حقّق القارب العُماني مسندم والحملة السياحية الترويجية المصاحبة التي نفّذها مشروع عُمان للإبحار ووزارة السياحة نجاحا كبيرا على هامش المشاركة في مهرجان أسبوع كيل بألمانيا، حيث طاف القارب العُماني جميع السباقات حاملا العلم العُماني ومستقطبا أنظار الجماهير والزوّار والسائحين الذين قدموا للتجوال والاستمتاع من مختلف أنحاء أوروبا، بينما أضفت الخيمة العُمانية المصاحبة صبغة ترويجية للمهرجان حيث حضرها الآلاف الزوّار.

وجاءت مشاركة عُمان للإبحار بالمهرجان بغية تحقيق مجموعة من الأبعاد الاستراتيجية من بينها الترويج للبلاد ومقدّراتها من خلال قوارب الإبحار والمعارض السياحية المصاحبة باعتبار السلطنة وجهة سياحية واستثمارية تزخر بالكثير من المقوّمات التي تستهوي السائحين من شتى بقاع العالم، والعمل على إبراز البلاد كوجهة مرموقة لاحتضان الفعاليات والمنافسات الرياضية الإقليمية والدولية. كما يأتي على رأس الأهداف السعي لرفع مكانة السلطنة على خريطة عالم الإبحار من خلال المشاركة في السباقات الدولية وإتاحة الفرصة للشباب لتمثيل السلطنة والارتقاء بها في المحافل الإقليمية.

وقد شهد المهرجان الذي استمر لتسعة أيام توافد أكثر من ثلاثة ملايين مشاهد وزائر قدموا للاستمتاع والترفيه على ضفاف ميناء بحر البلطيق، ما أتاح فرصة لمشاهدة القارب العُماني "مسندم" أثناء تطوافه بإطلالة جميلة وسط مشاركة 2000 قاربا من طرازات وفئات متعدّدة، كما كان السباق الافتتاحي علامة فارقة أمام الجماهير بعد أن استطاع الطاقم على متن القارب تسجيل رقم قياسي جديد بإكمال مسافة 27.5 ميل بحري في إجمالي ساعة و47 دقيقة و22 ثانية انطلاقا من مدينة كيل إلى ساحل مدينة إيكيرنفورد، متخطيا بذلك الرقم السباق الذي أحرزه قارب الإكستريم "اس اي بي" الذي قطع المسافة ذاتها في ساعتين وست دقائق و50 ثانية أي بحوالي عشرين دقيقة.

ولم يكن الحضور الكبير للقارب العُماني وسط المهرجان أمرا يجدر تفويته حيث شهد حضور عمدة مدينة كيل اللورد إيلف كايامبفير، والذي تم تضييفه في الخيمة العُمانية ومن ثم صعد على متن القارب لتجربة الإبحار إلى جانب كلّ من البحّار المعروف محسن البوسعيدي، والبحّار سامي الشكيلي والبحّار ياسر الرحبي إضافة إلى الألماني تيم كروجر والبحّارة الألمانية آنا ماريا رينكين، والبحّار الايرلندي داميان فوكسال. وأعرب العمدة عن قوله: "تجربة الإبحار على متن القارب العُماني مسندم كانت رائعة ومذهلة بمقاييس كثيرة خصوصا وأن الطاقم أتاح لي فرصة التحكّم بمسار القارب لمدة نصف ساعة بسرعة 10 عقد بحرية، وكان القارب الأسرع من بين بقية القوارب المشاركة. وقبل قيادة القارب قمت بإنزال السارية وتجهيزها مع البحّار العُماني سامي الشكيلي". واضاف: "أرى أن مشاركة عُمان للإبحار في أسبوع كيل بالقارب مسندم هي انعكاس للمهرجان وإضافة زاهية للألوان والتنوّع الثقافي الكبير الذي يشهده".

وقال محسن البوسعيدي الذي أبحر على متن القارب العُماني أن ضخامة القارب متعدّد البدن الذي يبلغ طوله 21 مترا وعرضه 17 مترا ورحابته وروعة تصميمه إضافة إلى سرعة انطلاقته على البحر كانت علامة فارقة استرعت الانتباه وشدّت أنظار الجماهير، أما تسجيل الرقم القياسي فكان لافتا للأنظار وعاملا مهما لاستقطاب المزيد من المتابعين إضافة إلى أنه أثار فضول الكثير من الزائرين للتعرّف على السلطنة والإمكانات والمقوّمات السياحية التي تتمتّع بها كوجهة سياحية صاعدة. وقد أعرب البوسعيدي أن الإبحار على متن القارب تجربة نوعية إلى جانب بقية أفراد الطاقم، كما علّق على مشاركة عُمان للإبحار هذا العام بأنها ناجحة من كافة المقاييس حيث ساهمت بشكل مباشر في إبراز السلطنة كواجهة سياحية من خلال القارب كمنصة ترويجية ومن خلال الخيمة العُمانية التي تولّى فريق العمل إدارتها.

وحول الخيمة العُمانية أعربت هدى سلطان – مديرة التسويق في عُمان للإبحار والتي تولّت إدارة الخيمة مع فريق عمل متكامل أن الخيمة شهدت توافد أعداد غفيرة من الزوّار خصوصا مع إحراز القارب "مسندم" الرقم القياسي في السباق الافتتاحي، كما تم إجراء مسابقة سياحية يحصل الفائز فيها على رحلة مجانية إلى السلطنة ما استقطب حوالي 400 مشاركا من زوّار المعرض. وأضافت هدى سلطان أن أسئلة الزوّار تراوحت حول موقع عُمان على خارطة العالم وعن توفّر