مع اقتراب موعد انطلاق سباق روت دورام المحيطي الفردي الذي يعد الأكبر في فرنسا، تحسنت درجات الحرار وأصبحت الأجواء أكثر دفئاً في قرية السباق بمدينة سانت مالو، ومعها تصاعد حماس المتسابقين الذين يترقبون صافرة الانطلاق بفارغ الصبر.
شهدت قرية سباق روت دورام توافد جموع غفيرة من الزوار بمتوسط 200 ألف زائر يومياً، ومع استمرار الطقس الدافئ ستشهد القرية توافد أعداد متزايدة من الزوار. وفي وسط قرية السباق انتصبت الخيمة العمانية بكل فخر تستقبل أعداداً لم تشهدها من قبل من الزوار المتلهفين للتعرف على السلطنة، جوهرة الجزيرة العربية، كأحد أبرز الوجهات السياحية في العالم. وصرحت هدى سلطان، مديرة التسويق بمشروع عمان للإبحار بأن الإقبال الذي شهدته الخيمة العمانية كان منقطع النظير، حيث تزدحم الخيمة بالزوار منذ لحظة افتتاحها في الصباح الباكر وحتى إغلاق أبوابها في المساء، وتعمل فتيات نقش الحناء لساعات إضافية كل يوم، كما استمتع ممثلوا وزارة السياحة ومشروع عمان للإبحار بالتفاعل الكبير الذي أبداه الزوار الفرنسيون وشغفهم للتعرف على مكنونات الجمال الذي تزخر به السلطنة.

وإلى جانب الخيمة العمانية يرسو القارب العماني مسندم رافعاً علم السلطنة عالياً، ويبدو القارب في حالة ممتازة بفضل فريق الدعم الشاطئي الذي يضم نخبة من البحارة العمانيين والعالميين، فقد عملوا بكل جهد كل يوم لدعم الربان سيدني جافنييه الذي سينطلق في السباق بعد يومين على متن هذا القارب، وسيقطع منفردا مسافة تصل إلى 4471 ميلاً بحرياً من مدينة سانت مالو عبر المحيط الأطلسى حتى جزيرة جوادلوب في البحر الكاريبي.

ويبدو الربان سيدني جافنييه مسروراً جداً بالعمل الذي قام به فريق الدعم، فيما يركز هو على التحضير للسباق المحيطي من خلال عدد من الاجتماعات بشأن الطقس ومسار السباق مع البحار الأيرلندي المخضرم دوميان فوكسال، والملاح الفرنسي المشهور جيف كوزون اللذين سيساعدان سيدني أثناء السباق. كما حرص جافنييه على البقاء بأفضل مستويات اللياقة البدنية من خلال القيام بثلاث جلسات برياضة اليوجا يومياً بالإضافة الجرعات الرياضية الصباحية. وبالرغم من الحركة النشطة والصخب الذي يشهده الشاطئ وقرية السباق، يبقى سيدني جافنييه محافظاً على هدوءه وصفاء ذهنه الضروري للتحدي الذي ينتظره بعد يومين، ويقول بهذا الشأن: "صفاء الذهن عامل حاسم على متن هذه القوارب، وهو مفتاح مهم للنجاح في هذه التحديات، وسيؤثر أي توتر على أدائي".

وبالرغم من قضائه 12 يوم فقط في التدريب الفردي بعد النجاح الذي حققه في سباق النجوم السبعة للإبحار حول بريطانيا وأيرلندا، يبدو سيدني جافنييه واقعياً في نظرته للتحدي الذي ينتظره، ويقول بهذا الشأن: "أشعر بأنني مستعد بما يكفي لخوض السباق، ولو قضيت ضعف الوقت الذي قضيته حاليا في التدريب على متن القارب سيكون أمراً جيداً بلا شك، ولكنني أشعر براحة وطمأنينة بشأن جاهزيتي على متن القارب مسندم، وأصبحت أشعر بالقارب وكأنني جزء منه".

وعن هدفه من خوض السباق، يقول سيدني جافنييه الذي يبغ من العمر 45 عاماً، بأن تركيزة الأول ليس في الفوز بالسباق، بل في الوصول إلى خط النهاية بسلام، وأن يسهم في الترويج للسلطنة، وأما عن استعداده النفسي، يقول سيدني: "تبدو لي المخاطر التي يواجهها البحار في هذا السباق مثل تلك المخاطر التي يواجهها المراسل في الحرب، حيث يتجلى لديه صفاء في رؤية الأشياء، وصفاء في الذهن، وأنا أشعر بالفخر للمشاركة في هذا السباق وتمثيل السلطنة على متن القارب مسندم".

ولم يتبقى على انطلاق السباق سوي يومين، حيث سيبدأ في 2 نوفمبر في تمام الساعة الخامسة عصراً بتوقيت مسقط (الثانية ظهراً بتوقيت فرنسا)، ولا يمكن الجزم بشأن الأحوال الجوية حتى الآن لكن التنبؤات تشير إلى رياح قوية وأجواء صعبة ستشهدها الأيام الأولى من السباق.