أفرزت منافسات اليوم الثاني من سباقات الإكستريم عن عودة القاربين المعهودين للتنافس على طليعة المتصدرين من الترتيب الإجمالي في منافسات الجولة الثانية التي تجري حاليا حتى يوم السبت قبالة ملعب الجولف بمشروع الموج مسقط، حيث صعد في الطليعة القارب السويسري ألينجي بقيادة الربّان مورجان لارسون أمام نظيره العُماني الموج مسقط بفارق أربع نقاط. أما قارب الطيران العُماني فقد حلّ في المرتبة الثامنة بعد عدد من الانطلاقات السريعة مماثلة لأداء اليوم الأول ما يدلّل على عزم الطاقم على كسب نقاط أكثر وسعيه لرفع رصيده. وجاء في المرتبة الثالثة الفريق النيوزلندي الإمارات بواقع 82 نقطة يليه فريق اس اي بي بواقع 77 نقطة. وتستكمل اليوم المنافسات قبل حلول اليوم الختامي يوم غد حيث ستكشف عندها الفائز بالجولة الثانية على أرض السلطنة إضافة إلى المتقدّم على الإجمالي العام حتى لقاء القوارب في جينجداو بالصين للجولة القادمة تليها جولة أخرى في روسيا.
الخصم اللدود للقوارب العُمانية – القارب السويسري "ألينجي"
تحت شعار الابتعاد عن المجازفة قام ربّان القارب السويسري "ألينجي" مورجان لارسون بالاعتماد على أسلوبه المعهود والمتمثّل في الاستقلالية التامة عن الفرق النظيرة والهدوء والمحافظة على رباطة الجأش مقابل تصعيد الهجمات ضد الضديد. أما الموج مسقط هو ملك السلسلة لسنتين على التوالي، وهوه يأتي هذا العام بتشكيلة جديدة يضم ناصر المعشري وبقيادة الربّان الأولمبي لي ماكميلان الذي لا يقبل التنازل أو المساومة عن محافظة اللقب دون المقارعة ميدانيا على مسار السباق. وللطيران العُماني قصة جميلة أيضا بمشاركة البحاران الصاعدان هاشم الراشدي ومصعب الهادي وهما من أروع الأمثلة العُمانية على العزم والتصميم من أجل الوصول إلى الألعاب الأولمبية بعد مشاركات ناجحة في النسخ السابقة والنسخة الحالية من سلسلة الإكستريم للإبحار الشراعي.
وأعرب ناصر المعشري الذي ينضم لفريق الموج مسقط هذا العام أن الرياح كانت أقل من اليوم الأول إلا أن الأداء كان أجمل للقوارب العُمانية مشيرا إلى أن أفراد عائلته قدموا لقرية السباق لدعم المشاركة العُمانية. وقال: "اليوم الثاني من الجولة في مسقط كان الأداء ممتازا والآن نحن في المركز الثاني، ونحمد الله على النتائج ونأمل أن نحقّق أداء أفضل في الأيام المتبقية. وقد سعدت كثيرا بحضور وقدوم الجماهير العُمانية التي جاءت لتتابع السباقات ما يعطينا دفعة وحماس أكبر ونتمنّى أن يؤازرنا ويساندنا الجمهور في الأيام القادم". وتعبيرا عن سعادته عن المشاركة هذا العام بعد انقطاع من الإكستريم العام الماضي قال المعشري أن الإبحار على متن قوارب الإكستريم رياضة ممتعة ومفيدة وأنه سعيد جدا بعودته لها والأسعد هي العودة للمنافسة على مياه السلطنة.
أما الربّان البريطاني لي ماكميلان الذي يقود قارب الموج مسقط فقد أشار إلى أن الصعود في الترتيب العام كان بفضل تعاون الفريق وعمله معا، إلا أن هناك خطأ واحدا كلف الفريق سبع إلى ثمان نقاط بينما كان الفريق قريبا من التربّع على صدارة تشكيلة الفرق المشاركة.
أما الفرق المشاركة في المنافسة فهي الفريق السويسري ألينجي بقيادة الربّان الأمريكي مورجان لارسون، والفريق العُماني الموج مسقط بقيادة الربّان البريطاني لي ماكميلان، وفريق الطيران العُماني بقيادة الربّان البريطاني روبرت جرينهالج، والفريق البريطاني جي اي سي بندار بقيادة الربّان سيفيه جارفين، والفريق النيوزلندي الإمارات بقيادة الربّان البريطاني دين باركر، والفريق الروسي جازبروم بقيادة الربّان الروسي أيجور لوزيفينكو، والفريق الفرنسي جروباما بقيادة الربّان فرانك كاماس، والفريق البريطاني جي بي مورجان بار بقيادة الربّان السير بين إينزلي، والفريق السويسري ريل تيم بقيادة الربّان السويسري جيرومي كليرك، الفريق النمساوي ريد بل بقيادة الربّان النمساوي رومان هاجارا، والفريق الدنماركي اس اي بي بقيادة الربّان الدنماركي جي جرام هانسن.
وتعدّ المشاركة العُمانية في سلسلة الإكستريم من أقوى المشاركات الدولية على روزنامة مشروع عُمان للإبحار نظرا لإسهامها الكبير والمهم في الترويج للسلطنة فهي منافسة شرسة تستقطب الأنظار الإعلامية والصحفية ما يجعل من رفع العلم العُماني وإقامة مناشط ترويجية فرصة مثالية كبيرة خصوصا بعد الانتصارات التي حقّقتها القوارب الوطنية.
الرياح مربط الفرس
وفي سباقات الإكستريم يعدّ التركيز على المحافظة على سرعة القارب أمراً مهماً أثناء الرياح المنخفضة بدلا من المناورة والمجازفة حيث يتميّز تصميم وهيكلة قارب الإكستريم بقدرته على الاستجابة لأي نسمة رياح وتخطّي لسرعتها على ميدان المعركة ما يوفّر جوّا من التكتيك بين المتسابقين لتطويق نظرائهم، إلا أنه في الآن ذاته يرفع من إمكانية حدوث اصطدامات أو حتى انقلاب للقارب بطاقمه كأثر عكسي لأي خطوة غير محسوبة. ويساعد تقلّب سرعة الرياح في جعل السباق صراعا للنفسيات بين القوارب المشاركة وما على ربّابنة القوارب والطواقم التركيز واختيار القرار المناسب للمناورة والانقضاض على الخصم أو التهدئة والتركيز على سرعة وتحكّم ثابت بالقارب دون تصعيد أو مجازفة قد لا تحمد عقباها.
جاهزية لوجستية للعودة للسباق بعد اية اصطدامات
تعدّ الاصطدامات التي تقع بين القوارب في أي لحظة من السباق حالة معهودة بل هي أحد عناصر الإصارة والتشويق في السباقات، وقد حرصت لجنة تنظيم السباق على توفير الكفاءات والفرق المساندة واللوجستية القادرة على إصلاح القارب وإعادته إلى هيئته وجاهزيته الطبيعية للعودة إلى مضمار السباق في اليوم التالي من الاصطدام، وما على الفرق المشاركة إلى السعي لتفادي مثل هذه الأحداث الطارئة لأنها مكلفة من ناحية النقاط والرصيد العام.
قرية السباق تزدان بالأنشطة والفعاليات
وقد نظّم مشروع عُمان للإبحار مجموعة من الأنشطة التي تنتظر الجميع في ملعب الجولف بدءا من اليوم وحتى يوم غد السبت، ومنها تخصيص ركن ترفيهي للأطفال، وإجراء مباريات لكرة القدم الشاطئية، وأنشطة متنوّعة من ريد بل، وإتاحة تجربة الإبحار على متن قوارب عُمان للإبحار، وتجربة رياضة الجولف، كما تم توفير مساحة مفتوحة للمشاهدة ومتابعة السباق بشكل حي، إضافة إلى ركن لتناول الأطعمة يضمّ تشكيلة من المطاعم والمقاهي الرائدة منها مقهى "سكند كب" و"صب واي" و"مور كافيه" و"آيس كريم ماما".
وسيتم فتح قرية السباق بشكل يومي في تمام العاشرة صباحا أما السباقات فتنطلق في تمام الساعة الثانية ظهرا ما يوفّر فرصة لمن يرغب في التجوال في أرجاء قرية السباق والاستمتاع بالمشاهد الخلابة التي يطل عليها ملعب الجولف. وسيعطي مشهد تحليق القارب على الهواء لارتفاع قد يصل إلى ثلاثة أمتار منظرا جميلا للمتابعين ومشهدا لا يمكن تفويته حيث يبدو القارب وكأنه طائر يحلّق بتناغم وعلى ظهره طاقم يعمل على محافظة توازنه على البحر.
هذا ويتم ينقل الحدث بشكل مباشر على قناة تلفزيون سلطنة عُمان – القناة الرياضية في تمام الساعة الثالثة والنصف ظهرا مع تعليق وتغطية من المعلّق راشد الشيذاني، وتقوم الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أيضا بنقل بث حي لمجموعة من القنوات العالمية مع وجود معلّق يتولى التعليق باللغة الإنجليزية. ويمكن أيضا متابعة مدوّنة فورية من اللجنة الرئيسية أو متابعة صفحات عُمان للإبحار للتواصل الاجتماعي على تويتر وفيسبوك وإنستجرام وموقع اليوتيوب للحصول على تفاصيل أوفى عن مجريات السباقات وعن الأنشطة التي تقدّمها قرية السباق أثناء مدة الحدث الرياضي.
