حسمت لجنة التحكيم في سباق الطواف العربي للإبحار الشراعي أي أف جي يوم أمس نتائج سباق المرحلة الثانية من الطواف "الدوحة ـ أبوظبي" باتخاذها قرار بعدم احتساب نقاط الفريق الهولندي ديلفت تشالنج في سباق المرحلة الثانية من الطواف بعد الاحتجاج المقدم من قبل فريق أي اف جي (موناكو) ضد الفريق الهولندي قرب العلامة الأخيرة من المرحلة الثانية من السباق حيث ارتأت اللجنة عدم احتساب نقاط الفريق الهولندي ديلفت تشالنج بعدما كان في المركز الأول في نهاية المرحلة وبالتالي يتراجع إلى المركز الخامس في الترتيب العام لمرحلة الثانية وعلى ضوء هذا القرار يعود مجددا فريق أي أف جي ( موناكو) إلى المركز الأول وصدارة الترتيب العام.

وعقب هذا التحّول في موازين الترتيب العام شهدت السباقات القصيرة التي أقيمت بمرسى نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت أداء مميزا وسيطرة من الفريق الهولندي الذي أبرز عزمه ونيته على الرد بقوة على قرار لجنة التحكيم بحصوله على المركز الأول وجاء في المركز الثاني فريق أي أف جي (موناكو) واحتل المركز الثالث فريق القارب ميسي فرانكفورت. وقد شارك في السباق القصير لأول مرة هذا العام فريق قارب أبوظبي الذي كان أحد الفرق المشاركة في النسخة الماضية من الطواف.

وأعرب الربّان الذي تولّى قيادة القارب الهولندي اليوم كوين دي سميدت أن الفريق كان محبطا بعد قرار اللجنة إلا أن ذلك لم يثني عزمنا للعودة بشكل أكثر قوة وكان على الفريق إثبات جدارته في السباق القصير الذي أقيم في أبوظبي.

أما الفريق المنافس أي اف جي موناكو بقيادة الربّان المخضرم سيدني جافنييه فلم يحالفه الحظ في معظم الأوقات حيث ارتكب خطأ في لمس علامة السباق العائمة وكان عليه العودة مرة أخرى لإكمال لفة كعقوبة على الخطأ، إلا أنه تدارك التأخير ليعود للمقدمة ويحقّق المركز الثاني في السباقين القصيرين الذين أجريا. وقال سيدني جافنييه: "كانت انطلاقتنا ضعيفة جدا أما الفريق الهولندي فقد أظهر أداءه جميلا جدا اليوم إلا أننا استطعنا تدارك الموقف والتقدّم بفضل العمل الجماعي بين طاقم الفريق خصوصا داميان ليهل الذي أبلى بلاء حسنا اليوم".

أما فريق ميسي فرانكفورت فقد كان وضعه على غير العادة إلا أنه استطاع التصدّر إلى المرتبة الثالثة بقيادة الربّان مارسيل هاريرا الذي قال: "كان الضغوطات علينا كبيرة جدا خلال سباقات اليوم وقد كان الضباب كثيفا اليوم ما جعل الأمور أكثر تعقيدا بالنسبة للفريق خلال ما حقّقه فريقي ديلفت تشالنج واي اف جي. وأمامنا سباق المرحلة الثالثة إلى دبي وعلينا التركيز بشكل أكبر".

وكان حفل ختام المرحلة الثانية قد أقيم تحت رعاية الشيخ خالد بن زايد بن صقر آل نهيان رئيس اتحاد الإمارات للشراع والتجديف الحديث في نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت بحضور عدد من المسؤولين من اللجنة المنظمة لطواف ونادي أبوظبي وقد استهل حفل التكريم بكلمة ألقاها عيسى بن سلطان الإسماعيلي مدير عام الفعاليات بمشروع عمان للإبحار الشراعي ورئيس اللجنة المنظّمة للطواف رحب فيها براعي الحفل والحضور وقال فيها: إنه لشرف بالغ أن أقف أمامكم في إمارة أبوظبي مستقبلين اسطول الطواف العربي للإبحار الشراعي للعام الرابع على التوالي لندرك من خلالها أهمية إمارة أبوظبي كمحطة توقف مهمة تعزز من مكانه الرياضة بشكل عام ورياضة الإبحار الشراعي بشكل خاص لما تشهده الإمارة من تطوير في مجال الرياضات البحرية وهو خير دليل على الثقة التي يوليها المسؤولين في أبنائهم من دولة الإمارات لإحياء تراثٍ لا زالت ملامحه تُشكل جزء لا يتجزأ من تاريخ المنطقة المشترك. وأضاف: إن للطواف العربي أهداف عديدة، تجتمع نهايتها في تمكين شباب الخليج من ممارسة الإبحار الشراعي كرياضة محترفه، ونطمح من خلالها إلى تشريف خليجنا في المحافل الدولية, كما تبرز أهداف الطواف في إيجاد منصة استثمارية للعلامات التجارية والشركات المحلية والدولية حيث تمكنها من الاستفادة من الحزم التسويقية التي تستهدف أربعة أسواق خليجية تنفرد بتسهيلات استثمارية جذابة.

وتستعد القوارب للمرحلة الثالثة من الطواف العربي والتي ستنطلق في تمام السابعة يوم غد، ويصل طولها إلى 60 ميل بحري بعد أن تم تقليص المسافة قليلا حسب لجنة السباق ووفقا للتغيرات التي طرأت على سرعة الرياح، أما موعد وصول القوارب فسيكون في تمام الساعة 6-7 من مساءً يوم الأحد.

ويهدف الطواف العربي الذي ينظّمه مشروع عُمان للإبحار سنويا ويمتد لـ15 يوما إلى تعزيز أساليب الترويج السياحي للمنطقة من خلال التوجهات الجوهرية التي يتبناها خط سير الطواف والذي يتميز أيضا بخلق فرص الرعاية التجارية للشركات عامة وليست مقتصرة على المحلية فحسب وإنما الفرص تمتد للشركات الدولية والعالمية للاستفادة من الحزم التسويقية والأسواق التجارية التي يمر بها خط سير السباق حيث تسهم هذه الفرص في تغذية هذه الفعاليات والنمو بالرياضة لمستويات أفضل. وتصل المسافة التي ستقطعها الفرق المشاركة إلى 760 ميلا بحريا في تحدّي طويل من العيار الثقيل يمرّ على عدد من محطّات التوقّف في مدن خليجية وصولا إلى سلطنة عُمان بختام السباق بتاريخ 24 من الشهر الجاري.