احتفل اليوم بمرسى نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت بتكريم الفائزين في المحطة الثانية لسباق الطواف العربي للإبحار الشراعي " الدوحة ـ ابوظبي " وذلك تحت رعاية الشيخ خالد بن زايد بن صقر آل نهيان رئيس اتحاد الإمارات للشراع والتجديف الحديث بحضور سعادة الشيخ محمد بن عبدالله القتبي سفير السلطنة المعتمد لدى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وأعضاء اللجنة المنظمة والبحارة المشاركين في الطواف.


وقد استهل حفل التكريم بكلمة ألقاها عيسى بن سلطان الإسماعيلي مدير عام الفعاليات بمشروع عمان للإبحار رحب فيها براعي الحفل والحضور وقال فيها بداية نقدم الشكر الجزيل لكل من ساهم معنا وحضر حفل ختام الجولة الثانية من الطواف العربي للإبحار الشراعي ٢٠١٢ الذي تتعاون الدول الخليجية في تنظيمه للسنة الثانية على التوالي لتحقيق عدد من الأهداف من بينها جمع دول المنطقة في سباق عبر مياه خليجها العربي حيث تتنافس في رياضة الابحار الشراعي الذي يعد جزء من تراثها البحري الغني، وتروج في الوقت نفسه لما تتمتع به من مقومات سياحية كبيرة، وخلق فرص للبحارة الخليجيين للتنافس على مياههم الاقليمية في حدث دولي يجمع نخبة من البحارة العالميين المحترفين ليطور بحارتنا من مهاراتهم ويستفيدوا من الخبرات العالمية المشاركة، كما يهدف الطواف لايجاد فرص تجارية للشركات الاقليمية والدولية لكونه منصة فريدة من نوعها تغطي أربعة أسواق خليجية وتطوف سبع مدن .
مثالا يحتذى
واضاف الاسماعيلي إن ما قدمته وتقدمه أبوظبي ممثلة بنادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت يعد مثالا يحتذى به في سعيها لتطوير هذه الرياضة البحرية وتعزيز حضور أبناء المنطقة فيها وخير دليل على ذلك هو تخصيص نادي مستقل معني بتطوير هذه الرياضة وصقل مهارات المواهب المحلية، وجاء تنظيم هيئة أبوظبي للسياحة لسباق فولفو للمحيطات ليؤكد على الاهتمام الكبير الذي توليه الإمارة لإعادة إحياء موروث الأجداد واستغلال المقومات البحرية التي حبا الله بها هذه المنطقة، وإن لعمل دول المنطقة مجتمعة لإعادة إحياء تراثها المشترك الذي طالما جمع أبنائها معا، أهمية كبرى ودلالة عميقة للعمل المشترك لتحقيق الأهداف التي يسعى لها قادتنا وتحقيق رؤاهم في تعميق الترابط بين أبناء المنطقة وتأصيل العمل المشترك نحو تعزيز حضور دولنا على خارطة الفعاليات العالمية والترويج لها مجتمعة كوجهة مثالية لإستضافة الأحداث الرياضية الكبرى.
واشار الاسماعيلي بان الجولة الثانية من الطواف كانت قد انطلقت من الدوحة ظهر يوم الأربعاء الخامس عشر من فبراير الجاري لتصل لعاصمة لأبوظبي بمرسى نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت في وقت متأخر من مساء يوم الخميس الماضي وإن المدة الطويلة التي استغرقها البحارة للوصول لخط النهاية، تعود لطول المسافة أولا ولتذبذب سرعة الرياح التي كانت بطيئة جدا في أحيان كثيرة من فترات السباق، الأمر الذي شكل اختبارا حقيقيا للبحارة ووضعت قدراتهم وخبراتهم على المحك، وأضاف عيسى: شهدنا والحمدلله أداء جيدا من بعض فرق المنطقة ونطمح أن تبذل فرقنا جهدا أكبر وأن يستفيد البحارة من مشاركتهم، ونتمنى أن نرى المزيد من أبناء المنطقة.

وقال عيسى الاسماعيلي ستنطلق الجولة الثالثة من الطواف العربي للإبحار الشراعي اليوم بإذن الله من أبوظبي متوجهة لإمارة رأس الخيمة التي يمثلها فريق رأس الخيمة في السباق، وستنطلق بعدها لمسندم بسلطنة عمان قبل التوجه للمصنعة ومن ثم المحطة الأخيرة بمسقط.


تكريم الفائزين


بعد ذلك قام راعي الحفل الشيخ خالد بن زايد بن صقر آل نهيان رئيس إتحاد الإمارات للشراع والتجديف الحديث بتكريم أصحاب المراكز الثلاثة الأولى في المحطة الثانية "الدوحة ـ أبوظبي" فقد جاء في المركز الأول فريق القارب الفرنسي " كورير دونكرك" الذي فاز باللقب للمرة الثانية على التوالي وحصل على المركز الثاني فريق القارب العماني "بي أيه إي للأنظمة" واحتل الفريق القطري "البنك التجاري" المركز الثالث.
كما قام راعي الحفل بتكريم أصحاب المراكز الثلاثة الأولى في السباقات القصيرة التي أقيمت ظهر أمس بمرسى نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت حيث تمكن القارب العماني"مسقط 2012" وبقيادة القبطان محسن البوسعيدي من خطف المركز الأول عن جدارة وإستحقاق رغم المنافسة الشديدة التي شهدها السباق واحتل المركز الثاني فريق القارب العماني "بي أيه إي للأنظمة" ونال المركز الثالث فريق القارب الفرنسي " كورير دونكرك" .

في الغد انطلاق المحطة الثالثة

تنطلق يوم الغد المحطة الثالثة لسباق الطواف العربي للإبحار الشراعي التي ستكون من أبوظبي إلى  رأس الخيمة لمسافة 242 كيلو مترا علما بأن المحطة الرابعة من رأس الخيمة إلى مسندم لمسافة 278 كيلو مترا والمحطة الخامسة من مسندم إلى المصنعة لمسافة 278 كيلومترا والمحطة السادسة والأخيرة من المصنعة الى مسقط 84 كيلو مترا.

تشجيع رياضة الشراع

قال الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس إتحاد الإمارات للشراع والتجديف: يعد الطواف العربي للإبحار الشراعي إحدى المسابقات التي تقام حاليا في دول مجلس التعاون وهو دليل للتشجيع على رياضة الشراع وهناك الكثير من الناس لا يعرفون جيدا أهمية هذا النوع من الرياضات في منطقة الخليج من الناحية التاريخية وكذلك الاهتمام برياضة الشراع الحديث وفي الأماكن المناسبة وبالتحديد في وقت الشتاء وتعتبر منطقة الخليج من المناطق المناسبة لإقامة مثل هذه الرياضات في هذا الوقت بالتحديد بوجود الرياح الجيدة والمناسبة لإقامة مسابقات الإبحار الشراعي والرياضات البحرية.

إرث حضاري


قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالله القتبي سفير السلطنة بدولة الإمارات العربية المتحدة: أنا سعيد بحضوري في ختام المرحلة الثانية من الطواف العربي للإبحار الشراعي, ومن الجيد أن يتم تخصيص قارب باسم مسقط ٢٠١٢ للترويج عن السلطنة ومسقط عاصمة للسياحة العربية للعام الجاري وهذا يدل على الوعي الكبير الذي يتمتعبه المسؤولون والقائمون على ذلك، وايضا يجب علينا أن نقوم بالترويج لمسقط والأماكن السياحية في السلطنة في مختلف المحافل الإقليمية والعالمية وفي مختلف المناسبات ومنها المسابقات الرياضية التي نحتفل اليوم بواحدة منها في ختام المرحلة الثانية من الطواف العربي للإبحار الشراعي، ويجب علينا أن نستغل المحطات المختلف للسباق بالشكل الصحيح، وأتمنى لجميع المشاركين التوفيق والوصول إلى مسقط بخير.
وأضاف سعادته: بلا شك أن هذه الرياضات تجمع أبناء دول مجلس التعاون معا وتأصل فيهم الروح الواحدة وتحافظ على التاريخ والإرث البحري الجميل الذي ورثناه عن أجدادنا، وأتمنى أن يتواصل هذا الطواف في الأعوام المقبلة وأن يوصل رسالة جيدة لجميع المشاركين من مختلف أجناسهم بأن السلطنة لها تاريخ كبير في مجال الإبحار الشراعي وتعمل كذلك على غرس هذه الرياضة في جميع محبيها، وأقدم الشكر إلى المسؤولين والقائمين على تنظيم هذا الطواف الذي يعد ملحمة تاريخية جميلة بين أبناء المنطقة.

تجربة مثيرة

أكد البحار عبدالعزيز المحميد من فريق مملكة البحرين بأن مشاركة الفريق البحريني في سباق الطواف العربي للإبحار الشراعي تعتبر تجربة مثيرة ورائعة للغاية. وأضاف أن هذه التجربة تعتبر الأولى بالنسبة لفريقه في مجال الإبحار الشراعي المحيطي، كما أنه لم يسبق للفريق قيادة مثل هذه النوعية من القوارب، ورغم ذلك تمكن القارب البحريني من الحلول في المركز السابع ضمن الترتيب العام لغاية الجولة الثانية بأبوظبي، وهو ما اعتبره إنجازاً بحد ذاته، بالإضافة إلى كل ذلك فإن فريقنا يفتقد إلى الانسجام حيث لم يسبق للبحارة أن خاضوا مثل هذا السباق معاً ولكننا نشعر بأننا قادرون على تحقيق نتائج أفضل في الجولات المقبلة. ويقود القارب البحريني القبطان قاسم بن الرزاق بمعية الأعضاء وهم الشيخ محمد بن دعيج آل خليفة وسمير شويطر وعبدالعزيز المحميد وإبراهيم عبدالله وعبدالرحيم عبدالله وأحمد النعار ومحمد المحمود. وذكر المحميد أن الجولة الأولى التي خاضها القارب من البحرين لغاية الدوحة كانت أسهل نظراً لقصر المسافة وسرعة الرياح القوية التي ساعدت في سير القارب ومكنت الطاقم من رفع الشراع الثالث بزاوية مقدارها 90، بعكس الجولة الأخيرة التي امتدت من الدوحة إلى أبوظبي، حيث كانت الرياح معاكسة لخط السير السباق وبالتالي فإنها شكلت صعوبة كبيرة على الطاقم. وعبر المحميد عن تفاؤله في تحقيق نتائج إيجابية أفضل في الجولات المقبلة، خصوصاً في ظل تفاهم وانسجام اللاعبين بصورة أكبر في الجولتين الماضيتين.

قارب البحرين يتعطل!

تعرض القارب البحريني لعطل فني في منتصف الليل، قبل وصوله إلى مرسى أبوظبي ضمن الجولة الثانية من سباق الطواف العربي للإبحار الشراعي. المشكلة بدأت عندما تعطلت جميع أجهزة الملاحة البحرية في القارب وسط الظلام الدامس بعرض البحر، الأمر الذي أوقع البحارة بقيادة قاسم في مأزق كبير، فالبطاريات نفذت، ومفتاح المحرك لا يعمل، وأيضا جميع الهواتف النقالة كانت لا تعمل بسبب نفاذ البطارية. عبدالعزيز المحميد الذي عاش الحادثة بكل تفاصيلها وصف كيفية تعامل الطاقم مع هذه المشكلة، موضحاً "لقد انتابنا القلق والتوتر وكانت أعصابنا مشدودة للغاية، بسبب عدم قدرتنا على تشغيل المحرك الذي من شأنه أن ينقذنا ويوصلنا إلى بر الأمان، لأنه سيساعدنا في الحصول على الطاقة الكهربائية لتشغيل أجهزة الملاحة، حيث أن قانون السباق لا يجيز لنا استخدام المحرك لأننا نعتمد على سرعة ال