على هامش المؤتمر السنوي الذي يُقيمه الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي لأول مرة في السلطنة بتنظيم وزارة الشؤون الرياضية ومشروع عُمان للإبحار، أعلن الاتحاد عن منح نشوى بنت منصور الكنديةمدرّبة التطوير في عُمان للإبحار جائزة أفضل مدربة لتطوير رياضة الإبحار. وتعدّ هذه الجائزة المرموقة التي أُعلن عنها مساء يوم السبت شهادةً جديدةً على ما حقّقه البرنامج النسائي التابع للمشروع من إنجازات ونجاحات منذ إطلاقه، وثمرةً للجهود التي يبذلها القائمون على البرنامج لتمكين المرأة العُمانية وإتاحة الفرص للشابات العُمانيات لإثبات جدارتهن على الصعيد الرياضي. وقد تسلّمت الكندية الجائزة من كارلو كروسرئيس الاتحاد ضمن اجتماع الاتحاد الآسيوي للإبحار بقاعة قلهات في فندق البندر بمنتجع شانجريلا برّ الجصّة حيث قال واصفا حصولها على الجائزة: "لقد سرّنا أن نرى أن السلطنة قد قطعت شوطا طويلا في مجال رياضة الإبحار وأن نرى أن هنالك جيلا من الناشئة يتدرب على يد مدربين عمانيين محترفين. إن نشوى نموذج حي وقصة ملهمة ثابرت وسعت إلى المتابعة رغم صغر سنّها، وحقيقة تغمرني سعادة كبيرة بأن أرى ما حقّقته حتى الآن".

ويذكر أن نشوى انضمّت إلى برنامج الإبحار النسائي عام 2012م وبدأت مشوارها في ممارسة هذه الرياضة منذ أقل من سنتين، إلا أن إصرارها وعزيمتها مكنّاتها من التفوّق وتحقيق نتائج سريعة منها التأهّل لجائزة رولز رويس لمدربة التنمية للعام، ضمن احتفالية جائزة الإجادة في الإبحار السنوية التي دشّنتها عُمان للإبحار مسبقا والمقدمة من شركة النهضة للخدمات. كما كانت الكندية واحدة من 30 بحارة من أصل 75 أكملن دورة المدربين الأوائل التي امتدّت لستة أشهر. وتتولّى الكندية الآن التدريب في مدرسة عمان للإبحار في مشروع الموج مسقط، كما أشرفت مؤخرا على عملية تعيين مدرّبات معتمدات لمدرسة عمان للإبحار في صور استعدادا لتدشينها الرسمي بداية العام القادم. وتمتع الكندية بقدرة عالية على التحفيز وغرس الثقة بالنفس وزرع روح الانتماء والعمل الجماعي، كما أشاد الاتحاد بعرضها الذي قدمته في الندوة المقامة في إبريل الماضي والذي تمحور على الحضور النسائي في الرياضة وإيجاد برنامج إبحار نسائي في السلطنة. و أعرب راشد الكندي رئيس اللجنة العُمانية للإبحار الشراعي، مدير المنتخبات بمشروع عمان للابحار، ونائب اللجنة المنظمة للمؤتمر بقوله أن نشوى نموذج يحتذى به للصاعدات في مجال الرياضة نظرا لدورها الملموس والفاعل في تحفيز الأجيال والناشئة وتشجيعهم على السعي لتحقيق إنجازات واعدة على الصعيد الرياضي. وهنأ راشد الكندية على حصولها على هذه الجائزة مشيرا إلى أنها تؤكّد على العطاء المستمر الذي قدّمته وتعكس مسيرة التطوير الذاتي الذي اتّخذته الكندية للتميّز والصعود في رياضة الإبحار.

ويعدّ برنامج عُمان للإبحار النسائي الأول على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وهو يأتي في إطار رؤية عُمان للإبحار لتمكين المرأة العُمانية على الصعيد الرياضي وتعزيز مشاركتها في المحافل الدولية والإقليمية فضلا عن تعزيز مشاركتها في مسيرة التنمية الوطنية في السلطنة. وترى الكندية أن الاهتمام بالأجيال منذ الصغر يعدّ عاملا مهما وضروريا لصناعة مستقبل مشرق لهم، وسبيلا لتوفير المناخ الملائم والثقة اللازمة للشابات العُمانيات للاحتراف في رياضة الإبحار وضمان مستقبل وظيفي مناسب في القطاعين البحري والسياحي. وتضيف الكندي أن الأهداف الواعدة التي تنشد عُمان للإبحار تحقيقها من خلال برنامجها النسائي تساعد على غرس مبادئ كثيرة منها العمل الجماعي وتحفيز ثقافة البناء والعطاء من أجل الأجيال القادمة، حيث قالت: "تتمثل رسالتنا في زرع الثقة في نفوس الشابات لتكون لهن القدرة على تحقيق كلّ ما يصبون إليه بعزم وبدون تردد". ويقوم فريق الإبحار النسائي حاليا بالتدرّب على الاحتراف في فئة قوارب الليزر بالتزامن مع التدريب القائم لدى برنامج الناشئين، وقد حازت البحارات على المركز الأول في سباق الزوارقمسقط 2012م، والمركز السابع في سباقات الطواف العربي 2013م. وقام الفريق بتمثيل السلطنة لأول مرة في أوروبا في مقتبل العام الجاري بعد منافسات بطولة العالم لقوارب جي 80 التي جرت في فرنسا. ومن بين الفريق النسائي البحّارة راية الحبسية التي شاركت كأول امرأة عُمانية في سباق روليكس فاست نت البريطاني المشهور عالمياً كفرد من أفراد الطاقم على متن قارب الطيران العُمانيمسندم في سباقات قوارب المود70 وفازت برفقة زملائها في القارب بالمركز الأول في فئة سباقات القوارب متعددة البدن لموسم 2013 التي ينظمها إتحاد الإبحار والرحلات البحرية المحيطية متعددة البدن. ويأتي آخر إنجازات الحبسية أيضا ترشّحها لنيل جائزة رولكس العالمية المرموقة لقاء ما حققته من إنجازات في رياضة الإبحار الشراعي خلال هذا العام. وتجدر الإشارة إلى أن فريق الإبحار النسائي الثريا بنك مسقط يشارك في سباق الزوارق مسقط خصب الذي تجرى منافساته حاليا وتشمل الأهداف التي وضعها الفريق على المدى الطويل تطوير وتعيين مدرّبات في كافة مدارس عُمان للإبحار في السلطنة، وتحقيق فوز في نسخة الطواف العربي للعام 2017م، وتشجيع أكبر شريحة من الشابات للانضمام إلى برنامج مسار النخبة نحو الأولمبياد