انطلقت السباقات القصيرة لقوارب مود٧٠ في مدينة مرسيليا الفرنسية بمشاركة خمسة فرق وهي قارب عمان للإبحار الوطني مسندم، والقارب الفرنسي جروب إيدموند ريتشارد، والقارب الفرنسي فونسيا، والقارب السويسري ريس فورووتر، والقارب الممثل للاتحاد الأوروبي سبيندريفت، وقد شهدت السباقات حضورا جماهيريا كبيرا لغاية نهاية السباق التي شهدت تساقطا للأمطار الخفيفة.

 

وقد كان أداء الفرق في سباقات اليوم الأول متذبذبا بسبب قلة سرع الرياح، إذ حصل القارب مسندم على المركز الرابع في السباق الأول ومن ثم حصل على المركز الثاني وبعدها حصل على المركز الخامس، وكذا كان حال بقية الفرق الأخرى التي كانت هي الأخرى تتقدم تارة وتتأخر تارة أخرى بسبب عدم انتظام سرعة الرياح وتغير اتجاهها أحيانا، إذ حصل فريق فونسيا ثاني الترتيب العام للطواف الأوربي على المركز الخامس في السباق الأول، والأول في السباق الثاني، والثالث في السباق الأخير.

وتصدر ترتيب سباقات اليوم الأول القصيرة فريق ريس فوروتو بحصوله على ٣٣ نقطة، وأتى بعده في المركز الثاني فريق سبيندريفت برصيد ٣٢ نقطة، وجاء في المركز الثالث فريق فونسيا برصيد ٣٠ نقطة، وحل بعده في المركز الرابع القارب مسندم بثمانية وعشرين نقطة، وجاء في المركز الخامس فريق جروب إيدموند، ولا تزال هناك ثلاثة سباقات أخرى متبقية ستقام في اليوم الثاني قبل إنطلاقة القوارب في الثلاثين من الشهر الجاري لجنوة الإيطالية في الجولة الأخيرة للطواف الأوروبي لعام ٢٠١٢.

وقد شهدت هذه السباقات القصيرة عودة البحار ميتشي مولر الذي كان قد تعرض لإصابة في كيل الألمانية، والتي اضطر على إثرها لعدم المشاركة مع الفريق في السباقات الماضية، وقر عبر ولر عن سعادته لعودته على متن القارب ليشارك مع رفاقه ماتبقى من سباقات في هذه المرحلة والمراحل المقبلة.

وحول هذه السباقات قال البحار العماني فهد الحسني: "لقد هيمنت قلة سرعة الرياح على أداء الفرق اليوم وزادت من صعوبة التحكم فيه، إذ أثرت إنطلاقاتنا في السباقين الأول والثالث على مركزنا في تلك السباقات رغم أننا قدمنا أداء جيدا خال من الأخطاء ولكن، حجبت الفرق عنا الهواء القليل السرعة أصلا عند خط إنطلاقة تلك السباقات ولذا جاءت الإنطلاقة بسرعة خفيفة بالنسبة لنا، بينما حصلت بعض الفرق على دفعات هواء جيدة وتقدمت علينا، وأما السباق الثاني فقد كانت إنطلاقتنا فيها جيدة واتخدنا مكانا جيدا عند خط البداية مننا من الحصول على سرعات رياح جيدة، ولذا ارتكز أمر السباقات اليوم بشكل كبير على خط البداية والإنطلاقة وذلك بسبب الرياح فإما أن تنطلق بسرعة منذ البداية وإلا أنه سيسصعب عليك اللاحق بالفرق الأخرى بعد ذلك، ولكن نتطلع لأن تكون الأوضاع غدا أفضل من ذلك".

وأما خميس العنبوري فقد أكد على الكلام الذي ذكره فهد فيما يتعلق بسرعة الرياح التي اتسمت بالبطء الذي لا يساعد قوارب بحجم قوارب مود٧٠ على الإنطلاق، وذلك خلاف لقوارب الإكستريم ٤٠ التي تصغر هذه القوارب حجما والتي يتمتع فيها خميس العنبوري بخبرة كبيرة، إذ كانت مجمل مشاركات خميس السابقة في مجالات السباقات القصيرة خلافا لمحسن البوسعيدي الذي تجربته في الإبحار المحيطي تعد تجربة جيدة وسبق له أن خاضه، ولذا تحدث خميس عن مشاركته في الجولة الرابعة المحيطية من كاشكايش لمرسيليا في سباقات مود70 والتي قال فيها: "كانت تلك المرة الأولى التي أشارك فيها في مثل هذه السباقات المحيطية، إذ اقتصرت مشاركاتي السابقة في مجالات السباقات القصيرة مثل الاكستريم، لذا تعد هذه تجربتي المحيطية الأولى، علما أنني تدربت مسبقا عليها وأنا متحمس لخوض تجاربها القادمة والتي نأمل أن نحافظ فيها على صدارتنا والمركز الذي حققناه في الجولة الرابعة التي انطلقت من مدينة كاشكاش البرتغالية لمدينة مرسيليا الفرنسية".

وأضاف العنبوري: "انا سعيد جدا لأن زميلي محسن البوسعيدي أتاح لي هذه الفرصة بأن آخذ مكانه في القارب في الجولة الرابعة والتي كنت انتظرها لأنني أعشق التحدي ولدي رغبة كبيرة في خوض مثل هذه النوعية من السباقات، لانني مؤمن بأن لدي الطاقة والقدرة على خوض مثل هذه التجارب الكبيرة والتي كنت حضرت لها مع بقية أفراد الطاقم مسبقا وتدريباتنا متواصلة ومستمرة".
وعبر خميس عن سعادته بإنجاز فريقه في الجولة الرابعة ضد نخبة من البحار العالميين، وقال بأنه تلقى العديد من الرسائل المهنئة له بهذا الإنجاز، وقال العنبوري: "آمل أن يكون مثل هذه الإنجاز حافزا لي ولزملائي في عمان للإبحار لمواصلة هذا الأداء الجاد، للمحافظة على هذا المستوى التصاعدي وتشريف السلطنة في هذه المحافل الدولية التي تشهد مشاركة أبطال عالميين وتحظى بتغطية ومتابعة إعلامية كبيرة."

وقال خميس: "لقد أمضيت ٤٥ يوما بعيدا عن المنزل، ولاحظت والحمدلله أن الكثير من الناس في السلطنة تتابع أخبارنا وتشجعنا لتحقيق الإنجازات باسم السلطنة وتشريفها في المحافل الدولية، ولقد تلقيت مع زملائي محسن وفهد العديد من الرسائل المهنئة لنا بمناسبة فوزنا الأخير وتشد من أزرنا، لقد كان لهذا الأمر أثرا طيبا في نفوسنا ودافعا لنا على تحقيق المزيد من الإنجازات".

وبالنسبة لخميس الإبحار ليس مجرد مسابقة رياضية لحصد الألقاب، بل هو مدرسة حياتية يتعلم منها الإنسان العديد من الدروس ويكتسب من خلال ممارستها مهارات جديدة، مهارات حياتية مهمة لكل شخص فهو يقول: "يتابع الكثير من الأشخاص في منطقتي بولاية الرستاق أخباري خاصة الأطفال الذي يتابعون أخباري بشغف ويتطلعون لتحقيق مثل هذه الإنجازات، وأنا دائما ما كنت أشجعهم على تجربة الإبحار لأنه يكسبه العديد من المهارات ويذكي روح المنافسة لديهم، ويعلمهم الصبر، وقوة التحمل، والعمل الجماعي، والاعتماد على النفس، ومهارة اتخاذ القرارات والعمل تحت الضغط، الأمر الذي من شأنه أن يطور من قدرات الشخص ومهاراته الحياتية بشكل عام وليس فقط مهارات رياضية لا تستخدمها إلا في ميدان السباق"

وعن نفسه قال خميس: "لقد غير الإبحار الكثير من جوانب حياتي وطورها منذ أن إلتحقت بعمان للإبحار، لقد وجدت أثره الإيجابي في طريقة تفكيري، وأدائي للأعمال والمهام المختلفة، وردات فعلي تجاهها، أسهمت رياضة الإبحار في تنميتها جميعا والحمدلله، وهي رياضة صديقة للبيئة ومتاحة للجميع وهذه دعوة مني لهم لتجربتها وغوض غمارها، وأنا متأكد من أنهم سيعجون بها"

وقد خاض خميس مع جميع رفقائه في القارب السباقات القصيرة بمدينة مرسيليا الفرنسية، والتي بعد نهايتها سيأخذ محسن مكانه في السباق المحيطي الذي سينطلق من مرسيليا لجنوة بإيطاليا.

المعرض العماني
كان المعرض العماني مرافقا للقارب العماني مسندم في مختلف محطاته ببريست بفرنسا، وكيل بألمانيا، والآن مرسيليا بفرنسا وذلك لاستغلال الفرصة للترويج السياحي للسلطنة، والذي ينظمانه مشروع عمان للإبحار الوطني ووزارة السياحة العمانية، إذ يضم هذا المعرض على مجموعة المقتنيات واللوحات العمانية التي تصور جمال الطبيعة في السلطنة، كما توجد بعض منتوجات الصناعات التقليدية من السعفيات التي استخدمها الانسان العماني ورافقته طوال حياته بالإضافة الى مجموعة من الفخاريات والفضيات، ناهيك عن معرض الصور المشار إليه والخرائط التي تسلط الضؤ على العلاقة العمانية الفرنسية طوال السنوات المنصرمة، كما أتاحت الخيمة فرصة للنساء الفرنسيات التزين بنقوش الحناء العمانية، والتعرف على الأزياء العمانية التقليدية وتصاميمها الجميلة.

كما قدمت وزارة السياحة العمانية فرصة للزوار للمشاركة في المسابقة التي طرحتها طوال الفترة الماضية للفوز بجائزة وهي عبارة عن رحلة الى السلطنة تمتد لتسعة أيام لشخصين، حيث سيحظى الفائزان بتجربة فريدة من نوعها لزيارة السلطنة والتعرف على ما تمتلكه من طبيعة خلابة وحضارة إنسانية عريقة ضاربة في القدم.

وحول العمل في هذا المعرض كان هذا الحوار مع غالب الحارثي، منسق دائرة تطوير الإبحار الشراعي في مشروع عمان للإبحار الذي تحدث عن تجربته في المشاركة في المعرض الذي ينظمه المشروع في مختلف محطات الطواف الأوروبي لقوارب مود٧٠ لعام ٢٠١٢: "في البداية أنا فخور بقيامي بهذا الدور الذي أمثل فيه بلدي الحبيب سلطنة عمان في مرسيليا التي تستضيف فعاليات الطواف الأوروبي لقوارب مود٧٠، ونهدف من إقامة هذا المعرض المتنقل بالشراكة مع وزارة السياحة العمانية للترويج للسلطنة لدى مختلف زوار الفعالية والمدينة، وتتوزع أدواري بين الدعم اللوجستي لفريق المعرض والمساعدة في استضافة ضيوف عمان للإبحار، بالإضافة إلى دور التعريف بالسلطنة والمقومات التي تتمتع بها وتميزها عن بقية الدول الأخرى في المعرض وكذلك خارجه، وفي المعرض أقوم بمرافقة الضيوف فيه وتعريفهم بمختلف زواياه وأركانه".

وحول الاستفادة من هذه المشاركة قال غالب: "من خلال عملي في المعرض لقد استفدت الكثير من خلال التعرف على أناس من ثقافات مختلفة ومستوى معرفتهم عن بلدي وعن المنطقة بشكل عام، ولقد كان تفاعل الأغلبية مشجعا مع المعرض، وكان البعض يسمع عن السلطنة لأول مرة ولذا فإنهم يرغبون في التعرف عليها بشكل أكبر بالتنقل في مختلف أركان المعرض والتعرف عليها وكذلك أعرفهم على موقعنا على الخارطة وتقسيمات المناطق، وإن قيمة هذا العمل الذي نقوم به ومردوده الإيجابي كبير على البد من حيث التعريف بها وبثقافتها وعمق تاريخها بشكل عام والبحري بشكل خاص، ونجد أن بعض الزوار أحيانا منبهرين مما يسمعونه إذ غالبا ما تكون لديهم تصورات مغلوطة أو ناقصة أصلا عن المنطقة بشكل عام.

وأردف: "على الصعيد الشخصي، أجد بأن حجم الاستفاد كبير من حيث التعامل مع مختلف الجهات هنا والتعرف على أنظمتها المتنوعة وكذلك التعرف إلى حياة الناس وأسلوبهم، وطريقة تفكيرهم ولذا يكون من السهل علينا التعرف على ما يبحثون عنه وبالتالي التركيز عليه في الشرح مثلا، كما ساعدني القيام بمثل هذا الدور إلى التعرف على مجال جديد وهو يمكن أن نسميه بالإرشاد السياحي إذ دفعني ذلك للقراءة أكثر عن مختلف المواقع السياحية في بلدي والتعرف على مميزاتها لكي أتمكن من عكس الصورة الصحيحة لزوار المعرض."

واختتم غالب حديثه قائلا: "أعتقد بأن الدور الذي يقوم به مشروع عمان للإبحار في شراكته مع وزارة السياحة العمانية هو دور جميل يسهم بلا شك في خدمة أهداف الترويج السياحي للسلطنة في أسواق أوروبية رئيسة، ويشجع السياح على زيارتها وكذلك المستثمرين على الفرص المتوفرة لهم"

الجدير بالذكر أن الطواف الأوروبي لقوارب مود٧٠ يشتمل على خمسة جولات انطلقت جولتها الأولى من مدينة كيل الألمانية، فيما انطلقت الجولة الثانية من مدينة دبلن الإيرلندية، وانطلقت الثالثة من مدينة كاشكايش في الطواف حول البرتغال، وأما الجولة الرابعة فقد انطلقت من كاشكايش متوجهة لمرسيليا الفرنسية التي تنطلق الجولة الخامسة والأخيرة منها لمدينة جنوة الإيطالية والتي تختتم سباقاتها بتاريخ ٣ اكتوبر المقبل.