بعد منافسات حامية احتدمت بين الفرق المشاركة في الطواف العربي للإبحار الشراعي – أي اف جي 2014م خلال سباقات أبوظبي القصيرة، استهلّت القوارب صبيحة يوم الأحد مشوارها عبر الخليج العربي معلنة بدء المرحلة الثالثة من السباق ومتجّهة إلى إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتّحدة بمسافة يصل طولها إلى 60 ميلا بحريا. وقد أشارت لجنة السباق إلى أن سرعة الرياح المنخفضة حدا بها إلى تقليص المنافسة من 70 ميل بحري إلى 60 ميل بحري حتى تصل القوارب إلى وجهتها في وقت مناسب وحسب المخطّط له، حيث يقدّر موعد الوصول بين الساعة السادسة والسابعة مساءً. وأشار جيلز تشيوري مدير السباقات تعليقا على المرحلة الثالثة: "فقمنا بتقليص المسافة بواقع 10 ميل بحري حتى يكون لدينا وقت كافي للاستعداد للمرحلة التي بعدها إلى رأس الخيمة، ولكي يتسنّى للفرق أخذ قسط من الراحة في دبي بنادي زوارق شاطئ دبي لأنها ستكون محطّة توقف قصيرة حسب المسار المخططّ.
هذا وقد شهدت سباقات أبوظبي القصيرة التي أقيمت بنادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت تألق للفريق الهولندي ديلفت تشالنج، عقب التحّول في موازين الترتيب العام بعد قرار لجنة التحكيم عدم احتساب نقاط الفريق في المرحلة الثانية من الدوحة إلى أبوظبي، حيث استعرض الفريق قدرته على السيطرة وعزمه على العودة بقوة بعد تراجع ترتيبه العام من المركز الأول إلى الخامس ليحلّ نظيره الشرس واللدود فريق أي أف جي (موناكو) في المركز الأول ويليه فريق القارب ميسي فرانكفورت بالمركز الثاني ومن ثم فريق الثريا بنك مسقط بطاقمه النسائي المتكامل.
وأعرب الربّان الذي تولّى قيادة القارب الهولندي اليوم كوين دي سميدت أن الفريق كان محبطا بعد قرار اللجنة إلا أن ذلك لم يغّير من سعي الفريق للعودة بقوة أكثر حيث أثبت قدرته وجدارته في السباق القصير الذي أقيم في أبوظبي. وأضاف: "مستعدين للمرحلة الثالثة التي ستشهد انخفاضا كبيرا في سرعة الرياح حيث قمنا بالتخلّص من الأوزان الزائدة على متن القارب حتى تزداد سرعته ونأمل أن تزداد سرعة الرياح في منتصف النهار. المرحلة سهلة من وجهة نظرنا إلا أننا وضعنا في عين اعتبارنا ضرورة تفادي بعض المناطق التي يُحظر الإبحار فيها".
وتشارك في المرحلة الثالثة ست فرق وهي فريق البحرية السلطانية العُمانية وفريق النهضة للخدمات وفريق الثريا بنك مسقط وفريق ديلفت تشالنج وفريق ميسي فرانكفورت وفريق أي اف جي موناكو، كما تشرّفت اللجنة بمشاركة فريق أبوظبي في السباقات التي جرت في نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت، حيث يذكر أن الفريق كان من ضمن تشكيلة الفرق المشاركة في نسخة عام 2013م، وكان انضمامه إضافة مميّزة أتاحت فرصة لاكتساب وتبادل الخبرات مع الفرق الأخرى.
وعلى طليعة الفرق في الترتيب الإجمالي الآن فريق أي اف جي موناكو الذي يقوده الربّان المخضرم سيدني جافنييه والذي كان في المرتبة الثانية من السباقات القصيرة في أبوظبي. وقال سيدني: "كانت انطلاقة الفريق في سباقات أبوظبي القصيرة ضعيفة ارتكبنا فيها خطأ بلمس العلامة العائمة وكان علينا العودة مرة أخرى لإكمال لفة كعقوبة على الخطأ، إلا أننا تداركنا التأخير لنعود للمقدمة ونحقّق المركز الثاني. نتمنى أن يكون الحظ حليفنا في المرحلة الثالثة رغم سرعة الرياح المنخفضة إلا أننا سنحاول التركيز على مضاعفة سرعة القارب".
ويمتدّ الطواف العربي للإبحار الشراعي لمدة 15 يوما تتخلّلها سباقات قصيرة ومراحل تمرّ على مدن خليجية عدة كمحطّات توقّف كما أن من أهدافه الترويج للمرافق والتجهيزات التي تتمتّع لها المراسي الخليجية في المنطقة. ويهدف الحدث الرياضية الذي ينظّمه مشروع عّمان للإبحار إلى الترويج السياحي للمنطقة من خلال التوجهات الجوهرية التي يتبناها خط سير الطواف والذي يتميز أيضا بخلق فرص الرعاية التجارية للشركات عامة وإتاحة الفرص للشركات الدولية والعالمية للاستفادة من الحزم التسويقية والأسواق التجارية التي يمر بها خط سير السباق حيث تسهم هذه الفرص في تغذية هذه الفعاليات والنمو بالرياضة لمستويات أفضل. وتصل المسافة التي ستقطعها الفرق المشاركة إلى 760 ميلا بحريا في تحدّي طويل من العيار الثقيل يمرّ على عدد من محطّات التوقّف في مدن خليجية وصولا إلى السلطنة بختام السباق بتاريخ 24 من الشهر الجاري.