال: "تغيرت زاوية انطلاق القوارب بالنسبة لاتجاه الرياح ويبدو أن هذا التغيير جاء في صالحنا، فكانت جميع انطلاقاتنا جيدة ولم نخطئ مرة واحدة، وكانت القرارات الصائبة والعمل الجماعي سبيلنا إلى للفوز، فلدينا فريق يُعتمد عليه، ولو لم نفز بهذه السباقات فسيكون ذلك بسببي لا بسببهم".

وبالرغم من هذا الأداء الاستثنائي، يبقى ماكميلان متحفظاً بشأن حفاظه على لقب هذه الجولة للعام الثالث، فهو لا يريد استباق الأحداث، فجميع الاحتمالات واردة، خصوصاً في سباقات اليوم الأخير والنقاط المضاعفة في السباق الأخير، وعن ذلك قال ماكميلان: "من المستحيل التكهن بالنتيجة النهائية من الآن، وكل الاحتمالات تبقى مفتوحة لأنه من الصعب عليك التنبؤ بأداء القوارب الأخرى في مثل هذه النوع من السباقات، ولكننا سنبذل كل ما لدينا للفوز بسباقات اليوم الأخير في هذه الجولة بين الجماهير العمانية".

وأضاف البحار العماني ناصر المعشري على ذلك وقال: "نشعر بالفرق حين نبحر في مياه الوطن الذي احتضن الفريق، ولذلك كان أدؤنا أكثر تركيزاً اليوم مع حضور الجماهير العمانية، ونشعر بسعادة كبيرة بعودتنا إلى صدارة الترتيب، ونأمل أن تكون الرياح قوية في اليوم الأخير وأن نكرر الأداء المتميز".

ومن جهة أخرى قدم فريق الطيران العماني أداءاً جيداً أيضاً بالرغم من حصولهم على مخالفتين في نقطة الانطلاق، وتراجعهم في الترتيب إلى المركز الرابع لصالح فريق ريدبُل النمساوي، حيث بقي الربان ستيفي موريسون متفائلاً بشأن النتائج خصوصاً أن المراكز الأربعة الأولى لا يفصلها سوى 16 نقطة عن بعضها.

وعلق موريسون عن مجريات سباقات اليوم الثالث وقال: "لا زلنا في بداية الموسم ونواصل مسيرة التعلم في هذا النوع من السباقات، والواقع أن انطلاقاتنا في هذا اليوم كانت جيدة باستثناء الحماس الزائد في سباقين وحصولنا على مخالفتين نتيجة لذلك، وقدمنا أداءاً قويا في السباقات الأولى، ثم واجهنا بعض الصعوبات في منتصف اليوم، ولكن  ظلت معنويات الفريق على أشدها وختمنا السباق بقوة وحققنا أول فوز لنا في هذه الجولة، ونحن مستمتعون بالإبحار هنا في مسقط أمام الجماهير العمانية، وسنسعى إلى تحقيق أفضل ما يمكننا"

تجدر الإشارة بأن الربان الأولمبي ستيفي موريسون يزور السلطنة لأول مرة ويقول بأن الجماهير العمانية المحتشدة على الشاطئ ساهمت بقوة في رفع معنوياته ومعنويات الفريق، وخصوصاً علي البلوشي الذي يصفه مورسون ويقول عنه: "علي شاب قوي البنية واسع الصدر ومبتسم دائماً، ويقوم بعمل أساسي في نجاح جهود الفريق".

وبعيداً عن الإكستريم، خاض الربانان لي ماكميلان وستيفي موريسون في صباح اليوم الثالث سباقات من نوع مختلف، حيث نظم مشروع عمان للإبحار سباقاً خاصاً يجمع ربابنة قوارب الإكستريم في منافسة ضد ثمانية من الأطفال الناشئين من الفريق الوطني للأوبتمست الذي يعد نقطة انطلاق البحارة للاحتراف في عالم الإبحار الشراعي.

وخاض هؤلاء البحارة سباقاً قوياً تمخض عن فوز البحّار العماني مروان الجابري البالغ من العمر 14 عاماً من مدرسة بندر الروضة بالمركز الأول، وهو ما يعزز المركز الذي حصل في شهر ديسمبر 2014م كأفضل بحّار أوبتمست في السلطنة، وذلك قبل انطلاقه لتمثيل السلطنة في البطولة الخليجية للإبحار الشراعي، والألعاب الشاطئية الخليجية في الشهر المقبل. وجاء في المركزالثاني البحّار العماني المعتصم الفارسي من مدرسة المصنعة للإبحار الشراعي، وجاء في المركز الثالث الشبل زكريا الوهابي الذي حاز على أول لقب لبطولة الأوبتمست الوطنية.

وبعد ختام سباقات الأوبتمست، جلس البحارة الأشبال في حديث مشوق مع أبطال الإكستريم ستيفي موريسون وعلي البلوشي من فريق الطيران العماني، وسارة أيتون وناصر المعشري من فريق الموج مسقط، واستمعوا إلى قصصهم واستلهموا منهم للمضي في مسيرة التدريب والإبحار الشراعي والسعي نحو الأفضل دائما.