واصلت سلسلة الإكستريم للإبحار الشراعي منافسات الجولة الثانية التي تحتضنها السلطنة حتى هذا اليوم قبالة ملعب الموج للجولف التابع لمشروع الموج مسقط، حيث كشف اليوم الثالث عن منافسات جرت خلاف الحسبان بصعود أكثر من فريق إلى المراتب الأربعة الأولى تاركة حامل لقب العامين الماضيين – الموج مسقط – في المرتبة الخامسة. وقد أظهر اليوم الثالث من سباقات الجولة عن درجة صمود كبيرة أبداها فريق ألينجي بينما تبادل الفريق الدنماركي اس اي بي بقيادة الربّان جي جرام هانسن، والفريق النيوزلندي الإمارات بقيادة الربّان البريطاني دين باركر، والفريق البريطاني جي بي مورجان بار بقيادة الربّان السير بين إينزلي الأدوار ليحل الدنماركي في المرتبة الثانية من الترتيب العام والنيوزلندي في المرتبة الثالثة والسير بين إينزلي في المرتبة الرابعة، تاركين المرتبة الخامسة من نصيب القارب العُماني الموج مسقط.

الوقوع في شرك الرياح الخفيفة
انطلقت سباقات اليوم الثالث بعد صلاة الجمعة في تمام الساعة الثانية ظهرا برياح خفيفة جدا ما حدا بتشكيلة الفرق الانتهاء إلى طرق مسدودة للمناورة في ظلّ محاولتها مضاعفة سرعة القوارب لكسب رصيد نقاط يدفعها لانتزاع الصدارة أو على الأقل الوصول إلى المراتب الأولى. وبعد سباق واحد فقط ازدادت سرعة الرياح لتأخذ المنافسات شكلها الحقيقي حيث استهلّت القوارب عندها محاولات للمناورة ومضاعفة سرعات القوارب. وبعد إجمالي خمس سباقات خلصت النتائج إلى وصول القوارب العُمانية إلى المرتبة الخامسة بالنسبة للموج مسقط والمرتبة العاشرة بالنسبة للطيران العُماني.

وأعرب مصعب الهادي الذي يبحر ضمن فريق الطيران العُماني أن اليوم الثالث كان صعبا حيث بدأ بسرعة رياح تبلغ ثلاث عقد بحرية ومن ثم ازداد إلى سبع عقد تقريبا، أما أداء الفريق فهو في تحسّن مستمر رغم النتائج إلا أن المعنويات عالية بفضل وجود الجماهير. وقال: "كان اليوم الثالث يوما طويلا، وهدفنا يكمن في الصعود في إجمالي الترتيب العام حتى تكون الجولات القادمة أفضل وأسهل بالنسبة لنا". وأشار الهادي إلى فخره الكبير بتمثيل الطيران العُماني فهو الناقل الوطني ورفع العلم العُماني على أرض السلطنة هو شرف كبير.

أما ربّان قارب الطيران العُماني – روبرت جرينهالج فقد علّق بدوره أن الرياح الهادئة كانت بمثابة الشرك بالنسبة لتشكيلة الفرق فقد كان من الصعوبة بمكان، وأشار أن تركيز الفريق في هذه اللحظة في تحسين المستوى يوما بعد يوم للصعود على الأقل على الرغم من أن طواقم الفرق الأخرى مكوّنة من بحّارة وأبطال أولمبيين لا يقبلون بأي مساومة ويعملون ما بوسعهم للانقضاض على لقب الصدارة. وأردف ربّان قارب الموج مسقط البريطاني لي ماكميلان: "اليوم الثالث كان صعبا للغاية وحاولنا فعل ما بوسعنا بالجزم والمراهنة على الرياح لتحقيق فوز في بعض السباقات، إلا أن الانطلاقات في كلّ سباق كانت خلاف توقّعاتنا ما جعلنا ننتهي أحيانا إلى طريق مسدودة إلا أننا عازمون على أن تكون لنا عودة وخاتمة قوية في اليوم الأخير".

حفل التتويج
سيكشف اليوم الرابع والأخير عن المتصدّرين في الجولة الثانية على أرض السلطنة ومن ثم المتقدّم في الإجمالي العام لتواصل بعدها الفرق مشوارها في جينجداو في الصين. وسيتم إقامة حفل تتويج تحت رعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسقط، وسيبدأ الحفل بتتويج الفائزين في الأنشطة المصاحبة لجولة الإكستريم بدءا ببطولة كرة القدم التي جرت منافساتها على ملعب الموج للجولف طيلة الحدث الرياضي، إضافة إلى الفائزين في بطولة كأس عُمانتل للأوبتمست.

لقاء أشبال الأوبتمست مع الأبطال
في صبيحة يوم الجمعة التقى مجموعة من أطفال الأوبتمست بمقرّ عُمان للإبحار بربّان القارب البريطاني "جي بي مورجان" السير بين إينزلي الذي يعدّ من أنجح البحّارة على الإطلاق على مستوى المملكة المتّحدة وقد لعب مسبقا ضمن فريق أوراكل في سباقات كأس أمريكا وساهم في حصول الفريق على لقب البطولة بعد عودة قوية وأداء رائع إلى السباق. وقد تعرّف الطلبة الصغار على طبيعة التدريبات التي يقوم بها إينزلي لرفع مستوى لياقته وكسب الثقة اللازمة التي أوصلته ليكون من أنجح البحّارة على مستوى المملكة المتّحدة، إضافة إلى حديث شيق حول مسيرته الحافلة وطريقه للوصول إلى الأولمبياد. وقد حاز إينزلي على أربع ميداليات أولمبية ذهبية وميدالية فضية كما كان ضمن فريق الطيران العُماني لثلاث جولات في نسخة 2011م من بطولة الإكستريم 40، وحاز أيضا لقب بطولة العالم لليزر راديال عام 1993م، وبطولة بيرمودا العالمية للشباب عام 1995م، وبطولة العالم لليزر عام 1998م، وبطولة العالم لليزر عام 1999م، وبطولة فين العالمية عام 2002م، وبطولة الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي عام 2003م، وبطولة فين العالمية عام 2004م، وبطولة فين العالمية للأعوام 2005م و2008م و2012م، وبطولة الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي الماتش ريس عام 2010م.

فرقة عُمانية تنعش الأجواء
قدمت إلى قرية السباق فرقة شعبية عُمانية من ولاية المصنعة أضفت للأجواء عنصرا تقليديا رائعا ممزوجا بروح المرح والترفيه والمتعة وسط توافد للزوّار والسيّاح وسكّان مشروع الموج مسقط. وقد استمتع الحضور بالفن التقليدي الذي عزفته الفرقة الشعبية أثناء استمتاعهم بتجربة الإبحار التي أتاحها مشروع عُمان للإبحار للجميع من أفراد العائلة والأصدقاء ومختلف شرائح المجتمع وتجربة رياضة على ركن يتوسّط قرية السباق. وقد استلّهمت مفردات تصميم ملعب الموج للجولف البالغة مساحته 7,342 ياردة من الملامح التي تنعم بها السلطنة، كما أُضفيت على جنباته لمسات أسطورة الجولف وصاحب الخبرة الواسعة في مجال التصميم، جريج نورمان. كما يشتمل الملعب على حقبة من المرافق المتطوّرة منها الأستوديو الذي تم تجهيزه لممارسة الضربات الحرّة، ومحلّ متكامل وشامل لبيع أحدث منتجات ومستلزمات الجولف، والمساحة التدريبية المضاءة المزوّدة بركن الدروس الخصوصية.

إثارة تجوب العالم
وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة المنظمة الرئيسية لسباقات الإكستريم 40 أوكلت لمشروع عمان للإبحار مهمة إدارة الجولة الثانية بعد الإشادة والمكانة التي حازها المشروع وحسن التنظيم وإخراج الحدث الرياضي في سنوات سابقة بأبهى حلّة وهو ما كان لافتا للأنظار الإعلامية والصحفية الإقليمية والعالمية وكان له حضوره البارز في التغطية، كما انعكس إيجابا على الترويج السياحي للسلطنة وما تتمتّع به من إمكانات وقدرات تزخر بها لاحتضان مختلف الرياضات. وتعد السلطنة مرة أخرى الوحيدة على مستوى المنطقة التي ستستضيف الحدث البحري الكبير الذي يعد من أبرز السباقات البحرية على خارطة رياضة الإبحار بالعالم، ويشهد تزايد وإقبال كبير عاما بعد عام في أعداد المتفرجين والمتابعين.

وتتسم سلسلة سباقات الإكستريم بأنها من العيار الثقيل حيث يجوب أجمل مدن العالم لتحتدم فيها المنافسات الميدانية وتنتقل الإثارة حينها من أرض الواقع إلى ناظري المشاهدين والمتابعين في ظلّ مناورات ترفع من هرمونات الأدرينالين لدى الجماهير. وقد حقّقت السلسلة العالمية نموا كبيرا بعد أن تمكّنت من استقطاب الأوساط الصحفية والإعلامية والمرئية كما أدرجها الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي الذي يتّخذ من بريطانيا مقرّا له سباقات الإكستريم تحت فئة "السباقات الخاصة" إلى جانب عدد من السباقات الرائدة كسباقات كأس أمريكا وسباق فولفو المحيطي.