فضل سلامة الطاقم والقارب على محاولة تحطيم الرقم القياسي للسباق
ربان القارب العماني مسندم يقرر تأجيل محاولة تحطيم الرقم القياسي لسباق جولة أيرلندا. مع انتظاره لموسم تدريبي وتنافسي مزدحم خلال الفترة القادمة، اختار الربان الفرنسي سيدني جافينيه، ربان قارب مسندم التابع لعُمان للإبحار، سلامة الطاقم والقارب هذا الصباح مفضلاً عدم المشاركة في محاولة تحطيم الرقم القياسي لسباق "جولة أيرلندا" وقرر العودة مجدداً إلى مدينة لوريان في فرنسا، حيث يعسكر القارب.


وقد ثبت أن الرياح القوية التي بدت وكأنها من المتوقع أن تساعد في محاولة القارب مسندم الرامية لتحطيم الرقم القياسي المسجل في سباق "جولة أيرلندا" كانت عاتية جداً في نهاية المطاف. وبينما انخفضت حدة الظروف المناخية قليلاً خلال الليلة الماضية، إلا أن متوسط سرعة الرياح وصل إلى 34 عقدة مع زيادة سرعة الرياح العاصفة إلى أكثر من 38 عقدة، وكانت أمواج البحر لا تزال عاتية جداً مع وصول ارتفاع الموج إلى 4 أمتار في منطقة فاست نت.

وأثناء الكتابة من القارب، قال سيدني: "سوف نتوجه مجدداً إلى مدينة لوريان. وتبدو الظروف مقبولة "تقريباًولكننا كنا نفضل أن نخوض السباق في ظل ظروف آمنة مع انتظارنا لموسم مزدحم من المنافسات، لذا فقد قررنا أن تكون الأولوية لسلامة الطاقم والقارب. ونحن نأمل في العودة إلى هنا لاحقاً في نهاية العام من أجل محاولة تحطيم الرقم القياسي في ظروف أفضل."

وكانت هذه المحاولة لتحطيم الرقم القياسي المسجل لجولة أيرلندا ستمثل إنطلاقة الفترة التدريبية للطاقم الجديد على متن قارب مسندم، القارب العُماني الرائد في سباقات فئة مود 70 للقوارب الشراعية، والتي تستمر لمدة ثلاثة أسابيع، ولكن مع انتظار القارب لموسم طويل جداً من المنافسات المهمة، فقد قرر الربان الفرنسي المتمرس في سباقات المحيطات أن الحفاظ على سلامة الطاقم والقارب كان هو القرار الأفضل في ذلك اليوم.

وقال جافينيه: "أود أن أتقدم بخالص الشكر للمجلس الدولي للإبحار الشراعي السريع على كل الدعم الذي تلقيناه من المجلس خلال التخطيط لهذه المحاولة، ونأمل في العودة إلى هنا مجدداً خلال فترة لاحقة من العام الحالي."

ومن أجل تحقيق رقم قياسي جديد، كان يتعين على القارب مسندمعُمان للإبحار إنهاء الجولة التي تمتد لمسافة 708 ميلاً في أقل من 44 ساعة و42 دقيقة، وهو الرقم القياسي الذي حققه البحار وقائد المنطاد والمغامر الأمريكي ستيف فوسيت على متن قاربه ثلاثي البدن "لاكوتا" الذي يبلغ طوله 60 قدم في عام 1993.
وفي ظل وجود طاقم جديد يضم البحارة الدوليين المخضرمين نيل ماكدونالد وداميان فوكسول وتوماس لي بريتون والبحارة العُمانيين فهد الحسني وأحمد المعمري، والذين كانت محاولة تحطيم الرقم القياسي لسباق "جولة أيرلندا" تمثل أول نشاط تنافسي لهما، فقد بدا هذا السباق للإبحار عكس عقارب الساعة بمثابة إعداد جيد لموسم مزدحم من المنافسات في أوروبا.

ويحمل طاقم الفريق، فيما بينهم، بعضاً من أبرز السير الذاتية في مجال الإبحار الإحترافي في ظل وجود البحار نيل ماكدونالد، أحد أفضل البحارة في مجال السباقات المحيطية بالعالم، الذي شارك في 6 نسخ من سباقات فولفو للمحيطات، من بينها المشاركة في نسخة ونصف من منافسات السباق كربان (ضمن فرق أسا أبلوي وإريكسون).

كما يتميز البحار الأيرلندي داميان فوكسول بأنه بحار محنك في سباق فولفو للمحيطات مع مشاركته في أربع نسخ من السباق، ولكنه يمتلك سجلاً أفضل من ماكدونالد لأنه حقق الفوز بالسباق في موسم 2011 – 2012 كعضو في طاقم فريق "جروباما" الفائز بالسباق. وأضاف فوكسول بالفعل لقب سباق بطولة العالم في برشلونة إلى قائمة إنجازاته الطويلة في عام 2008.

ويعتبر كلا من ماكدونالد وفوكسول عضوان جديدان ضمن حملة مشروع عُمان للإبحار في سباقات فئة "مود70ولكن كلا منهما كانا قد تنافسا مع وضد ربانهما الجديد. وعمل جافينيه تحت قيادة ماكدونالد ضمن فريق "أسا أبلوي" في عام 2001، كما تدرب وتسابق مع فوكسول في كأس "ذا فيجارو آند أدميرال".

وقال جافينيه: "نحن الثلاثة نعرف بعضنا البعض جيداً، وهناك قدر كبير من مشاعر الثقة والاحترام القائمة فيما بيننا، لذا فإنني أشعر حقاً بالاطمئنان في وجود هذين الشخصين."

وكان فهد الحسني جزءً من طاقم فرق سباقات "مود70" خلال العام الماضي، حيث أبهر زملاءه بمهاراته الطبيعية في قيادة الدفة؛ بينما كان المعمري واحداً من المتدربين الأوائل في مشروع عُمان للإبحار عندما تم تأسيسه خلال عام 2008 من أجل استغلال قوة الرياضة للإسهام في تنمية الشباب العماني. وعلى مدار أربع سنوات، ألهم المعمري المئات من الشبان العُمانيين لاحتراف رياضة الإبحار بخوض مغامرات في السباقات المحيطية وتعلمه امهارات جديدة.

وصرح المعمري: "كانت محاولة "جولة أيرلندا" ستمثل تحدياً كبيراً بالنسبة لي دائماً، ولكنني فخور بكوني عضو في طاقم فريق مسندمعُمان للإبحار."
وأضاف: "آمل أن أقوم بمحاولة أخرى خلال فترة لاحقة من العام الحالي، وأتمنى أن توفر مغامراتي مصدر إلهام لبعض من بحارتنا العُمانيين الشبان في بلدنا الغالي سلطنة عمان."

ومن المقرر أن يعود قارب مسندمعُمان للإبحار إلى لوريان صباح الأحد، وسوف يتسأنف التدريب على قدم وساق اعتباراً من يوم الأربعاء القادم.