لقد بدأ ناصر المعشري مشواره الرياضي كسباح أولا لا بحار، ولقد كان المعشري واحدا من الرياضيين المجيدين في السلطنة منذ بداياته في المجال الرياضي، ناصر الآن يخوض منافسات سلسلة سباقات الإكستريم ٤٠ على متن قارب الطيران العماني في مدينة نيس الفرنسية، مشوار ناصر حافل بالعطاء والجد والاجتهاد والطموح الكبير كما توضحه السطور القادمة.

 

لقد كانت علاقة ناصر المعشري بالبحر باكرة إذ أنه نشأ في ساحلية حيث تعلم فيها الإبحار على يدي أخيه الأكبر، والتي مهدت الطريق أمامه بعد ذلك ليلتحق بالاتحاد العماني للسباحة، فلقد مثل المعشري منذ سن الثامنة لغاية الخامسة عشرة السلطنة في مسابقات السباحة في البلدان الخليجية والعربية والأوروبية، إذ شارك في البطولة العربية في الأردن وفي بطولة العالم للشباب في موسكو في عام ١٩٩٨.

وقد بدأ مشوار الانتقال للإبحار عندما عمل في فندق قصر البستان بمسقط، وحول ذلك يقول المعشري: "لقد بدأت هناك العمل كموظف إنقاذ على الماء، وبعدها بدأت خطوة بخطوة تعلم الإبحار، ومن ثم بدأت بتعليم الأشخاص كيفية الإبحار أيضا"

وفي عام ٢٠٠٩ شاهد المعشري إعلانا في الصحف المحلية لعمان للإبحار يشجع الشباب للإنضمام لبرنامج الإبحار لتطوير مهاراتهم فيه وفقا للأسس الحديثة لهذا الرياضة، وبما أن مشواره قد بدأ في السباحة ومن ثم الإبحار فلقد في نفسه ناصر القدرة على خوض هذه التجربة، ويقول ناصر: "توجهت لمكتب عمان للإبحار في مرسى بندر الروضة، وقمت بتعبئة استمارة الإنضمام للبرنامج وبعد ذلك دخلت اختبارا صعبا لقبول، وتوفقت فيه والحمدلله"

وبعد الإنضمام لعمان للإبحار تلقى المعشري تدريبا مكثفا ليكون مدربا للإبحار، وكان من بين ٢٦ رياضيا يسافر من عمان لمركز روكلي للرياضات المائية بالمملكة المتحدة إذ إلتحق هناك بدورة معترف بها دوليا لمدربي الإبحار في جمعية اليخوت الملكية. وبفضل لياقته البدنية العالية ونشاطه الكبير، اختير المعشري للإنضمام لفريق عمان للإبحار لفئة قوار الإكستريم ٤٠ ليلتحق بالفريق الذي يقوده البحار الفرنسي الشهير لويك بيرون، ومن هناك بدأ ناصر مشواره في المنافسة ضد أشهر البحارة العالميين وأصحاب الميداليات الأولمبية، وبالنسبة لشخص مبتدأ كانت هذه فرصة العمر ولكنها كانت في الوقت ذاته ليست بالمهمة السهلة وتتطلب اتقان مهارات عديدة وقدرة عالية، ومن أجل اكتياب هذه المهارات خضع المعشري لبرنامج تدريبي مكثف في المملكة المتحدة قبل أن يشارك في منافسات عديدة بامستردام والعامرية بأسبانيا كبحار خامس، ولكن لم يستغرق هذا الأمر طويلا حتى إلتحق ناصر بطاقم الإبحار كبحار أساسي في مقدمة القارب جولات سباقات الإكستريم التي جابت سنغافورة وهونكونج ومسقط خلال الفترة من ٢٠٠٩ إلى ٢٠١٠، وقد تذوق خلال هذه الفترة طعم الفوز في هذه الجولات الثلاث على متن قارب عمان للإبحار مصيرة.

وقد حافظ بعدها المعشري على مكانه في القارب الذي سمي لاحقا في عام ٢٠١١ بقارب الطيران العماني، الذي خاض على متنه منافسات تحت قيادة ربابنة معروفين مثل البحار الفرنسي المعروف سيدني جافنييه، والبريطاني الأولمبي بن ألسي، وحاليا مع البحار الأمريكي مرجان لارسن، وحول ذلك يقول المعشري: أنا فخور بالإبحار تحت قيادة الربان القدير مورجان لارسن، فهو اسم كبير في عالم الإبحار، ويتمتع لارسن بالهدوء والتركيز العالي مما يساعد بقية أفراد الطاقم على التركيز أيضا والأداء المنسجم أريد فعلا أن أبحر معه دائما"

ولم تقتصر مشاركات المعشري على الإبحار في قوارب الإكستريم ٤٠ الثنائية البدن، بل تعدها للإبحار على فئات قوارب مختلفة فلقد تنافس في عام ٢٠١٠ في الطواف الفرنسي ألا فويل، إذ أن القوارب المشاركة في هذا الطواف الشهير هي قوارب أحادية البدن وتشتمل على سباقات قصيرة مثل تلك المطبقة في مسابقات الإكستريم ٤٠، ومحيطية طويلة تمر محطات عديدة. ويقول لمعشري: "إن قوارب الإكستريم ٤٠ قوارب سريعة جدا، وبها عمل وجهد كبير، وهو ما أفضله شخصيا وأجد نفسي فيه بشكل أكبر، مقارنة بفئات القوارب التي شارك على متنها في الطواف الفرنسي لأنها أقل سرعة"


وتتطلب المشاركات في رياضات الإبحار هذه الكثير من التدريب وكذلك السفر والتنقل كثيرا، وبالتالي البقاء مدة طويلة بعيدا عن الأهل والأصحاب، وعن هذا الموضوع يقول المعشري المتزوج والأب لطفلين: "كل ما أقوم به هو من أجل السلطنة ورفعا اسمها عاليا في مختلف المحافل الدولية، ولذا فإن عائلتي تتفهم هذا الأمر وتعيننني عليه، فالجميع هناك يساندي ويحاول الوقف بجانبي، مما يزيد من حماستي أكثر لتشريفهم وتحقيق الإنجازات لهذا الوطن الغالي الذي يستحق من الكثير"

وإلى جانب الترويج الذي قوم به المعشري للسلطنة في مختلف المحافل الدولية، فهو إيضا مثال يحتذى به للناشئة في مجال الإبحار الشراعي والذي ينظرون إليه كمثال لهم ويريدون السير على خطاه في تحقيق النجاحات والطموحات في المحافل الدولية، ويطمح المعشري أن يصبح يوما ربانا لقارب يقوده بطاقم عماني متكامل يضم أفرادا محترفين ومتمرسين قادرين على المنافسة ومقارعة كبرى الفرق في هذه الرياضة، وهو الطموح ذاته الذي يسعى لتحقيقه نظيره العماني الآخر في فئة قوارب الإكستري هاشم الراشدي الذي يبحر على متن قارب عمان للإبحار الموج، مسقط، ولكن يدرك المعشري أن الطريق لتحقيق هذا الطموح يتطلب جهدا كبيرا وعملا جادا لا يكل ولا يمل ولذلك يقول: "أدرك تماما ما أحتاج فعله لتحقيق هذا الطموح وأدرك أنه ممكن ولكن خطوة بخطوة وسأصل بإذن الله"