تمكن الثناني العماني مصعب الهادي وأحمد البلوشي من خطف الأضواء في اليوم الأول من سباقات بطولة العالم لفئة قوارب أف ١٨ عندما تمكنا من الفوز بالسباق الافتتاحي للبطولة، متفوقين في ذلك على نخبة من البحارة العالميين، وهو الأمر الذي يعد انجازا مهما لمصعب وأحمد الذين بدأ مشوارهما في مجال الإبحار منذ سنتين فقط ومضى على تشكيلهما لهذا الثنائي ١٨ عشر شهرا.


وقد تمكن العمانيان من تحقيق هذا الإنجاز والفوز بالسباق في ظل مشاركة ١١٨ فريقا من ١٣ دولة، والذي كان من بينهم أبطال أولمبيين وعالميين أصحاب باع طويل في هذه المسابقات, ولكن لم يكن كل هذا ليثني عزيمة الشباب العماني الذي أثبت جدارته في ذلك السباق الافتتاحي لبطولة قوارب أف ١٨ العالمية التي تستضيفها كاليفورنيا حاليا.

واتصفت اجواء السباق بالرطوبة وقلة سرعة الرياح التي تراوحت بين سبع إلى تسع عقد، ولكن على الرغم من ذلك أسهمت التدريبات التي أجراها الفريق العماني قبل انطلاقة السباقات في تمكينه من أخذ مكان جيد عند انطلاقة السباق مما جعله يتقدم على بقية الفرق والتي كان من بينها الفريق الفرنسي المعروف أوليفر باكس، والفريق الهولندي كون دي كونينج، والسويسري بيلي بيسون، وفريق كارولينج بروير الذي سيطرت على عدة بطولات سابقة هذا العام ويتصدر هذه البطولة حاليا بفوزه بثلاثة سباقات فيما بعد.

ومما يضفي على هذا الانتصار طعما جميلا وأهمية هو تقدم ثنائي عمان للإبحار بثمان مراكز على واحد من البحارة الأستراليين المعروفين دارين بوندوك ذو الواحد والاربعين عاما، والذي كان قاد حاز على ميداليتين أولمبيتين وصاحب خمسة عشر لقبا في بطولات مختلفة للقوارب المتعددة الأبدان، وصاحب ثلاثة ألقاب في فئة قوارب أف ١٨.

ويعد قائد الفريق العماني مصعب الهادي واحدا من البحارة العمانيين الواعدين، والذي كان قد بدء علاقته مع الابحار في سداب بمسقط قبل ان يلتحق بعمان للإبحار قبل عامين من الآن في فئة قوارب الليزر، وقد اظهر الهادي براعة منذ أيامه الأولى وتم اختياره لتمثيل السلطنة في بطولة دورة الألعاب الشاطئية الثانية بمسقط والتي احرز فيها المرز الرابع وهو لا يزال في بداياته وسط نخبة من البحارة الاسيويين المحترفين، وهو الأمر الذي يعد انجازا مهما لمصعب وحافزا كبيرا له في مشواره في الابحار الشراعي، وقد التحق بعدها بفريق قوارب أف ١٨ مع زميله في الفريق أحمد البلوشي، وقد تمكنا معا من ان يكونا من بين الفرق العشر الأوائل في البطولات الأوربية التي شاركا بها.

وقد عكر صفو هذا الانجاز اصابة مصعب في يده اليمنى اثر حادث تصادم مع فريق آخر في السباق الثاني مما تطلب تدخل فرق السلامة الموجود هناك لنقله لأخذ الاسعافات الأولية في الموقع ومن ثم تم نقله لأقرب مركز علاجي لتقلي العلاج اللازم هناك، وحول هذه الحادثة يقول مصعب: "عند الاصطدام اخذت بالتأرجح وفقدان توازني على القارب وكنت ممسكا ساعتها بالدفة وسقطت والدفة في يدي"، ووفقا للتصريح الرسمي للمنظمين فقد تحطمت الدفة المصنوعة من الفايبر مما أدى لإصابة مصعب في أصابع يده اليمنى جراء ذلك، ولكن تم توفير العلاج اللازم له في الموقع وهو الآن يتلقى العلاج في أحد المراكز الطبية هناك، ولا تزال إمكانية مشاركته للسباق من عدمها لم تحسم بعد ويقول الهادي أنه سيحاول إذ سمحت الحالة الصحية ليده من مواصلة التحدي.

والجدير بالذكر أن الفريق العماني قد وصل مع مدربه بول ولكين لموقع الحدث باللونج بيتش يوم الخميس الأسبوع الماضي لمنح البحارة فرصة للتعرف على المكان وأجواء الإبحار فيه وتجهيز أنفسهم بشكل جيد للمشاركة، وحول ذلك قال البحار أحمد البلوشي: "يمكن أن يشكل الإبحار على نوعية جديدة من القوارب تحديا في حد ذاته ولكن قارب ناكرا فيوشن جيدة وجميلة خاصة بوجود شعارات عمان للإبحار عليها، وبحسب اعداداتنا السابقة التي تعودنا عليها فذه القوارب تعد سريعة إذ قمنا بتجربتها أيضا في إحدى السباقات المحلية هنا في هذه النادي وقد حصلنا على المركز الخامس في الترتيب العام ونعتقد أيضا بأن سرعة هذه القوارب يمكن أن ترتفع إلى ما هو أعلا من ذلك أيضا".