يشهد الطواف العربي للإبحار الشراعي في نسخته لعام 2017 بعض التغييرات التي أدخلت بغية توسيع نطاق هذا السباق السنوي المميز. وأعلنت اللجنة المنظمة مؤخرًا عن مسارٍ جديد للسباق إضافة إلى إطلاق حزمٍ تسويقية جذابة للفرق الجديدة.

وسيتضمن هذا السباق خمسة جولات تنطلق من العاصمة العمانية مسقط لتقطع 763 ميلاً باتجاه محطتها النهائية في دبي بالإضافة إلى ثلاثة سباقات شاطئية في عُمان والدوحة ودبي لتكون هذه النسخة أكثر النسخ تنافسًا، مؤكدةً على المكانة المرموقة التي يحتلها هذا السباق بين السباقات الشراعية في المنطقة فضلا عن دوره في إبراز منطقة الخليج العربية وتراثها البحري.

وتستطيع الفرق المشاركة في السباق الاستفادة من الحزم المتكاملة لإدارة حملاتها عن طريق عمان للإبحار التي تضطلع بتنظيم هذه الفعالية بحيث تشمل هذه الحزم توفير القوارب الشراعية من فئة الفار30 حسب طلب الفرق، إضافة إلى معدات السلامة والدعم اللوجستي والإعلامي، كما يمكن توفير طاقم للقوارب إذا احتاجت الفرق لذلك، وتأتي هذه الخطوة استجابة  للملاحظات التي أبداها المشاركون في النسخ السابقة من هذا السباق.

ووفقًا لدي كفاري فإن هذه الفرصة شجعت العديد من الفرق التي لم يسبق لها الإبحار في هذه المنطقة على المشاركة في هذه النسخة، والجدير بالذكر أن كفاري هي أحد بحارات سباق فولفو المحيطي التي قادت أول مشاركة نسائية في سباق الطواف العربي للإبحار الشراعي وشاركت في أربع نسخ من هذا السباق منذ عام 2012.

وسيشهد شهر فبراير من عام 2017 تجمع أسطول من القوارب الشراعية من فئة الفار 30 يقودها مجموعة من البحارة المحترفين والهواة في مياه مسقط الدافئة حيث سيتلقون تدريبًا لمدة خمسة أيام قبل الشروع في السباق الشاطئي في الموج.

وستتوجه الفرق بعدها شمالًا نحو صحار في أول جولة ليلية لمسافة  105 ميل بحري حيث ستكون كلية عمان البحرية الدولية في استقبالهم، وستقيم لهم يومًا حافلاً بالفعاليات الثقافية والترفيهية فضلا عن تقديم الأكلات العمانية وعروضً من التراث العماني العريق.

أما الجولة الثانية فستأخذ المتسابقين لمسافة 140 ميل بحري إلى واحدة من أجمل المناظر الطبيعية الساحلية في الشرق الأوسط حيث سيمرون بالجبال الصخرية وسيعبرون مضيق خصب التي تعد بمثابة مركز شبه جزيرة مسندم إحدى المسارات الجديدة للسباق والتي أدخلت للمرة الأولى في العام المنصرم.

وستعود القوارب مرة أخرى إلى البحر لتقطع مسافة 153 ميلاً بحريًا وتواجه التحديات الجمة التي ستمر بها في طريقها إلى أبوظبي، ومن ثم ستنطلق إلى وجهتها قبل الأخيرة في الدوحة حيث ستقطع مسافة 160 ميلا بحريًا سعيًا لصنع مفاجأة في الجولة الثانية من السباقات الشاطئية.

وتُعد الجولة الأخيرة باتجاه دبي أطول جولات السباق إذ يبلغ طولها 205 ميلاً بحريًا، ومن المحتمل أن تتقلص فرص تسجيل النقاط فيها. وتبدو هذه الجولة أشد الجولات صعوبة على الرغم من كون الجولة الشاطئية الأخيرة هي الفيصل في تحديد الفائز.

ومن المتوقع أن يعود البحار سيدني جافنييه الذي حصل على لقب بطولة الطواف العربي للإبحار الشراعي لثلاث مرات للدفاع عن لقبه في هذا الموسم.

ويصف جافنييه شغفه بهذا السباق قائلاً: ” أكثر ما استمتع به في تحدي الطواف العربي للإبحار الشراعي هو جعل الفريق يعمل معًا لأنك عندما تنافس في سباق مكثف يستمر لأكثر من عشرة أيام فإنك في حاجة إلى صفات معينة في البحارة”

ويضيف قائلاً: ” يجب على الفريق أن يكون قادرًا على التحمل والتحلي بالإصرار لأن ضراوة  المنافسة تزداد عامًا بعد عام. وسيكون هذا السباق بمثابة رحلة مليئة بالاستكشافات للفرق التي تشارك لأول مرة لكونه يمر بمناظر خلابة.”

وسيمثل هذا السباق فرصةً كبيرةً للرعاة، إذ ستتيح اللجنة المنظمة الفرصة للضيوف لخوض تجربة الإبحار والمشاركة في الفعاليات المصاحبة فضلا عن تقديم الضيافة وتوفير التغطية الإعلامية، وتقدر القيمة الإعلامية التي تحققت في نسخة عام 2016 بـ 6.9 مليون دولار أمريكي.

وحول هذا السباق يقول فهد الحسني ربان الطاقم العماني لفريق النهضة للخدمات في عام 2016: “هذا السباق ليس مجرد سباقٍ للقوارب الشراعية، بل هو أكثر من ذلك بكثير”.

ويردف الحسني قائلاً: ” على الرغم من اعتيادنا على مياه مضيق هرمز إلا أن التحديات جمة، وفي كل مرة نبحر فيها في هذه المياه نتعلم شيئًا جديدًا. ولعلنا نشعر بالفخر لاستضافتنا زوارًا جددًا يرغبون في التعرف على دولنا وثقافتنا في كل عام”

تجدر الإشارة إلى أن فعاليات الطواف العربي للإبحار الشراعي لعام 2017 ستنطلق من مارينا الموج في مسقط في الـ14 من فبراير 2017م لتصل إلى وجهتها النهائية في دبي في الأول من مارس 2017 حيث سيقام حفل توزيع الجوائز لهذا الموسم.