انطلقت اليوم (الخميس) سباقات الجولة الثانية من سلسلة سباقات الإكستريم ٤٠ العالمية التي تستضيفها سنغافورة من الفترة من ١١ إلى ١٤ أبريل، وقد شهدت سباقات اليوم الأول التي شكلت ناطحات السحاب السنغافورية خلفية رائعة لها تذبذبا في سرعة الرياح واتجاهاتها ما صعب من مهمة الفرق الثمانية المشاركة إلا أنها رغم ذلك لم تمنع الفريق العماني الموج مسقط من الحصول على المركز الأول في الترتيب العام لليوم الأول.


وقد بدأت فعاليات اليوم الأول بمؤتمر صحفي لمختلف وسائل الإعلام السنغافورية والدولية الحاضرة لتغطية الفعالية، وقد تخلل المؤتمر الصحفي الذي قدمت فيه تفاصيل الجولة الثانية حلقة نقاشية مع ربابنة الفرق المشاركة التي تحدثوا فيها عن تطلعاتهم في هذه الجولة وعن جاهزية فرقهم لخوض غمارها وتعزيز مواقعها في الترتيب العام بعد أن كانت قد أنهت الجولة الأولى في العاصمة العمانية مسقط والتي فاز فيها بالمركز الأول الفريق العماني الموج مسقط حامل لقب النسخة الماضية من البطولة.


وعلى الرغم من تحدي سرعة الرياح واتجاهاتها التي واجهت الفرق في اليوم الأول بسنغافورة تمكن فريق الموج مسقط من علو كعبه في مثل هذه الظروف وأثبت تغلبه في السباقات التي تشهد حركة رياح خفيفة، إذ أنه رغم تأخره في البداية تمكن من العودة والسيطرة على الوضوع وحقق المركز الثاني في سباقين من أربعة سباقات أجرتها اللجنة المنظمة التي قررت الإكتفاء بذلك العدد من السباقات نظرا لحركة الرياح البطيئة جدا.


وبالنسبة للبحار العماني مصعب الهادي الذي يشارك هذا الموسم لأول مرة في سلسلة سباقات الإكستريم التي كانت قد خاض تجربة تدريبية فيها العام المنصرم في البرازيل، تعد هذه هي المرة الأولى التي يتسابق فيها في سنغافورة على متن قوارب الإكستريم ٤٠ ولم تكن بداية سهلة إذ تطلبت منه صبرا وتحملا كبيرا. وفي هذا السياق يقول الهادي: "لم يكن يوم سهلا البتة" ويبحر معصعب الهادي على متن قارب الموج مسقط إلى جانب مواطنه العماني البحار هاشم الراشدي الذي يتم الآن عامه الثاني على متن هذا القارب. ويضيف مصعب: "لقد كانت القوارب تبحر متقاربة بينما سرعة الرياح كانت متقلبة مما صعب المهمة أمام الجميع في التقدم والمناورة، ولذا فقد حاولنا رغم هذه الظروف جهدنا في المحافظة على تركيزنا واختيار المسارات الصحيحة وسعينا لتحقيق نتائج جيدة وعندما انتهت السباقات كان لنا ما أردنا بالفعل فقد تصدرنا قائمة ترتيب اليوم الأول".

ويتفق ربان الموج مسقط الانجليزي لي ماكميلان مع ما ذكره الهادي حول الأحوال الجوية: “لقد كانت الظروف الجوية كما توقعناها بالفعل خفيفة جدا وبالكاد ما تساعد على دفعنا في مسار السباق" ويضيف: “لقد تمكنا من السيطرة على الوضع واتخاذ قرارات جيدة في أوقات مهمة، وهذا ما جعلنا نحقق مراكز جيدة، لم يكن الوضع جيدا في كل الأوقات بالطبع ولكننا تمكنا من استغلال الفرص التي اتيحت لنا، لقد كان يوما جيدا من ناحية النتائج صعبا من ناحية الظروف الجوية"

ويتمتع فريق الموج مسقط بطاقم يمزج بين الخبرة والحماسة إذ يبحر على متنه إلى جانب ماكميلان بيتر جرينهالج الذي يعد خبير تكتيك محترف إلى جان إيد سميث صاحب الخبرة الكبيرة والذي سبق وأن شارك في كأس أمريكا وإلى جانبهم أيضا البحار العماني هاشم الراشدي، يقول لي ما كميلان حول هذه التشكيلة في طاقمه: “إنهم طاقم ذو خبرة كبيرة" ويضيف: “لقد أبحرنا أنا وبيتر في سباقات الإكستريم كثيرا، ويمتلك هاشم في سنته الثانية في هذه السباقات خبرة جيدة ويؤدي أداء جيدا، وأما مصعب فهو واحد من المواهب العمانية الواعدة وعلى الرغم من أنها التجربة الأولى له إلا أنه يؤدي مهامه بأريحية وثقة في أجواء مليئة بالضغط والتوتر، ويبحر الهادي مع الفريق بانسجام كبير وكأنه يشارك معه منذ فترة طويلة"

وقد جرت سباقات اليوم الأول في قلب سنغافورة وسط بناياتها الشاهقة التي تحجب الشمس عن بعض مسارات السباق. وهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها البحار العماني مصعب الهادي على متن قوارب الاكستريم في سنغافورة ، وقد سبق لمصعب أن شارك في محطات مختلفة حول العالم على متن قوارب مثل أف١٨: “أن فخور جدا لكون واحد من بحارين عمانيين يشاركان في هذه البطولة التي نتنافس فيها ضد بحارة عالميين وأبطال أولمبيين ونتطلع لتحقيق نتائج جيدة ورفع علم السلطنة عاليا هنا، وتعد هذه المشاركة محطة مهمة لي في حياتي الرياضية إذ أنه فرصة ثمنية لاكتساب خبرات وتجارب جديدة"

ويتوقع أن تقام سباقات الغد (الجمعة) في ظرف مشابهة لظروف اليوم الأول من حيث حركة الرياح واتجاههها ولذا فإن المشاركين على موعد مع تحد جديد لقدراتهم على المناورة والتقدم على الشاركين الآخرين في أجواء يكلف فيها الخطأ رجوع الفريق من رأس القائمة لذيلها نظرا لقلة سرعة الرياح والتي بالتالي تجعل من العودة للسباق للفريق أمرا شبه مستحيلا، وتستمر السباقات لغاية الرابع عشر من هذه الشهر في سنغافورة