تشهد الفترة من 19-22 مارس الجاري عودة قوية لسلسلة الإكستريم للإبحار الشراعي إلى أرض السلطنة باحتضان مشروع عُمان للإبحار لمنافسات الجولة الثانية من الحدث الرياضي العالمي بمشاركة تشكيلة مكوّنة من 11 فرق قبالة ملعب الموج للجولف الكائن في مشروع الموج مسقط. وقد أنهت الفرق المشاركة باكورة جولات هذا العام في سنغافورة أما الجولة المرتقبة في السلطنة فتستمر لمدّة أربعة أيام تتخلّلها العديد من الأنشطة في قرية السباق التي ستفتح أبوابها للجميع خلال يوم الخميس والجمعة والسبت 20-22 مارس الجاري من الساعة العاشرة صباحا أما موعد السباقات فستكون في تمام الثانية ظهرا.

ومن الأنشطة المقامة ركن ترفيهي مخصّص للأطفال، وإجراء مباريات لكرة القدم الشاطئية، وأنشطة متنوّعة من ريد بل، وإتاحة تجربة الإبحار على متن قوارب عُمان للإبحار، وتجربة رياضة الجولف، كما تم توفير مساحة مفتوحة للمشاهدة ومتابعة السباق بشكل حي، إضافة إلى ركن لتناول الأطعمة. وسيكون ملعب الجولف فرصة للاستمتاع بالتناغم مع سحر الطبيعة المطلة على الشاطئ، حيث يفترشه الغطاء العشبي الأخضر، ويتخلّله تصميم بديع للجيوب المنخفضة والبرك المائية والكثبان الرملية الطبيعية. وستكون الإثارة والمتعة عنوان الحدث الرياضي حيث ستتنافس الفرق على قوارب الإكستريم التي تعادل في حجمها ضعف قوارب المنافسات الأولمبية كما تصل سرعتها إلى 35 ميل بحري ما سيعطي مساحة وفرصة لا يمكن تفويتها للمتابعين والجماهير الحاضرة للمتابعة الحية خصوصا لمشاهد تحليق القوارب على الهواء لارتفاع قد يصل إلى ثلاثة أمتار موفّرا مشهدا ممتعا ومثيرا لهم.

القوارب العُمانية
سيستكمل قاربي الطيران العُماني والموج مسقط مشوراهما في هذه الجولة بعد أن قضت منافسة حامية في سنغافورة لحجز مراكز المقدمة وانتزاع مركز الصدارة الذي يحلّ فيه القارب السويسري ألنجي بقيادة الربّان الأمريكي مورجان لارسون. ويسعى طاقما الفريقين إلى أن تحقيق انتصارات على المياه العُمانية وتقديم أداء للجماهير والمتابعين. وتتكوّن تشكيلة قارب الموج مسقط من كل من الربّان البريطاني لي ماكميلان، والبحّار العُماني ناصر المعشري، والبحّارة البريطانية سارة آيتون، والبحّار البريطاني بيت جرينهالج، والبحّار الأسترالي كينلي فاولر. وقد استطاع الطاقم الوصول إلى مراتب متصدرة في 13 سباقات من مجموع 29 سباقا في جولة سنغافورة.

أما قارب الطيران العُماني فهو مكوّن من البحّارة البريطاني روب جرينهالج كربّان للقارب، والبحّار البريطاني ويل هاودين، والبحّار العُماني هاشم الراشدي، والبحّار العُماني مصعب الهادي، والبحّار الأسترالي توم رينولدز. وبعد جولة سنغافورة حلّ قارب الموج مسقط الحائز على لقبي عام 2012م و2013م على المرتبة الثانية في الترتيب العام وبفارق نقاط يصل إلى 24 نقطة عن نظيره ألينجي، أما فريق الطيران العُماني الذي يقوده البحّار البريطاني روب جرينهالج فقد جاء في المرتبة التاسعة بإجمالي نقاط مساوي لفريق جازبروم الروسي ولكن بفارق نقاط تصل إلى 33 فقط عن المرتبة الرابعة ما يجعل من فرصة التقدّم إلى مراتب أعلى ثمينة وممكنة.

وأعرب ربّان قارب الموج مسقط – لي ماكميلان أن الجولة القادمة قبالة ملعب الموج للجولف ستكون ملتهبة بعد الإثارة الكبيرة والأداء الشرس الذي قدّمته الفرق في باكورة الجولات في سنغافورة، وهي تنذر بالكثير من المفاجآت التي سنشهدها. وقال: "نتمنّى أن تكون الأنواء الجوية في صالحنا وأن تكون ثابتة وغير متقلبة خلاف ما شهدناها في سنغافورة". وأضاف ماكميلان أنه يتطلّع إلى حضور الجماهير والمتابعين وتشجيعهم.

وأعرب البّحار ناصر المعشري الذي يشارك ضمن تشكيلة الموج مسقط أنه على أهبة الاستعداد لتقديم أداء جميل هذه المرة بتشجيع من الأهالي وأفراد العائلة. وقال: "ما يميّز الإكستريم هي أنه سباق يجوب مدن العالم، إلا أن المنافسة على مياه السلطنة لها طعمها ومذاقها الخاص. ومن دواعي السعادة أن الكثير من الأصدقاء سيحضرون لمشاهدة القوارب العُمانية وسنعمل لكافة طاقتنا وقدراتنا لتكون لنا بصمة ونحقّق نتيجة ملموسة سيفخر بها الجميع".

من جانبه أعرب روبرت جرينهالج – ربّان قارب الطيران العُماني: "كالعادة الإبحار في السلطنة مميّز وله طابعه المختلف خصوصا مع الواجهة البحرية والساحل الأخاذ الذي تتمتع به". وأضاف أن معنويات الفريق أكبر لأنهم على أرضهم وما على الطاقم إلا التركيز والحرص على تقديم أداء يسعد الجماهير، وجدد على سعي الفريق على رفع مرتبته التاسعة التي يحلّ فيها حاليا بعد جولة سنغافورة، وأشار إلى أن الصعوبة كانت في تقلّبات الطقس وسرعة الرياح إلا أن كل أداء كل فرد في تحسّ، مستمر وهناك فرص كبيرة لتحسين الأداء.

ويمكن لزوّار الفعالية وقرية السباق التجوّل في أنحاء ملعب الموج للجولف الذي صمّمه أسطورة الجولف جريج نورمان على نمط ومقاييس البي جي اي الأمريكية. ويأتي على قائمة رعاة جولة السلطنة مشروع الموج مسقط والمتّحدة للخدمات الهندسية.

وتجدر الإشارة إلى أن سلسلة سباقات الإكستريم انطلقت في عام 2007م لتكون سباقا من العيار الثقيل يجوب أجمل مدن العالم لتحتدم فيها المنافسات الميدانية وتنتقل الإثارة حينها من أرض الواقع إلى ناظري المشاهدين والمتابعين في ظلّ مناورات ترفع من هرمونات الأدرينالين لدى الجماهير. وقد حقّقت السلسلة العالمية نموا كبيرا بعد أن تمكّنت من استقطاب الأوساط الصحفية والإعلامية والمرئية حيث يشارك في سلسلة هذا العام تشكيلة قوية مكوّنة اثنا عشر فريقا من دول مختلفة وبمشاركة أبطال أولمبيين وبحارة لهم باع ومشاركات في بطولة كأس أمريكا للإبحار الشراعي، كما ستشهد عودة البطل الأولمبي السير بين إينزلي البارع في سباقات فولفو المحيطية والذي شارك في بطولة كأس أمريكا ضمن فريق أوراكل الذي انتزع لقب السباق الـ34 في سان فرانسيسكو، كما شارك في ثلاث جولات ضمن فريق الطيران العُماني عام 2011م إلا أنه يعود للإكستريم بفريق مستقل. وقد أدرج الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي الذي يتّخذ من بريطانيا مقرّا له سباقات الإكستريم تحت فئة "السباقات الخاصة" إلى جانب عدد من السباقات ذات العيار الثقيل كسباقات كأس أمريكا وسباق فولفو المحيطي.

وقد أوكلت اللجنة المنظمة الرئيسية لسباقات الإكستريم 40 لمشروع عمان للإبحار مهمة إدارة الجولة الثانية بعد الإشادة والمكانة التي حازها المشروع وحسن التنظيم وإخراج الحدث الرياضي في سنوات سابقة بأبهى حلّة وهو ما كان لافتا للأنظار الإعلامية والصحفية الإقليمية والعالمية وكان له حضوره البارز في التغطية، كما انعكس إيجابا على الترويج السياحي للسلطنة وما تتمتّع به من إمكانات وقدرات تزخر بها لاحتضان مختلف الرياضات. وتعد السلطنة مرة أخرى الوحيدة على مستوى المنطقة التي ستستضيف الحدث البحري الكبير الذي يعد من أبرز السباقات البحرية على خارطة رياضة الإبحار بالعالم، ويشهد تزايد وإقبال كبير عاما بعد عام في أعداد المتفرجين والمتابعين. ويمكن متابعة البثّ الحيّ للسباقات عبر الإنترنت طيلة فترة السباقات بدءا من يوم الخميس من الساعة 3:30 مساء وحتى الخامسة عصرا بالتوقيت المحلّي.