أجرت كلّ من البحارتين نشوى الكندية وهيلاري ليستر سلسلة من الزيارات لعدد من الكليّات والمدارس الخاصّة بالسلطنة هدفت لتعريف الأجيال والناشئة على الرحلة التي قطعها الثنائي المغامر لمسافة تصل إلى 850 ميلا بحريا عبر المحيط الهندي بدءا من مومباي ووصولا إلى مسقط، وذلك لتسجيل سابقتين تاريخيتين كأول امرأة عربية تقطع المحيط الهندي وأول امرأة ذات احتياجات خاصة تقطعه. وقد شمل برنامج الزيارات جلسة حوارية مع الطلبة تطرّقت فيها كلّ من ليستر والكندية عن هذه الرحلة الطويلة التي ضربت كل منهما فيها مثالا رائعا على الشجاعة والعزم والإصرار والتصميم والسعي لتحقيق الطموحات وبلوغ الآمال. وكان من بين المدارس والكليات التي شملتها الزيارات كلية الحرس السلطاني العماني التقنية، ومدرسة السلطان، وغيرها من المدارس الخاصّة. وقد أتيحت في جميع الجلسات فرصة لطرح الأسئلة من الطلبة للبحارتين حول ما تعنيه خوض مثل هذه المغامرات وعن التحدّيات والمشقّات التي قد يخضع لها الرياضيون والطموحون للوصول إلى ما يصبون إليه، ما ساهم في غرس روح المبادرة ومبدأ السعي لمجابهة التحديات في نفوس الطلبة.

وللكندية البالغة من العمر 32 عاما سجل حافل في مجال الإبحار فبعد أن بدأت مشوارها البحري عام 2011م، تمكّنت من حيازة جائزة أفضل مدرّبة للعام لقاء جهودها وإسهاماتها التي قدّمتها لتطوير هذه الرياضة وسعيها لتعريف الناشئة على أسسها وقواعدها العملية، كما حازت أيضا على جائزةأفضلمدّربةتطويررياضةالإبحار على هامش المؤتمرالسنويالذيعقدهالاتحادالدوليللإبحارالشراعي في شهر نوفمبر من العام الماضي. أما البريطانية هيلاري ليستر فتبلغ من العمر 42 عاما وتعاني من شلل رباعي حيث لا تستطيع تحريك كلتا يديها ورجليها أو أي من أجزاء جسدها عدا رأسها وجزء من رقبتها، إلا أن عزيمتها وإصرارها الكبيرين للتغلب على الإعاقة الجسدية ساعدها في الإبحار وتحقيق إنجازات كبيرة منها الإبحار حول المملكة المتّحدة، وتُقدم على الشروع في هذه المغامرة الفريدة رغم الصعاب والتحدّيات. وقد اكتسبت هيلاري صيتا كبيرا بعد أن أثبتت قدرتها على مجابهة إعاقتها الجسدية وأبحرت مفردة حول بريطانيا عام 2009م.

وقد تم إضافة بعض التعديلات على القارب وإدخال تقنيات حديثة مربوطة بحاسب آلي ومزوّد بمجسّات حساسة مربوطة بحاسوب تسهّل على البريطانية ليستر التحكّم والسيطرة على اتجاه القارب حيث ستقوم باستخدام ثلاث قصبات هوائية صغيرة تقوم بالنفخ فيها للتحكّم بالشراع والدفة. أما الكندية فقد كانت فمثابة المساند طيلة الرحلة.

وحول الرحلة الناجحة التي قطعها الثنائي المغامر على متن قارب الدراجون فلاي البالغ طوله 28 قدما، أعربت نشوى الكندية عن قولها: "سعيدة جدا بتحقيق هذا الإنجاز الكبير الذي يأتي بعد ثلاث سنوات فقط من بدء مشواري في عالم الإبحار الشراعي وأرجو أن تكون هذه الرحلة محفّزا للشباب والشابات للسعي لتحقيق ما يصبون إليه من آمال".

وكان على طليعة الداعمين للرحلة البحرية إلى جانب عُمان للإبحار كلّ من مجموعة مستال، وشركة المتّحدة للخدمات الهندسية، والناقل الوطني للسلطنة – الطيران العُماني، وجي اي سي بيندار، وهاركين، وأوشين سيفتي، وراي مارين. وأعرب دارميش كيمجي المدير الإداري لمستال في مجموعة شركات كيمجي أجيت عن قوله: "بدأت كل من هيلاري ونشوى رحلتيهما لتضرب كل منهما مثالا رائعا على الإصرار على مجابهة مصاعب الحياة والعزم والمثابرة والسعي للإنجاز وصنع المستقبل. هذه الرحلة هي مثال جميل على سعي الإنسان لبلوغ أهدافه وكذلك العمل الجماعي لتحقيق الطموحات، ونحن سعيدون بوصولهما وتحقيقهما لهذا الإنجاز الكبير ونرجو أن يكون نموذجا لتحفيز جيل الناشئة للسعي للوصول إلى ما يصبون إليه من أهدف وطموحات في الحياة".