يشق قاربنا العماني مسندم عباب البحار من مرسيليا الفرنسية الى جنوة الايطالية في الجولة الخامسة والاخيرة من سباقات الطواف الأوروبي لعام ٢٠١٢، وكان القارب مسندم قد حقق أولى انتصاراته المحيطية في الطواف الأوروبي في الجولة الرابعة التي انطلقت من كاشكايش لغاية مرسيليا التي أبحر منها لجنوة الإيطالية بروح معنوية عالية يعززها الأداء المتزن والمتناغم والمتصاعد للفريق في الجولات الماضية، ولذا يتطلع قاربنا بأن تكون هذه الجولة هي مسك الختام، وأن يتغلب فيها على بقية الفرق المشاركة.

وتعد هذه الجولة صعبة رغم قصر مسافتها نسبيا التي تبلغ حوالي 650 ميلا بحريا، وظروفها شبيهة بظروف الجولة السابقة من حيث قلة سرعة الرياح والتي حدت من سرعة القوارب لدى الإنطلاقة، بالإضافة إلى إنعدام التيارات المائية التي تلعب عادة دورا في دفع القوارب، ولكن بالرغم من ذلك يقول ربان القارب سيدني جافنييه أن تحقيق نتائج متقدمة في هدذه الجولة ليس مهمة مستحيلة، فقد حقق القارب قبلها انتصارات على الفرق ذاتها، إذ فاز بالسباقات القصيرة في كاشكايش، وحل رابعا في الطواف حول البرتغال، وحصد الأول في الجولة الرابعة لمدينة مرسيليا، وجاء في المركز الثالث في سباقاتها القصيرة، وحول ذلك يقول سيدني:" سنبذل قصارى جهدنا في هذه الجولة المهمة، وسنحاول أن نستخدم جميع الطرق المتاحة والتكتيكات المناسبة للدفع بالقارب للأمام والمضي قدما نحو خط النهاية، وقد أثبتت التكتيكات التي اتبعناها مؤخرا نجاعتها ولذا نحن عازمون على مواصلة هذا النهج وتعزيزه، وستحدد هذه الجولة من سيفوز بالمركز الأول والثاني في الترتيب العام للطواف الأوروبي بين سبيندريفت وفونسيا، والمراكز الثالث والرابع والخامس بيننا وبين جيتانا، وريس.فور.وتر، ولذا فإن نقاطها مهمة بالنسبة لنا لنحجز مكاننا على منصة التتويج"

محسن البوسعيدي :
ويعود للمشاركة في هذه الجولة عوضا عن البحار خميس العنبوري، زميله محسن البوسعيدي الذي قال:"سنحاول في هذه الجولة استغلال مناطق الرياح للتقدم عن الفرق الأخرى وقد نظطر أحيانا للإبحار بجانب الشاطئ طلبا للرياح التي عادة ما تكون موجودة هناك، وتعد هذه الجولة مهمة لنقاطها الحاسمة، وهي جولة قصيرة نسبيا مقارنة بالجولة الأخرى ولذا فستتركز فيها جهودنا بشكل متواصل أكبر وسنحاول تلافي الوقوع في أية أخطاء تكتيكية قد تصعب من مهمة إصلاح نتائجها، نأمل أن يوفقنا الله فيها، وأن نحقق نتيجة متقدمة"
كما كان لنا هذا الحديث مع محسن عن مشواره مع الإبحار بشكل عام: "رياضة الابحار الشراعي هي رياضة ترويض النفس وتربيتها على تحمل الكثير من الامور الحياتية، فهي تعلم الصبر والثقة بالنفس وتلعم الانسان كيف يخرج القوة الداخلية التي يمتلكها بالاضافة تسخير طاقاته في الامور الجيدة التي تعينه على اعباء الحياة ، وهذه الصفات والمزايا كانت في الرجل العماني الذي يعمل في مجال الابحار على مر السنين وهذا ما استعطت ترجمته في حياتي وحياة عائلتي التي باتت ترى الحياة من منظور آخر جديد وهي نظرة الانسان للبحر"

واضاف البوسعيدي : "قديما كثيرا ما نسمع عن القوارب الشراعية التي كانت تبحر لمختلف دول العالم للتجارة، والبعض كان يبحر للصيد والذي استمر لغاية اليوم، أما الان فقد اصبح هناك مفهوم جديد للقوارب الشراعية وهذا المفهوم الجديد اضاف نقلة نوعية في عالم رياضات الابحار، حيث كنا في بداية هذا المشوار نتمنى ان نجد منافسين عمانيين لنا اما الان فاصبحت هذه الرياضة تستحوذ على اعجاب الكثيرين من الجيل الجديد والذي اصبح عددهم يفوق المئة حتى انه في مدارس الإبحار بمشروع عمان للإبحار، وياتينا عدد كبير من الاطفال من الاناث والذكور من اجل تعلم هذه الرياضة لتجربة ماتحمله من متعة وافادة وتربية للذات"

وتابع البوسعيدي حديثه: " كانت بدايتي الفعلية في هذه الرياضة منذ اشهار مشروع عمان للابحار وفي تلك الجولة العمانية على العالم والتي قمت بها، حيث انني اصبحت اول عماني وعربي يجوب عباب البحار بدون توقف ولي الفخر بذلك، حيث ان الترويج الاعلامي القوي الذي حصلت عليه هذه الجولة لعب دورا كبيرا في استقطاب محبي هذه الرياضة بل وانه غير فكر عدد من الشبان نحو هواياتهم والذين اتجهوا الى الابحار كونها رياضة تحاكي الاجيال والشباب في ان واحد، لان الانسان العماني له