توج بحارة قاربنا الوطني مسندم بالمركز الثالث في جولته بمدينة مارسيليا الفرنسية ضمن منافسة السباقات القصيرة لقوارب مود٧٠، حيث حصل قاربنا على 50 نقطة بعدما الغي السباق الثالث والأخير نتيجة سقوط أمطار غزيرة على المدينة وإنعدام حركة الرياح التي تساعد القوارب على الحركة خلال السباق، ليحل فريق قارب سبيندريفت والممثل للاتحاد الأوروبي بطلا في هذه الجولة بحصوله على 54 نقطة ويحل وصيفا له فريق قارب فونيسيا بنتيجة 51 نقطة.

شهدت بداية اليوم الثاني أمطارا غزيرة عرقلت إنطلاقة السباقات القصيرة بالنسبة للخمس القوارب المشاركة وهي قارب مشروع عمان للإبحار الوطني مسندم، والقارب الفرنسي جروب إيدموند ريتشارد، والقارب الفرنسي فونسيا، والقارب السويسري ريس فورووتر، والقارب الممثل للاتحاد الأوروبي سبيندريفت، وقد شهدت السباقات حضورا جماهيريا كبيرا لتزامنه مع اجازة نهاية الاسبوع وذلك رغم انسكاب المطر بين الفينة والأخرى، ونتيجة لهذ الأمطار فقد قررت اللجنة الفنية تأخير انطلاقة السباقات والانتظار لغاية هدوء الحالة الجوية خوفا على البحارة وقواربهم التي قد تتأثر بالبرق الا ان الاوضاع ساعدت فيما بعد على اقامة سباقين والغاء الثالث بسبب عودة الأمطار من جديد وانعدام الرياح بعد توقفها.

وقد كان أداء الفرق في سباقات اليوم الثاني في مرسيليا جيدا رغم الامطار القوية حيث كان المركز الثاني حليف متسابقينا في السباقين الاول والثاني وذلك بعدما حرص الفريق على أن تكون إنطلاقاته جيدة منذ البداية بأن يأخذ موقعا يساعده على البداية السريعة لتلافي عقبات اليوم الأول وهو ما تحقق فعلا، وكان قد إلتحق بالفريق لتقديم الدعم التكيكي والملاحظة من على الشاطئ الملاح والتكتيكي جيرالد قادما من فريق بي أي ايه للانظمة، إذ قام جرالد بمراقبة سباقات اليوم الأول ومن ثم التناقش من الفريق بعد انتهاء السباقات حول الأداء من حيث مواطنه قوته وضعفه وما ينبغى القيام به، ويبدو أن هذه العمل قد آتى أكله فعلا.

الصحف الفرنسية

غازلت الصحف الفرنسية الصادرة في مرسيليا القارب العماني ولم تتوان عن منحه صفحاتها الاولى، مما جعل القارب مسندم بألوانه المميزة لشعار الهوية الترويجية للسلطنة محط انظار زوار الفعالية الذي رغبوا في التعرف على القارب وطاقمه، حيث بات الزوار يتوافدون من كل ارجاء مرسيليا والمدن المجاورة لها لزيارة الفعالية ومشاهدت الفرق المشاركة فيها.

حيث اصبح الوجود العماني له السبق في الصفحات المحلية حيث اصبح مادة دسمة للصحافيين الفرنسيين الذين احبوا تغطية اخبار الوفد العماني المشارك في هذا الطواف بالاضافة الى متابعتهم المستمرة لاهم الاحداث التي ترافق السباق والمشاركات المرتبطة به.

وجدير بالذكر أن الصحف الفرنسية تخرج باخبار يومية عن المشاركة بل انها تفرد لها مساحات كبيرة تليق بمستوى الفعاليةا، بالإضافة الى تغطية شاملة عن أهم الاحداث التي تجري على هامش السباق وبالاخص الخيمة العمانية التي تقام بالتزامن مع الفعالية من اجل الترويج السياحي للسلطنة والتي لاقت إقبالا كبيرا في هذا اليوم من العوائل الفرنسية التي أبدت إعجابها بما تتمتع به السلطنة من مقومات سياحية فريدة ومتنوعة.

الاجتماع الفني
وكانت اللجنة الفنية التابعة للسباق قد عقدت اجتماعا فنيا لكافة قادة القوارب وذلك من اجل تعريفهم بمسارات السباق بالاضافة الى تعريفهم باهم وآخر المستجدات في هذه المرحلة والإجابة على استفساراتهم، الا ان الحديث الأبرز الذي دار في الاجتماع كان حول انطلاقة الجولة الاخيرة وهي الجولة الخامسة من سباق الطواف الاوروبي لعام ٢٠١٢ لقوارب مود٧٠ والتي ستننطلق من مارسيليا الفرنسية الى جنوه الايطالية والتي ستكون الاخيرة في الطواف الأوربي ليعقبها تتويج للقوارب الفائزة .
سليمان بن عامر المنجي
يعد سليمان بن عامر المنجي خير مثال للشاب العماني المكافح ، حيث انه انضم الى مشروع عمان للابحار قبل قرابة 8 اشهر فقط، ويعمل بها في مجال صيانة القوارب الشراعية، حيث كانت لنا وقفة معه للتعرف عليه عن كثب حيث قال: وفقني الله في الإلتحاق بالمكان الذي أحببت وسعيت للعمل فيه منذ فترة طويلة لغاية ما حصلت على فرصتي للإنضمام لهذا المشروع الوطني، إذ أن مهنة صيانة القوارب هي المهنة التي اجد نفسي فيها لان الصيانة والعمل على إصلاح مختلف أنواع المحركات هي هواية للكثير من الشباب، الا ان هذا العشق والحب كبر معي رويدا رويدا الى ان ترجمته الى حقيقة وعملت باحدى شركات القطاع الخاص في مجال الصيانة والتي تقارب المجال الذي اعمل به الان، فطبيعة عملي الان هي فني قوارب شراعية حيث أقوم والفريق الخاص بهذه المهنة بصيانة القوارب المشاركة في مثل هذه السباقات وتنظيفها بالاضافة الى تصليح الاعطال التي تلم بالقارب، إذ ان هذا العمل هو ما اقوم به بشكل شبه يومي، ولكن العمل يتكاثف في اوقات المشاركات والمسابقات التي تشارك فيها قواربنا.
• وعن كيفية اكتسابه لمهارات العمل فقد قال: منذ ان انضممت الى فريق اعمال الصيانة في مشروع عمان للابحار، احاول الاستفادة من جميع الامور والتعليمات التي يقدمها لي مدربي فيليب والتي لا اتوانى عن السؤال عن كل تفاصيلها الدقيقة لأنها بكل تأكيد ستفيدني في حياتي العملية لذا انا اتعلم الكثير من الفريق الموجود وكل مرة اقوم باعمال الصيانة فيها اتعلم شيئا جديدا، كما انني اطور مهاراتي ايضا عن طريق القراءة والسؤال حتى مع أعضاء الفرق الأخرى عندما نكون مشاركين في فعاليات معينة، إذ ان الاحتكاك بأقراني من الفرق الاخرى يفيدني جدا حيث ان الحديث معهم او مجرد الاستماع اليهم يعد بحد ذاته اثراء لمهاراتي في هذه العملية التي قد تتطلب مني وقتا كبيرا حتى اصل الى المهارة التي يمتكلها الآخرون معي في فريق صيانة القوارب ولاسيما أنني جديد على الجوانب الفنية المتعلقة بإصلاح القوارب والتي تنوعها يتطلب وقت ولكنني سأبذل قصارى جهدي في عملي وسأكتسب المهارات المطلوبة بإذن الله وأنميها لانه في نهاية المطاف عملنا جميعا وتناغمه كبحارة وفريق دعم فني شاطئية هو خدمة لوطننا الحبيب لأننا نشارك بإسمه ونرفع رايته.
وعن ما قدمته عمان للابحار له فقد قال: كلنا نعلم ان مشروع عمان للابحار بدأ قريبا الا ان عطاءاته بعيدة الحدود لا يستطيع احد ان يصل الى ما وصلت فيه عمان للابحار خلال هذه الفترة فهي قامت بتوفير فرصة عمل للشباب العمايين والعمانيات على حد سواء في مجال جديد كليا واهتمت بتطويرهم واكسابهم المهارات العلمية والعملية وهذا ما جعلها ترتقي بادائها وانجازاتها.
وعن رسالته للشباب العماني فقد قال: ساقوم بإذن الله بتشجيع للشباب العمانيين من خلال عملي المجتهد وعكس صورة حسنة للمهنة التي أعمل بها بالاضافة الى وضع عدد من الاهداف من اجل الارتقاء بالعمل وبذل المزيد من الجهد من خلال وضع جملة من الطموحات والاهداف التي ارتجي بالوصول اليها، ورسالتي هي أنني سعيت للإنضمام لهذا العمل لأنني أحببته وقد أخذت وقتا طويلا لغاية ما تمكنت من ذلك وتطلبت هذا جهدا وصبرا وإلتزاما مني والحمدلله، تمكنت من الحصول على هذا المكان ولذا أن علينا جميعا أن نجتهد في الوصول لما نريد له وأن نبذل ما يؤهلنا للحصول عليه وإلا فإن انتظار الفرص والركون للراحة لن يغير شيئا وليس السبيل الصحيح للنجاح.

وعن كيف يرى مستقبله في هذه المهنة فقد قال: على الرغم من انها مهنة جديدة على العمانيين ولم يتعودوا عليها الا انها مهنة مثرية وممتعة، لانها فرصة رائعة لتعلم الشيئ الجديد والمختلف من اجل تحقيق مختلف الطموحات على كافة الاصعدة وهذا امر جيد ويبعث الفخر في النفس، واتمنى في المستقبل ان أمتلك العديد من المهارات في مجالي وأصبح خبيرا فيه وأن أسهم في نقل معرفتي بتدريب الشباب العمانيين في هذا المجال فالعملية كلها بحاجة الى صبر واردة وإلتزام الذي أصبح بالنسبة لي أسلوب حياة لأن هذه المهنة لا تكسب المهارات العملية فقط بل تتعلم منها مهارات تفيدك في مختلف جوانب حياتك.
وتعتبر النتائج التي حققها الفريق العماني في اليوم الأخير من السباقات القصيرة الجيدة، ولكن النقاط الأهم هي في الجولة المحيطية الخامسة والأخيرة لمدينة جنوة الإيطالية، والتي يتوقع أن تكون شبيهة بالجولة الرابعة من حيث انعدام التيارات المائية وقلة سرعة الرياح والتي قد تدفع بالقوارب للإبحار بجانب الشواطئ بحثا عن الهواء وهو الأمر الذي يجب تنفيذه بحذر كبير لأنه قد يبعده عن مسار السباق خاصة إذ ما أتت على منطقة منعدمة الهواء، كما أن المياه هناك تكون أقل عمقا عما هي عليه في الداخل، وعلى فريقنا العماني على متن مسندم أن يواصل هذا التألق إذا ما أراد تحقيق نتائج جيدة.