خلال احتفالية جميلة أُسدل فيها الستار عن النسخة الرابعة من الطواف العربي للإبحار الشراعي اي اف جي 2014م والتي أبحرت فيها ست قوارب شراعية من العاصمة البحرينية المنامة وحتى مسقط لمدّة 15 يوماُ، نظّم الراعي الرسمي للحدث الرياضي "اي اف جي" معرضا فنيا مصغّرا أقيم على هامش حفل تتويج الفرق الفائزة واحتوى على أعمال وقطع فنية أبدعتها أنامل أطفال تتراوح أعمارهم في سن الثانية عشرة وتزامن مع لحظة وصول القوارب إلى مرسى الموج مسقط بعد أن قطعت إجمالي مسافة تصل إلى 760 ميلا بحريا مرورا بثمان محطّات توقف بمدن خليجية عدّة. وقد جاء تنظيم المعرض بالتعاون مع مجموعة بصمة التطوّعية بعد إقامة ورشة خاصّة لـ15 طفلا موهوبا من مدرسة الأمل للصم ومدرسة التربية الفكرية لذوي الاحتياجات الخاصة أتيحت لهم الفرصة للتعبير عمّا يخلد في نفوسهم من خلال الرسم والتلوين.

وقد أقيم المعرض على هامش حفل التتويج الذي تفضّل برعايته معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية، وشهد حضور معالي الشيخ سعد بن محمد بن سعيد المرضوف السعدي وزير الشؤون الرياضية، ومعالي أحمد بن ناصر بن حمد المحرزي وزير السياحة، والسيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية، وسعادة ميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة وزارة السياحة رئيسة مجلس إدارة عمان للإبحاروعدد من أصحاب السعادة وأعضاء مجلس إدارة عمان للإبحار، حيث هدفت الفكرة إلى استعراض النتاج الإبداعي والفني للأطفال الصغار من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد قضائهم وقتا ممتعا في حلقة عمل أقيمت بمقرّ مشروع عُمان للإبحار خلال الفترة من 16-18 فبراير الجاري برعاية بنك أي اف جي تمرنوا فيها على رسم لوحات تحت فكرة معينة متعلّقة بالبحر وجمال الشواطئ والحياة البحرية وتحت إشراف الفنّانة التشكيلية عالية الفارسية. وقد تم اختيار الورشة على شرفة خارجية بالمقرّ الرئيسي لمشروع عُمان للإبحار بإطلالة جميلة وباهية للمرسى البحري بمشروع الموج مسقط ما عزّز بدوره من الحسّ الفني لدى الأطفال الصغار الذين يستهويهم الفنّ والإبداع.

وتعليقا على حلقة العمل أعربت الفنّانة التشكيلية عالية الفارسية عن قولها: "دُعيت من قِبل عمان للإبحار لعمل ورشة فنية لمجموعة من التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة وبالتعاون مع مجموعة بصمة وطبعا دائما اسعد لعمل مثل هذه الورش التي تضيف لي أكثر من إضافتي لهم. أجد المتعة عندما أرى ابتسامة طفل وفرحة آخر وهم يستمتعون في اكتشاف مواهبهم وخلط الالوان ومن ثم يرون نتاجهم من اللوحات الرائعة التي يعبرون فيها عن ما يفتقدوه في أنفسهم أو يبرزون ما يحتاجونه من مجتمعهم. لديهم المقدرة في استيعاب ما أطرحه عليهم من أساليب مختلفة في الرسم ومعرفة مدارس أخرى في الرسم. ربما وجدت بعض الصعوبة في إيصال المعلومه للصم لكن حاولت أن أتعلم منهم بعض الإشارات كي اقترب من عالمهم أكثر وقد أدخل في دورة لتعلم لغة الاشارة مع الصم قريبا. لا يوجد فرق بينهم وبين الأطفال العاديين وربما لديهم ذكاء في وضع لمسات واختيار الألوان ومزجها مع بعض فسبحان الله الذي يأخذ شيئا ويعوض بمهارات اخرى".

وقد اختتم الطواف العربي للإبحار الشراعي نسخته الرابعة محقّقا مختلف الاهداف التي وضعتها اللجنة المنظّمة على عاتقها ومن بينها الترويج للدول المجلس كوجهات مميزة تزخر بكافة الإمكانات اللازمة لاستضافة الفعاليات الرياضية بمقاييس عالمية، وإتاحة الفرصة لعشر فرق من محبي رياضة الإبحار للاستمتاع بهذه الرياضة وممارستها، إضافة إلى استكشاف التنوّع الجغرافي الطبيعي الذي تتمتع به سواحل دول الخليج خصوصا في هذا الموسم الشتوي الذي تعتدل فيه درجات الحرارة مقارنة ببقية أنحاء العالم.