أقيم على هامش بطولة العالم النسائية لقوارب الليزر راديال التي تحتضنها المدينة الرياضية بالمصنعة مؤتمر صحفي ضمّ عددا من ممثلي اللجنة التنظيمية والجهات المنظمة لمناقشة العوائد الاقتصادية والاجتماعية التي تعود بها رياضة الإبحار الشراعي للسلطنة، لا سيما الاستضافات للبطولات العالمية كالتي تقام حالياً في المصنعة. وقد أقيم المؤتمر في مقر اللجنة الأولمبية العمانية بحضور الفاضل سالم بن عدي المعمري، مدير عام الترويج السياحي بوزارة السياحة، وديفيد جراهام، الرئيس التنفيذي لمشروع عمان للإبحار، ومحمد الشكيلي، مدير عام التسويق في الطيران العماني، وجيف مارتن، الأمين العام للجمعية الدولية لفئة الليزر في الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي.

استطاع مشروع عمان للإبحار خلال سبع سنوات من تأسيسه أن يضع السلطنة في مكانة مرموقة على خارطة الإبحار الشراعي الدولية، وأصبحت تلقى اعترافاً دولياً كأحد أفضل المحطات لاستضافة الفعاليات الدولية عالية المستوى، واستطاع المشروع أن يؤسس سمعة طيبة عنوانها التميز سواءاً في السباقات التي يشارك فيها أو في عمل المشروع ومبادراته المستمرة، مما سمح له باستضافة عدد من أشهر السباقات الدولية في العالم مثل بطولة كأس آر.سي44، وسلسلة الإكستريم40، وعدد من بطولات العالم في فئة الليزر مثل بطولة العالم النسائية التي تقام حالياً في المصنعة، وبطولة العالم آر.أس:أكس للتزلج بالألواح الشراعية التي أسدلت الستار نهاية الشهر الماضي.

ومن خلال هذا التميز يسهم المشروع بشكل تلقائي في رفد قطاع السفر والسياحة حسبما صرح بذلك ديفيد جراهام حينما قال: “عمان للإبحار تمثل امتداداً لما تقوم به وزارة السياحة، وتوظف كل ما لديها من موارد وإمكانات من خلال رياضة الإبحار الشراعي من أجل رفد القطاع السياحي بالسلطنة وتعزيز السجل الدولي للسلطنة كأحد أفضل الوجهات السياحية في المنطقة. رياضة الإبحار الشراعي لها انعكاسات مشهودة على السياحة العامة، والسياحة البحرية، وسياحة الفعاليات الرياضية، حيث إنها رياضة تشهد توسعاً متسارعاً على مستوى العالم وتستقطب الكثير من الجماهير والمهتمين من ذوي الدخل المرتفع، والمغامرين، والمتذوقين للتنوع الثقافي، ويسهم ذلك في رفد الحركة السياحية في الدول التي تزدهر فيها هذه الرياضة، وبلا شك أن ذلك يعود بآثار اقتصادية إيجابية للبلاد”.

تستقطب كل فعالية يستضيفها مشروع عمان للإبحار وفوداً كبيرة تضم الرياضيين، وفرق الدعم، والفرق الإعلامية، والجهات المنظمة، والمعجبين والمرافقين، علاوة على الاهتمام الإعلامي الذي تحظى به كل فعالية على المستوى الدولي. وبعد ختام الفعاليات يميل الكثير من الزوار إلى البقاء في السلطنة لبضعة أيام لاستكشاف المقومات الثقافية للسلطنة وجمال تنوعها الطبيعي، وكل ذلك يأتي بمجموعة من العوائد المباشرة وغير المباشرة.

فالتغطيات الإعلامية التي تحظى بها الفعالية تعود بقيمة إعلامية تبلغ قيمتها ملايين الريالات، وتسهم بشكل مباشر في تعزيز سمعة السلطنة كأحد أفضل الوجهات السياحية في المنطقة. علاوة على ذلك فإن كل فعالية تسهم في إيجاد فرص وظيفية للكوادر العمانية وتصقل مهاراتهم في العديد من المجالات الرياضية والإدارية، مما يسهم بشكل مباشر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للسلطنة. كما أن استضافة السلطنة لبطولة آر.سي44، والمؤتمر السنوي للاتحاد الدولي للإبحار الشراعي، وبطولات العالم في فئة الليزر، وسلسلة الإكستريم الشراعية قد أثمرت في زيادة حجوزات فنادق ليصل عددها إلى 9390 حجزاً.

وعن العوائد المرجوة من هذه الاستضافات من وجهة نظر سياحية قال سالم المعمري: “تُعد السياحة عموداً أساسياً للاقتصاد الوطني، ونحن نشهد توسعاً كبيراً في سوق السياحة الرياضية، وهناك إمكانات مستقبلية كبيرة لرفع العوائد الاقتصادية من الأنشطة المصاحبة من الزائرين، وحجوزات الطيران لدى الطيران العماني، والمبيت في الفنادق المحلية. وقد لمسنا الآثار والنتائج الإيجابية التي تعكسها الفعاليات الدولية المقامة في السلطنة، فعلى سبيل المثال تقوم كل دولة مشاركة في هذه الفعاليات بتغطيات إعلامية خاصة تغطي منطقة جغرافية معينة، وتبرز فيها إمكانات السلطنة وبعض مقوماتها”.

“إن تطوير المرافق الحديثة في السلطنة يسهم عاماً بعد عام في استقطاب الفعاليات الدولية المرموقة، ومعها أعداد أكبر من الزائرين، مما يسهم في تعزيز سمعة السلطنة لدى المجتمع الرياضي الدولي باعتبارها محطة مثالية لاستضافة الفعاليات، وهو أمر يحظى بأهمية استراتيجية لوزارة السياحة”.

كما تحدث جيف مارتن عن السمعة المتنامية التي اكتسبتها السلطنة على الساحة الدولية للإبحار الشراعي وقال: “البحّارة المشاركون في هذه البطولة وغيرها من البطولات الشراعية سعداء بوجودهم في السلطنة، حيث أن السلطنة توفر ظروفا مثالية للإبحار الشراعي، ومرافق بأعلى المعايير الدولية مثل الفنادق ومرافق الإبحار، علاوة على الإدارة الاحترافية للسباقات، وليس هناك ما قد ينقص هذا التنظيم لهذه البطولة العالمية ومثيلاتها. ولا واصلت مشروع عمان للإبحار على النهج الذي يسير عليه حالياً فإن هناك فرصة كبيرة لوصول أحد البحّارة العمانيين إلى الألعاب الأولمبية في المستقبل”.

استقطبت رياضة الإبحار الشراعي اهتماماً واسعا من الجماهير ومن القطاع الخاص أيضاً، حيث استخدم الطيران العماني رياضة الإبحار الشراعي كذلك كمنصة مواتية لزيادة التوعية بالسلطنة واجتذاب الزوار والسياح، ولعل أفضل ما يمثل هذا التوجه هو قارب الطيران العماني الذي يشارك في سباقات سلسلة الإكستريم الشراعية التي تمر بثمان محطات دولية وتخاطب الأسواق السياحية المستهدفة بشكل مباشر. وباختصار فإن الجماهير التي تنجذب إلى رياضة الإبحار الشراعي هم نسبياً أولئك الذين يختارون خطوط الطيران المصنفة بأربع نجوم، ووجهة ذات ثقافة فريدة، وتحفل بمقومات الفخامة والمغامرة في الآن نفسه. وعلاوة على المشاركة في سلسلة الإكستريم، أصبح الطيران العماني كذلك الطيران الرسمي لبطولة العالم النسائة لقوارب الليزر راديال، وساهم في وصل المتسابقات من مختلف أنحاء العالم بالسلطنة.

وعن هذا الدعم والنهج التسويقي، قال محمد الشكيلي، مدير عام التسويق في الطيران العماني: “إن المنافسة في السباقات الدولية مثل سلسلة الإكستريم الشراعية تفتح العديد من الأبواب أمامنا، وتفتح أمامنا قنوات مباشرة للتواصل مع الجماهير في الأسواق المستهدفة، كما تعطينا فرصة لإبراز علامتنا التجارية حول العالم”.

ومن ضمن جوانب الاستفادة من هذه البطولات، استغل مشروع عمان للإبحار -بالتعاون مع وزارة السياحة- يوم الراحة في بطولة العالم النسائية لتنظيم يوم سياحي وثقافي للبحّارات المتنافسات البالغ عددهن 100 بحّارة، بالإضافة إلى فرق الدعم المرافقة من 50 دولة حول العالم.

وومن ناحية رياضية وتطويرية للبحّارات العمانيات، لم تفوت هؤلاء البحّارات فرصة حضور البطولة ومراقبة المتنافسات فيها، وحشد طموحاتهن نحو مستويات أعلى في مستقبلهن الرياضي.

وفي هذا السياق قال جراهام: “سلطنة عمان تعد رائدة على مستوى المنطقة في تمكين المرأة العمانية وإعطائها فرصاً متساوية مع الرجال في الميادين الرياضية، وستعود هذه البطولة بلا شك على مستوى أداء فريق الإبحار النسائي”.

وختم قائلا: “تمتد فوائد استضافة هذه البطولة إلى أبعاد تتخطى رياضة الإبحار الشراعي، بل تتخطى حدود الرياضة بشكل عام، حيث أن هذه الفعالية ستكون حاسمة لمصير مشاركة بعض الدول في الألعاب الأولمبية المقبلة، مما يجعل السلطنة محط أنظار العالم على مدى أسبوعين من التحضيرات والمنافسات، هذا الاهتمام يبرز السلطنة كأحد أهم الوجهات السياحية والاستثمارية للعالم، كما أنها تعزز من مكانة السلطنة كأحد أبرز الوجهات في المنطقة لاستضافة أشهر البطولات العالمية في الرياضات المائية”.