استهلّ فريق عُمان للإبحار مشاركته في أحد أكبر السباقات الأوروبية المنتظرة وهي النسخة السابعة والثلاثين من الطواف الفرنسي للإبحار الشراعي على متن قارب الإم 34 بتقديم أداء جيد للسلطنة في المرحلة الأولى من السباق الذي انطلق يوم السبت الماضي 4 يوليو بدءا من مدينة دنكيرك الفرنسية إلى مدينة ديبي، حيث حقّق الفريق المركز الثالث من بين إجمالي تسع قوارب مشاركة. ويستمر السباق حتى 27 من يوليو الجاري بمجموعة من السباقات القصيرة والمحيطية لمسافة تصل إلى 733 ميلا بحريا، مرورا بثمان محطّات توقّف، ومن ثم وصولا إلى مدينة نيس الفرنسية كمحطة أخيرة.

وتأتي المشاركة ضمن مساعي عُمان للإبحار لإنشاء كادر متمكّن من البحّارة وجيل قادر على تمثيل السلطنة في المحافل الإقليمية في السباقات الدولية وإتاحة الفرصة للشباب للمشاركة في مثل هذه السباقات للتعرّف على مختلف فئات وظروف الإبحار الشراعي مثل قارب المود 70 وفئة الإم 34. ويتكوّن الطاقم من أربعة عُمانيين منهم من يشارك للمرة الخامسة في نسخة الطواف الفرنسي الحالية.

وقد بلغت سرعة الرياح في المرحلة الأولى 30 عقدة حيث احتدمت المنافسة أمام الفريق العُماني الذي يضمّ ناصر المعشري وفهد الحسني وعلي البلوشي ومحمد المجيني إضافة إلى مجموعة من البحّارة الفرنسيين منهم داميان ليهل وسيدني جافنييه وجيليز فافينيك وسيدريك بوليني وجالومي بيرينجير وجيرالد فينيار وأليكساندر بالو. وبلغت المنافسة أقصاها ضد فريق جروباما الذي يحلّ حاليا في المركز الأول من الإجمالي العام وفريق كوريوير دنكيرك الذي يحلّ في المرتبة الثانية.

وحول اختتام المرحلة الأولى والحصول على المركز الثالث أعرب البحّار ناصر المعشري المعروف بمشاركته في سلسلة سباقات الإكستريم للإبحار الشراعي على متن قارب الموج مسقط عن سعادته بالنتائج التي حقّقها الفريق بفضل روح العمل الجماعي وتكاتف أفراد الطاقم. وأكّد أن هذه الخطوة فرصة للصعود لمركز أعلى أو للمحافظة على الترتيب الحالي. وقال أن سباق المرحلة الأولى كان عبارة عن جولة إحماء لمنافسة أشد وأقوى تستمر حتى نهاية الشهر.

هذا وبعد مرحلة مدينة ديبي تتجه القوارب نحو مدينة جرانفيل ومن ثم مدينة روسكوف، والتي سيتخلّلها المناورة حول الكثير من قوارب الشحن المارة على خط مسار السباق. ويلي ذلك التوجّه برّا إلى مدينة روزيز الإسبانية التي سيعودون منها إلى مدينة غروسيان في هايرز الفرنسية للتوجه أخيرا إلى مدينة نيس بحلول 25-27 يوليو الجاري.

وأعرب محمد المجيني الذي يبحر ضمن الطاقم ويشارك للمرة الثالثة: "لقد قمنا بالاستعداد بشكل مكثّف هذا العام ونرجو أن نحقّق نتائج مرجوّة ومثمرة في السباق. فخور جدا لاختياري لتمثيل السلطنة في هذا الحدث المعروف في فرنسا". وقد كانت المشاركة في أسبوع نورماندي مقياسا جيدا لمدى قدرة الفريق على المنافسة في الإبحار حيث قام الطاقم بمواجهة البحّار الفرنسي المعروف فرانك كاماس على متن قارب جروباما ودانيال سوبين على متن قارب كوريوري دنكيرك 3. وسيكون على الفريق مواجهة نخبة جديدة من المتطلّعين للصدارة في الطواف الفرنسي منهم نيكولاس تشوكونوت على متن قاررب برتيان كريديت موتويل، وكذلك البحّار باستيس تشوكونوت.

وتجدر الإشارة إلى أن الربّان الفرنسي سيدني جافنييه سيتولّى قيادة القارب العُماني والذي أعرب أن الفريق قام بالاستعداد للسباق منذ فترة طويلة تمتد لمقتبل العام الجاري، وأما المشاركة فهي جزء من البرنامج التدريبي الصيفي الذي تم اعتماده للشباب العُماني من قبل مشروع عُمان للإبحار. وأضاف أن المعنويات ستلعب دورا كبيرا في تحفيز الشباب المشاركين في الطواف خلال فترة السباق التي تصل إلى ثلاثة أسابيع والذي سيتطلّب تركيزا كبيرا على كسب النقاط وتفادي الأخطاء إضافة إلى المحافظة على قوة الأداء من البداية حتى النهاية. وتجدر الإشارة إلى أن ربّان القارب فاز بالمركز الأول في نسخة الطواف عام 1996م وقد شارك في إجمالي ثلاث نسخ كان آخرها عام 1998م. وينضم للفريق أيضا الفرنسي داميان ليهل الذي يشارك للمرة الثانية عشرة، وفاز ثلاث مرات في الأعوام 2003م و2004م و2010م.