كان هاشم يعمل بالحقل النفطي قبل أن ينضم لعمان للإبحار منذ حوالي ثلاث سنوات، وقد سمع عن المشروع من صديق له بفريق كرة القدم يعمل بالبحرية السلطانية العمانية الذي رأى إعلانا للتوظيف بالصحف المحلية. وقد إلتحق هاشم ببرامج إبحار عديدة بعمان للإبحار، فقد بدأ تدريبه بفرق قوارب الهوبي ١٦، ولكن تلقى تدريبا مكثفا أيضا بقوارب أف ١٨ والإكستريم ٤٠ الذي أنضم له بعد ذلك ويبحر الآن على متن أحد قواربه في سلسلة سباقات الإكستريم ٤٠ لعام ٢٠١٢.

 

وحول ذلك يقول الراشدي: "كان انضمامي لبرنامج الإكستريم ٤٠ نقلة نوعية في مسيرتي برياضة الإبحار الشراعي، فلقد منحتني هذه الفرصة التدرب مع نخبة من أفضل البحارة حول العالم، فلقد التحقت بفريق الطيران العماني، وتعلمت الكثير من فريدي، وكينلي، وناصر وقد كنت قريبا منهم جدا، ويعد العمل إلى جانب بن اينسلي فرصة العمر، فهو أفضل بحار صادفته في حياتي، فهو يتمتع بالهدوء، ولكنك تستطيع أن تستشعر وراء ذلك الهدوء الجهد الكبير الذي يبذله في التخطيط الاستراتيجي المستمر وحساب خطواته القادمة"

 

وتابع الراشدي حديثه: "ها أنا الآن أبحر على متن القارب العماني الموج، مسقط بعد أن انتقلت من مرحلة التدريب والمتابعة، ولقد استطعنا والحمدلله لغاية الآن الفوز بعدة جولات ونتطلع لكسب الجولة القادمة بنيس الفرنسية لتعزيز تصدرنا لقائمة الترتيب العام لسلسلة سباقات الإكستريم ٤٠ العالمية لعام ٢٠١٢، وإن حجم الإستفادة من هذه المشاركات كبير إذ ما نظرنا إلى البحارة المحترفين المشتركين بها، وإلى طاقم فريق الموج مسقط الذي يقوده البحار البريطاني لي ماكميلان الذي يتمتع بمهارات منقطعة النظير في مجال السباقات القصيرة"

 

وحول تجربته في الإبحار الشراعي وحداثتها يقول الراشدي: "بالمقارنة مع أغلب البحارة حول العالم، فقد بدأت مشواري في الإبحار متأخرا نوعا ما، ولم يكن لي علاقة مسبقة بالإبحار إذ أنني أعيش بسمائل التي تبعد عن البحر بمسافات بعيدة، وهي واحة غناء تحيط بها الجبال، وتفرش ظلالها أشجار النخيل التي تخلق خضرتها منظرا بديعا لدى امتزاجها بسمرة الجبال، ولقد كان لوالدي علاقة بالبحر مثل الكثير من العمانيين بالسفر إلى زنجبار على القوارب التقليدية، ولذا لم أواجه أي صعوبة في إقناعه في الإلتحاق برياضة الإبحار الشراعي التي يدرك تماما أهميتها والقيم والمهارات التي يتعلمها الإنسان منها، وأتمنى أن أسهم في إلهام الشباب العماني ومحاولة تدريبهم والأخذ بأيديهم، وهذا ما يجعلني أزور مراكز التدريب بشكل مستمر بقدر المستطاع، لأتمكن من استثمار معرفتي في نقلها للمتدربين هناك"

 

وعن سهولة إلتحاقه بهذه الرياضة وممارستها يقول الراشدي: "كما أشرت مسبقا لم أكن أمتلك أي خبرة سابقة في الإبحار الشراعي، ولذا بدأت من الأساسيات التي ساعدتني عمان للإبحار على تعلمها وإتقانها على أيدي مدربين محترفين وبتزويدنا بالمرفقات الضرورية لممارسة هذه الرياضة، ومن خلال إتاحة الفرصة لنا للمشاركة في مختلف المسابقات المحلية والإقليمية والدولية، للإحتكاك مع نظرائنا من دول العالم والاستفادة من تجربتهم، ودخول أجواء المنافسة الحقيقية، وتعتمد رياضة الإبحار الشراعي في فئاتها الجماعية على العمل الجماعي، والعمل تحت الضغط والقدرة على سرعة التصرف وحل المشكلات، وقد كنت أدرك أهمية هذا الأمر تماما مسبقا لأنني كنت أمارس رياضة كرة القدم التي تعتمد أيضا على العمل الجماعي وإسهام الجميع في تحقيق الفوز وتقديم الأداء الجميل"

 

ويكمل الراشدي حديثه: "لم يقتصر التدريب الذي خضته على الجانب الرياضي الفني فقط، وإنما تعداه لتعلم اللغة الإنجليزية، إذ كنت أحضر حصصا تعليمية في اللغة بموجب ثلاثة أيام في الأسبوع، لإتقان مهارات التواصل مع مختلف البحارة والمدربين الأجانب وللتواصل بسلاسة مع مختلف الوسائل الإعلامية، كما ساعدتني اللغة على التعرف بشكل أكبر عن الثقافات الأخرى، والبلدان التي زرناها في مشاركاتنا المتنوعة، فقد زرنا  مثلا دولا أوروبية عديدة، وزرنا الولايات المتحدة، وسنغافورة، والصين"