المصنعةمتابعة طالب البلوشي

 تصوير منذر الزدجالي

يخضع المشاركون في منافسات البطولة العالمية لقوارب الليزر ماسترز للمحترفين في المدينة الرياضية بولاية المصنعة إلى راحة اليوم بعدما أنهوا منافسات اليوم الثالث من البطولة، وستقوم اللجنة المنظمة بعمل أمسية للمشاركين مساء اليوم، على أن تتواصل المنافسات يوم غدا في يومها الرابع ومن المتوقع أن تحفل بالكثير من الإثارة والحماس بين المتسابقين في البطولة وسط مشاركة كبيرة ضمت 184 بحّارا من 34 بلدا تزيد أعمارهم عن 35 عاما. وكانت جولات اليوم الثالث قد شهدت احتدام المنافسات بين ثمانية فئات مختلفة والتي ستتواصل المنافسات حتى السابع من ديسمبر الجاري.

نتائج

وبالعودة إلى سباقات اليوم الثالث من منافسات البطولة العالمية لقوارب الليزر ماسترز للمحترفين تواصلت المنافسات بشكل كبير بين المشاركين، ففي سباق فئة الأبرنتس راديال جاء في المرتبة الأولى البحار النيوزلندي ادموند تام وفي المركز الثاني البريطاني جون ايمت أما في المركز الثالث فحل البرازيلي فابيو راموس.

 أما فئة راديال جراند ماسترز فجاء في المركز الأول البحار الأمريكي بروس مارتينوسن وجاء في المركز الثاني البحارة الاسترالية فينيسا دادلي أما في المركز الثالث فحلت البحار الأمريكي داوج بيكأوفر.

أما فئة راديال جريت جراند ماسترز فقد جاء في الطليعة البحار الأمريكي بيتر سيدبيرج في المركز الأول، وحل في المركز الثاني البريطاني مايكل كاينير أما المركز الثالث فكان من نصيب البحار البريطاني كف ويلكنز.

 وفي فئة راديال ماسترز فقد جاء في المقدّمة البحار البريطاني إيان جونس وجاء في المركز الثاني البحار البرازيلي جاوا راموس وحلت السويدية أجنيتا جونسون في المركز الثالث.

أما في فئة ستاندارد أبرينتس جاء في المرتبة الأولى البحّار النيوزلندي سوكت ليث وفي المركز الثاني البحار السويدي نيكلاس ادلر أما المركز الثالث فكان من نصيب البحار النيوزلندي الستر تيت.

 وفي فئة ستاندارد جراند ماسترز جاء في المقدمة البحار الاسترالي جريج أدمز وفي المركز الثاني البحار البريطاني تيري سكتشر، وحل في المركز الثالث البحار الكندي روبرت برتين.

 أما في فئة ستاندارد جريت جراند ماسترز جاء في المركز الأول البحار الاسترالي مارك باثويت وفي المركز الثاني النيوزلندي روبرت بليكي أما في المركز الثالث النيوزلندية ساندي جيجر.

وفي فئة ستاندارد ماسترز جاء في المركز الأول البحار الهولندي أرنود هومل وحل في المركز الثاني الكندي آل كلارك أما المركز الثالث فجاء من نصيب البحار الاسترالي كريس داوسون.

بطولة مهمة

قال البحار السويدي آربن هاغلين: في الواقع أنا أشارك في بطولة دولية مهمة وأنا من السويد ولكنني أبحر لإسبانيا وهذي هي المرة الثانية التي أشارك في هذه البطولة وما أعجبي في هذه البطولة هو ثبات سرعة الرياح كل يوم تقريبا ومكان تنظيم البطولة والمكان مناسب جداً للتدريب وهذه هي زيارتي الأولى لعمان حيث استمتعت كثيراً بالأجواء.

أما البحارة الإنجليزية هيليري تومس فقالت: أشارك في هذه البطولة منذ كان عمري ٣٦ سنة وأنا الآن في عمر ٦٩ سنة وأستمتع كثيراً بهذه المشاركة، وهذي هي زيارتي الأولى لسلطنة عمان والجو هنا جداً لطيف وأيضا الناس هنا لديهم حب المساعدة في مختلف الجوانب، وأنا سعيدة بالمشاركة في هذه البطولة التي تعتبر من البطولات العالمية التي يشارك فيها من أمهر البحارة في مختلف العالم.

ياباني يكسر حاجز العمر

ضمن مشاركته في البطولة العالمية لقوارب الليزر ماسترز للمحترفين في بولاية المصنعة أعرب البحّار الياباني هاريوشي كوميرا الذي يناهز عمره 80 سنة أن الإبحار الشراعي رياضة لا يحكمها العمر، حيث تمكّن من حيازة المركز الرابع في فئة راديال جريت جراند ماسترز بعد السباقات التي احتدمت أمس الأول وبعد أداء متفوق على نظرائه، وقد كان هذ الأداء رغم انقطاع كوميرا عن ممارسة هذه الرياضة منذ أربع إلى خمس سنوات بعد أن كانت آخر مشاركاته عام 2009م في كندا.

ورغم تقدّم كوميرا في عمره إلا أن مناوراته ومجاراته للمتسابقين والمنافسين تنمّ عن اللياقة البدنية العالية والمستوى العالي من النشاط والحيوية والمعنويات والروح الرياضية، مع بقاء إصراره على تحقيق التقدّم والمنافسة. أما عن برنامج اللياقة لديه فيبدأ منذ الصباح الباكر بأداء تمارين الضغط والسباحة والمشي لمسافات طويلة ومن ثم التوجّه إلى قارب الليزر للإبحار. وقد اكتسب كوميرا خبرة طويلة في مجال قوارب الليزر حيث يترأس اتحاد فئة الليزر في اليابان، ويشارك في البطولة التي تجري حاليا في المصنعة ستة بحارة يابانيون من بين 600 بحارة في اليابان. وأعرب كوميرا أنه لم يقرأ أو يعرف من قبل عن السلطنة من قبل إلا أنه بعد خوض تجربة الإبحار في البطولة قال: من الجدير القول أن المدينة الرياضية بالمصنعة تتمتّع بكافة المرافق المطلوبة لإجراء السباقات العالمية من مختلف فئات الإبحار على رأسها فئة الليزر.

دور كبير للجنة التحكيم

وقع اختيار اللجنة المنظمة العالمية على حكام من بريطانيا وكندا وأستراليا وأمريكا وهولندا وإستونيا والسلطنة حيث يمثل السلطنة في لجنة التحكيم كل من القبطان صالح الجابري والبحار محسن البوسعيدي ليكونا ضمن قائمة المحكمين في بطولة العالم لقوارب الليزر، وجاء اختيار المحكمين من واقع خبرة وممارسة الإبحار الشراعي عبر سنوات مضت كانت كفيله بتكوين خبرة عالمية ساهمت في أدارة البطولة بنجاح فقد خاض المحكمون المشاركون في البطولة العديد من المسابقات والبطولات العالمية لتكون عبر السنين خبرة في القانون الدولي. وتلعب لجنة الحكام تلعب دور في غاية الأهمية حيث يتحلى الحكام الدوليون بالأنظمة والقوانين بعيدا عن التلاعب فتركيز اللجنة المكونة من ثمان حكام دوليون يأتي على التجاوزات والأخطاء التي يقع فيها المتسابقين منذ النزول إلى البحر وحتى الخروج، حيث يشكل الحكام ثنائي كل شخصين في قارب واحد ومن الأخطاء الشائعة والمتكررة استخدام قوة خارجية عن قوة الرياح والماء وتفرض لجنة التحكيم العقاب الفوري وإذا تكرر الخطأ يرفع العلم الأحمر مرة أخرى ويستبعد من السباق ويمكن للمتسابق أن يتظلم خلال 30 دقيقة من نهاية السباق ويعرض على لجنة المسألة وتهدف لجنة التحكيم إلى حماية المتسابقين من ارتكاب الأخطاء والتجاوزات.

وعن المشاركة العمانية في لجنة التحكيم الدولية قال القبطان صالح الجابري: هذه المسابقة أكسبتنا الكثير لكوننا أول عمانيين ندخل في تحكيم مسابقات دولية والعالمية في مجال الإبحار الشراعي والتحكيم لها وهي فرصة جيدة للاحتكاك بحكام دوليا لديهم الكثير والمزيد من الخبرة في اتخاذ القرارات التي تشكل منعطفا مهما في مجريات المسابقة. وأضاف: أنا سعيد بالتواجد لما يتحقق على أرض السلطنة ومعلومتنا في مجال التحكيم في ازدياد وتطور يوما بعد يوم ونحن نتطلع لاستضافة الاولمبياد أو أي بطولة عالمية فالمقومات موجودة وكذلك الرهان الأكبر الذي من أجله دخلنا المنافسة على هذه البطولة وهو أن تكون القيادة والتنظيم بكوادر وخبرات عمانية لتقود بطولة عالمية إلى النجاح وهذا مكسب كبير للسلطنة. وأضاف الجابري: تواجد حكام من دول مختلفة من العالم في البطولة يعطي إضافة في دعم السلطنة خلال مشاركاته ورغبتها في استضافة حدث عالمي في المستقبل.

أما البحار محسن البوسعيدي فقال: مجال التحكيم من أصعب المجالات في الإبحار الشراعي حيث تكلف أخطاء الحكام الكثير فقد تحرم متسابق من تربع منصات التتويج وتمنح متسابق أخر التتويج ولكن مع ذلك جاء القرار بمشاركة حكمين عمانيين وذلك للاحتكاك أكثر مع حكام من مختلف دول العالم، حيث يجب أن يتمتع الحكم بمهارة عالية في توقع الخطاء قبل حدوثه وأن يدرك ما قد يرتكبه المتسابق من أخطاء فوجود الحكم بالقرب من الخطاء يعطي أفضلية في اتخاذ القرار بشكل سليم فهي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الحكم وعلينا أن نخوض غمارها حتى نتمكن من تطبيق العدالة في مختلف مجريات السباق. وأضاف البوسعيدي: نتطلع من مشاركتنا الاستفادة القصوى وعلينا أن نطور ما نملكه من مهارة ولا نقف عند هذه النقطة حيث علينا أن نخوض دورات تدريبية ومسابقات كثيرة تكون كفيله بإعطاء دافع كبير لخوض في مجال التحكيم، وهنالك استفادة أخرى من هذه البطولة وهي تفادي الأخطاء التي يقع فيها البحارة وأنا ما زلت في مجال الإبحار وأبحر وأشارك في مسابقات عالمية فهذه فرصة لتسخير القوانين والأنظمة لكسب النقاط وتلفي الأخطاء.

إدارة عمانية

تتمركز إدارة فعاليات بطولة العالم لقوارب الليزر على فريق عماني يسعى إلى إنجاز وتوفير كافة المتطلبات لإنجاح البطولة وعكس الصورة الجيدة للسلطنة في استضافة أحداث عالمية حيث تسعى لجنة الفعاليات والعمليات إلى تسخير كافة السبل والتسهيلات للمتسابقين والمشاركين في هذه البطولة حيث يكمن دور اللجنة في قسمين الأول في أدارة موقع الفعالية وتوفير المتطلبات اللازمة ومتطلبات البطولة حسب المعاير الدولية والعالمية، أما الثانية في العمليات حيث تسعى لجنة إلى تخليص الإجراءات والتأشيرات وتنسيق عملية المواصلات في تنقل المتسابقين من المطار إلى المدينة الرياضية بالمصنعة.

وحول ذلك قال يعقوب بن يوسف البلوشي: تشكل مشاركتنا كفريق عماني في إدارة فعاليات البطولة تحدِ خاص من خلال أثبات الذات وتأكيد قدرة العمانيون على تنظيم مسابقات وفعاليات عالمية على صعيد بطولات الإبحار الشراعي قد استضافتها دول أخرى لديها الخبرة في مجال الإبحار الشراعي، حيث لم تكن قدرتنا على استضافة هذه البطولة محضُ صدفة إنما جاءت من خلال سعي مشروع عمان للإبحار إلى تأهيل الكادر العماني وتطوير القدرات ليتمكن الفريق العماني في هذا اليوم من قيادة البطولة بنجاح. وأضاف البلوشي: يولد الاحتكاك مزيدا من الخبرة في إدارة العمليات اللوجستية وآلية التعامل مع الطوارئ وكيفية عمل خطط في إدارة الأزمات التي قد تكون غير متوقع حدوثه أو تكون بشكل طارئ وفي هذا الإطار قام فريق العمل في لجنة الفعاليات والعمليات بأخذ كافة التدابير والاحتياطات التي قد تحدث أثناء البطولة، وفي صباح كل يوم يقوم فريق العمل بمناقشة كافة المستجدات والملاحظات الواردة للجنة حيث يتم تقيمها والأخذ بها في عين الاعتبار والسعي إلى عدم تكرارها حيث تكوون هنالك نقاشات في هذا المجال لتحسين الخدمات المقدمة للمشاركين في البطولة.

تنافس كبير

عبر جابر المجيني مسؤول المرسى في المدينة الرياضية بالمصنعة عن سعادته بإقامة منافسات البطولة العالمية لقوارب الليزر ماسترز للمحترفين وذلك في المدينة الرياضية بولاية المصنعة حيث قال: في الواقع إقامة مثل هذه البطولات العالمية عل أرض السلطنة يعتبر حدث كبير لإحياء الرياضة البحرية في السلطنة، وأيضا يأتي تماشيا مع استراتيجيات وزارة الشؤون الرياضية لاستضافة البطولات العالمية في السلطنة والسعي لتحقيق مستويات أولمبية وبلوغ الشباب العمانيين المتميزين في رياضة الإبحار الألعاب الأولمبية، وإبراز مرفق المدينة الرياضية المرموق والترويج لها على الصعيد الدولي بصفتها موقع إبحار مثالي، واستضافة وتنظيم بطولة فريدة يحظى المشاركون فيها بتجربة مرافق البنية الأساسية المدينة الرياضية في ظل ظروف إبحار مثالية.

واضاف المجيني: تأتي استضافة السلطنة لبطولات الليزر متماشية مع توجه السلطنة في إحياء التراث البحري العماني التليد وتطوير رياضة الإبحار ونشر الوعي والاهتمام بين صفوف الشباب ولا ريب أن هذا سيساهم بتشجيع وإلهام فئة الشباب من الذكور والإناث في الانخراط في هذه المهنة والسعي لتحقيق طموحاتهم ليكونوا أبطال إبحار عالميين، والترويج للسلطنة باعتبارها وجهة سياحية فريدة تتسم بتاريخ بحري عريق. وتشجيع البحارة وعائلاتهم واصدقائهم على تمديد فترة إقامتهم في السلطنة والاستمتاع بفصل شتوي مشمس وجميل كما أن هذا الشيء سيؤدي إلى ازدهار السياحة القادمة إلى السلطنة.

بطولة الناشئين

جابر المجيني هو أيضا والد البحار أحمد المجيني الذي سيشارك في منافسات البطولة العالمية لقوارب الليزر في بطولة الناشئين خلال الفترة من 28 من الشهر الجاري وحتى الثالث من شهر يناير المقبل، حيث قال في هذا الجانب: ولدي أحمد شارك في العديد من المسابقات المحلية والخارجية حيث حصل على بعض المراكز الأولى في السباقات التي شارك فيها مثل المركز الثاني في سباق ريجاتا وايضا المركز الأول في سباق المصنعة للمدارس وايضا حصوله على المركز الأول في بطولة البارح بمملكة البحرين، والحمد لله أحمد المجيني في تطور مستمر في رياضة الإبحار، وأن شاء الله أتوقع أن يقدم الكثير من مستواه في البطولة القادمة، وبلا شك أن مشروع عمان للإبحار يعمل بشكل كبير على تطوير قاعدة الناشئين لإعداد أجيال من البحارة في هذه الرياضة.