ما لبث لهيب المنافسات أن يخبت بعد إسدال الستار على بطولة العالم آر.أس:أكس التي استضافتها مدينة المصنعة الشهر الفائت حتى تعود مرة أخرى في بطولة العالم النسائية لفئة قوارب الليزر راديال 2015م، حيث ستعج أروقة المدينة الرياضية مرة أخرى بأشهر أسماء الإبحار الشراعي النسائي في فئة الليزر راديال، وستكون هذه البطولة فرصة للمتنافسات من أجل صقل قدراتهن وتكتيكات الإبحار قبيل انطلاق الألعاب الأولمبية في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية شهر أغسطس 2016م.

ستكون هذه البطولة آخر محطة تنافسية بهذا الحجم في هذه الفئة وأخر محطات التصفية قبيل انطلاق الألعاب الأولمبية العام المقبل في البرازيل، وسيشارك فيها 100 بحارة من أمهر البحّارات على مستوى العالم بمن فيهن الصينية ليجيا زو صاحبة الميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية المقامة في لندن عام 2012م، والبلجيكية إيفي فان آكر المصنفة الأولى عالمياً، وستشهد مياه المصنعة مرة أخرى منافسات ملتهبة بين المحترفين في رياضة الإبحار الشراعي.

ستكون المنافسات بين البحّارات على أشدها لأنها ستكون امتداداً لمنافسات سابقة، وستسعى كل واحدة منهن إلى تصفية حساباتها مع البحّارات الاخريات وتعزيز مركزها في هذه البطولة. وإلى جانب الصينية ليجيا زو والبلجيكية إيفي فان آكر، سيشارك في المنافسات كذلك الليتوانية جينتاري التي فازت بالسباقات التجريبية في ريو بالبرازيل، وستحاول المشي على حطى زوجها البرازيلي الذي حاز على لقب بطولة العالم لقوارب الليزر التي أقيمت في سلطنة عمان عام 2013م.

ستبدأ فعاليات بطولة العالم النسائية يوم الثلاثاء 10 نوفمبر حين تبدأ المتنافسات في التوافد على المدينة الرياضية لبدء تدريبات الإحماء والتأقلم على الظروف الجوية والبحرية قبل انطلاقهن في أول سباقات التصفية يوم الخميس 20 نوفمبر.

وبعدها تستمر المنافسات لمدة ستة أيام مع يوم استراحة بتاريخ 23 نوفمبر، وستخوض البحّارات سباقين في كل يوم من أيام البطولة حتى تصل المنافسات إلى ذروتها يوم الخميس 26 نوفمبر الذي سيشهد حفل الختام وتوزيع الجوائز بحضور عدد من كبار الشخصيات من سلطنة عمان، واللجنة المنظمة للبطولة، والجميعة الدولية لفئة الليزر.

سيشارك في البطولة كذلك الهولندية ماريت باوميستر المصنفة في المركز الرابع عالمياً وصاحبة الميدالية الفضية في الألعاب الأولمبية الماضية في لندن 2012م، وأضف إليها كذلك البريطانية أليسون يونج المصنفة ثالثاً على مستوى العالم، والدنماركية آني ماري ريندون، وهن جميعاً من فئات النخبة وسيسعين إلى إحراز الذهب في الألعاب الأولمبية المرتقبة بعد تسعة أشهر، ومن القارة الأمريكية تشارك كذلك الأمريكية بيج رايلي التي ستسعى إلى تكرار تميزها بالمركز الرابع الذي حققتها في الفعالية التجريبية في مدينة ريو بالبرازيل.

ومن الناحية الآسيوية، ستشهد البطولة حضوراً صينياً قوياً لا سيما بعد عودة الأولمبية ليجيا زو إلى المنافسة لأول مرة منذ عامين، مع أنها صرحت بعدم سعيها للوصول إلى الألعاب الأولمبية في ريو 2016م، واكتفاءها بخوض هذه المنافسة وتركيزها بعد ذلك على دراستها في المملكة المتحدة واستكشاف فرص أخرى في عالم الإبحار الشراعي. أما الجماهير من كل أنحاء العالم فسيكونون على موعد لمتابعة منافسات ملتهبة بين أشهر البحّارات العالميات في فئة الليزر راديال، وستقام هذه المنافسات في موقع اكتسب شهرة عالمية باستضافته للبطولات الشراعية العالمية وأصبح موقعاً مثالياً للاستعداد لخوض الألعاب الأولمبية المرتقبة في ريو.

وعن هذه الاستضافة قالت سلمى الهاشمية، مدير عام التسويق والفعاليات في عمان للإبحار: “نحن فخورون باستضافتنا لبطولة العالم النسائية لقوارب الليزر راديال لعام 2015م، ونأمل أن تحظى البحّارات المتنافسات مع مدربيهن من مختلف بلدان العالم بنفس القدر من النجاح الذي تحقق في بطولات الليزر العالمية الثلاث التي استضفناها في عام 2013م، وفي بطولة العالم آر.أس:أكس التي أسدلت ستارها الشهر الفائت”. وأضافت الهاشمبة في حديثها عن دور عمان للإبحار في تنظيم البطولة: “ومما يزيد في شعور الفخر والسعادة في استضافتنا لهذه البطولة أن إدارة السباقات ستكون في يد موظفي عمان للإبحار الذين تدربوا في السلطنة واكتسبوا خبرة تؤهلهم لإدارة السباقات العالمية في مختلف أرجاء العالم. ونتمنى للمتنافسات ومسؤولي إدارة السباقات وكل المشاركين كل التوفيق في هذه البطولة”.

عوائد اقتصادية وسياحية

هذا وسيشارك في البطولة 100 بحّارة يمثلن 50 دولة، وسيكون برفقتهن 39 مدرباً، بالإضافة إلى عدد من موظفي الدعم للفرق الوطنية، وبعض مسؤولي فئة الليزر راديال، وستكون هذه البطولة استمراراً لسلسلة الاستضافات الدولية التي يشرف عليها مشروع عمان للإبحار تماشياً مع رؤيته في دعم تنمية الرياضة الوطنية والإسهام في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في السلطنة.

ستقضي الوفود الرياضية والوفود المرافقة فترة تزيد على 15 يوماً في أراضي السلطنة، ولذلك أثر اقتصادي مباشر في رفع معدلات إشغال الفنادق، وحركة السوق المحلي، ولكن العوائد الأكثر استدامة تتمثل في تعزيز سجل استضافات السلطنة لهذه البطولات تمهيداً لاستضافة بطولات أكبر، علاوة على إبراز اسم السلطنة في الساحة الدولة كأحد أهم محطات الرياضات الشراعية والسياحة البحرية في المنطقة، ولا شك بأن الانطباعات الطيبة التي سيأخذها البحّارة عن السلطنة سيكون لها أثر بعيد المدى في تعزيز سمعة السلطنة في الميادين الرياضية والسياحية.