استهلّت قوارب مشروع عُمان للإبحار المشاركة في سلسلة "الإكستريم 40" الجولة الرابعة من السلسلة العالمية التي تجوب مختلف دول العالم وذلك في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية التي تتمتّع بإطلالة خلّابة على دلتا نهر نيفا الذي يصب على خليج فنلندة في بحر البلطيق. وتستكمل السلطنة المنافسة بقاربين هما قارب الطيران العُماني وقارب الموج مسقط ضد إجمالي 12 قاربا ستخوض السباقات حتى 29 من يونيو الجاري.

وبعد إجمالي أربع سباقات في اليوم الأول حلّ قارب الموج مسقط في المركز الثاني من الإجمالي العام للجولة أمام نظيره السويسري ألينجي الذي يظلّ المتصدّر حاليا على بقية القوارب، أما قارب الطيران العُماني فحلّ في المرتبة العاشرة بأداء أفضل في الثاني من بين أربع سباقات. وقد أثرت سرعة الرياح المتقلّبة في دلتا نهر نيفا وتلاطم أمواج النهر على سرعة القوارب بشكل كبير ما استدعى الحاجة إلى التركيز على الانطلاقة بسرعة عالية كونها العامل الأساسي في إحداث الفرق على مضمار السباق. وعلاوة على المشهد والواجهة الخلابة التي تحيط بالمدينة ذات التاريخ العريق، كان تقلّب الأجواء وبرودتها القارسة أحد العلامات الفارقة حيث وصلت درجة الحرارة إلى حوالي 13 درجة.

هذا وقد كان على متن قارب الموج مسقط ناصر المعشري الذي أعرب بعد سباقات اليوم الأول أن أفراد الطاقم سعوا لكسب نقاط أكبر للاقتراب من مرتبة الصدارة حيث يصل الفارق الحالي بين الفريق العُماني والقارب السويسري تسع نقاط، ورغم أن الأجواء القارسة ستتواصل على مدى الأيام المتبقية من الجولة إلى أنه سيعسى إلى جانب كل من الربّان البريطاني لي ماكميلان والبحارة الأولمبية البريطانية سارة إيتون، والبحار البريطاني بيت جرينهالج، والبحّار الأسترالي كينلي فاولر إلى محاولة إحراز نقاط أكبر. أما قارب الطيران العُماني الذي يبحر على متنه الثنائي هاشم الراشدي ومصعب الهادي للم يكن الحظ حليفه في اليوم الأول إلا أن المساعي قائمة للعودة بقوة في الأيام القادمة بعد أن أصبحت لدى الفريق الآن فكرة أوضح عن طبيعة الأجواء. وعلى رأس قارب الطيران العُماني الربّان روبرت جرينهالج إلى جانب البحّار الأسترالي توم جونسون، والبحّار الأسترالي كايل لانجفورد.

وقد طافت السلسلة حتى الآن أربع مدن ضمن الجدول المقرّر الذي يجوب إجمالي ثماني من أروع مدن العالم منها مسقط. وقد استضافت مسقط الجولة الثانية من السلسلة في نهاية مارس المنصرم خلصت إلى انقضاض قارب الموج مسقط على الصدارة أمام الجماهير العُمانية تزامنا مع اشتداد مفاجئ لسرعة الرياح في اليوم الأخير ما قلب الموازين لصالح القارب الوطني. وبعد أن حاز القارب الموج مسقط على لقب العاميين الماضيين فإنه يسعى الآن إلى إعادة الكرّة بتسجيل صدارة ثالثة تكون أول سابقة فريدة من نوعها منذ انطلاق سلسلة الإكستريم.

وتتميّز قوارب "الإكستريم" ثنائية البدن بتصميم عصري وهيكلة تتمتّع بقدرة على الاستجابة لأي نسمة رياح وتخطّي لسرعتها على ميدان المعركة ما يوفّر مساحة للمتسابقين للتكتيك وتطويق نظرائهم، إلا أنه في الآن ذاته يرفع من إمكانية حدوث اصطدامات أو حتى انقلاب للقارب بطاقمه كأثر عكسي لأي خطوة غير محسوبة. ويساعد تقلّب سرعة الرياح في جعل السباق صراعا للنفسيات بين القوارب المشاركة وما على ربّابنة القوارب والطواقم التركيز واختيار القرار المناسب للمناورة والانقضاض على الخصم أو التهدئة والتركيز على سرعة وتحكّم ثابت بالقارب دون تصعيد أو مجازفة قد لا تحمد عقباها.