اختتم فريق عُمان للإبحار المشارك في النسخة السابعة والثلاثين من الطواف الفرنسي للإبحار الشراعي التطواف البحري الطويل الذي طال مسافةُ تصل إلى 733 ميلا بحريا لحوالي شهر كامل، حيث خلص الفريق إلى حيازة المرتبة الثالثة من بين تسع قوارب مشاركة في السباق. وقد انطلق الطواف الفرنسي في 4 من يوليو واستمر حتى 27 من الشهر نفسه، وانطوت عليه مجموعة من السباقات المحيطية والقصيرة على 8 مراحل بمحاذاة الساحل الفرنسي بدأت من أقصى شمال فرنسا بمدينة دنكيرك نحو مدينة نيس الفرنسية في أقصى الجنوب.

وقد شقّ القارب العُماني الذي ضمّ كلا من ناصر المعشري وفهد الحسني وعلي البلوشي ومحمد المجيني إضافة إلى مجموعة من البحّارة منهم داميان ليهل وسيدني جافنييه وجيليز فافينيك وسيدريك بوليني وجالومي بيرينجير وجيرالد فينيار وأليكساندر بالو عباب البحر الأبيض المتوسّط مقدّما أداء جيدا وثابتا في مراحل السباق ما أكسبه النقاط الكفيلة بحيازة المرتبة الثالثة. وقبل بدء المرحلة الأخيرة الممتدة من مدينة هايرز إلى نيس الفرنسية خاضت الفرق مجموعة كبيرة من السباقات القصيرة ليومين في مدينة جروسان ما استدعى الطاقم العُماني إلى ضرورة تبادل الأدوار على متن القارب لضمان المحافظة على أداء الفريق ولكسب نقاط أكبر يكفل حصولهم على أحد المراتب الثلاثة الأولى، والتي دارت حولها المنافسة بين فريق كورير دنكيرك وفريق جروباما وفريق بريتاين موتويل بفارق نقاط متقارب وضئيل فيما بينها.

وبعد اجتياز خط نهاية وإعلان الفريق العُماني حيازة المرتبة الثالثة بعد مجاراة شديدة وحامية أعرب البحّار فهد الحسني أن ثقة الشباب ومعنوياتهم بالفوز المحقّق كان كبيرا كما ساهمت قدراتهم وكفاءاتهم ولياقاتهم البدنية في التغلّب على كافة التحدّيات التي فرضها السباق الطويل، خصوصا في المراحل النهائية. وتعليقا على المرحلة الأخيرة التي قطعت فيها القوارب 110 ميلا بحريا نحو مدينة نيس الفرنسية فقد استطاع الفريق أخذ المرتبة الثالثة بعد أن كان في سابق الأمر في المرتبة الرابعة من الإجمالي العام متفوّقا على فريق بريتاين موتويل.

أما البحّار علي البلوشي فقد أعرب بدوره أن الفريق حاول طيلة أيام السباق المحافظة على قواه وتفادي أية أخطاء تكلّف الفريق أية نقاط وتضمن وصولهم إلى واحد من المراتب المتصدّرة، كما أشار إلى أن هذه المشاركة لم تكن الأولى حيث كانت له مشاركات في الأعوام الماضية ما جعل هذا العام فرصة كبيرة للاحتراف في السباق والبناء على المهارات والخبرات المكتسبة السابقة.

وتجدر الإشارة إلى أن الطواف الفرنسي يتيح أمام البحّارة العُمانيين الكثير من الفرص للاستكشاف والتعرّف على الظروف المناخية والمناظر الطبيعية على طول السواحل والخلجان الأوروبية في ظل خضوعهم لبرنامج السباقات الدولية الصيفي الذي أعلن عنه مشروع عُمان للإبحار في وقت سابق من العام. وتأتي المشاركة لتكون بمثابة المقياس لقدرات وكفاءات المشاركين ضمن مساعي عُمان للإبحار لإنشاء كادر متمكّن من البحّارة وجيل من قادر على تمثيل السلطنة في المحافل الإقليمية في السباقات الدولية وإتاحة الفرصة للشباب للمشاركة متن فئات متعدّدة من القوارب منها قارب المود 70 وفئة الإم 34. ويقيم المشروع على منوال هذا الحدث سباقا سنويا مماثلا تحت مسمى الطواف العربي للإبحار الشراعي يجوب أجمل مدن دول مجلس التعاون الخليجي ويستقطب بدوره أفضل عشّاق الإبحار المحيطي إلى أرض الخليج خلال فترة الشتاء حيث تعتدل الأجواء في الشرق الأوسط بينما تشتد درجة البرودة في أوروبا.