اختتم المتزلجون المشاركون في بطولة العالم آر أس أكس للتزلج بالألواح الشراعية منافسات اليوم الرابع من البطولة والتي تمخضت عن اختيار أفضل عشرة متزلجين من كل فئة –الرجالية والنسائية- للمنافسة على الميداليات في سباقات اليوم الختامي الذي سيشهد ذروة المنافسات وأكثرها ضراوة.

الصينية بيينا تشين التي أبهرت الجميع بسرعتها الاستثنائية على الماء وسطع نجمها طوال أيام البطولة، لا سيما في اليومين الأول والثالث من المنافسات، ستخوض سباقات التتويج وفي رصيدها عدد كافٍ من النقاط للتنبؤ باستحقاقها للقب فئة النساء، حيث اختتمت اليوم الثالث بفارق كبير بلغ 22 نقطة عن منافساتها في المراكز اللاحقة، وتبدو على أهبة الاستعداد للدفاع عن صدارتها في اليوم الختامي.

سيطرت تشين على نتائج السباقات خلال الأيام الماضية وسجلت سرعات استثنائية لا سيما عند تزلجها مع اتجاه الرياح، وهي تتطلع الآن إلى فترة الراحة التي ستكون بحد ذاتها جائزة مستحقة بعد خوض منافسات التتويج يوم السبت.

وعن حجم الجهد الذي تتطلبه هذه المنافسات قالت تشين: “كانت هذه المنافسات صعبة جداً على جميع المتسابقين بلا استثناء، واليوم واجهنا ظروفاً جوية متقلبة بين القوة والضعف، وبدأت أشعر بالتعب يتسلل إلى جسمي، ولكن سعادتي بأدائي حتى الآن تنسيني هذا التعب وتدفعني للمضي حتى النهاية. أما عن سر أدائي الناجح طوال البطولة فيرجع إلى تركيزي على أدائي فقط دون النظر إلى المنافسين، ومع إنني واجهت بعض التحديات في بعض السباقات عند التزلج عكس اتجاه الرياح، إلا إنني استطعت التعويض أثناء الابحار مع اتجاه الرياح”.

كانت البولندية مالجورزاتا بايليكا أبرز المنافسين للصينية تشين خلال هذا الأسبوع، حتى أنها استطاعت اختطاف الصدارة من تشين في سباقات اليوم الثالث، ولكنها لم تستطع الثبات في الصدارة وقدمت أداءاً ضعيفاً نسبياً في اليوم الرابع، حيث جاءت في إحدى السباقات في المركز السابع عشر وهي نتيجة كفيلة بإرجاعها في الترتيب العام إلى عدة مراكز، ولكن أداءها السابق شفع لها وهي لا تزال تحتل المركز الثاني بعد الصينية تشين.

هذا وقد كان اليوم الرابع من سباقات بطولة العالم آر.أس:أكس حافلاً بالتحديات وخصوصاً في ظل التقلبات المستمرة في تيارات الرياح، والتي جعلت من الثبات في الأداء هدفاً صعب المنال، ولكن وبشكل عام كانت الرياح أفضل حالاً اليوم لفئة النساء، ولذلك استطاعت البريطانية بريوني شاو العودة مرة أخرى إلى الأضواء والعودة إلى أدائها المعهود الذي صنع منها بطلة برونزية في الألعاب الأولمبية لعام 2008م، والأداء المعهود الذي توجها بلقب البطولة الأوروبية آر.أس:أكس مطلع هذا العام، حيث سجلت بريوني المركز الرابع والخامس في أول سباقين من اليوم الرابع وختمته بالمركز الأول في السباق الأخير، وكان ذلك كفيلاً بصعودها إلى المركز الثالث في الترتيب العام.

كانت هذه البطولة التي تعتبر واحدة من آخر محطات فئة آر.أس:أكس قبل انطلاق الألعاب الأولمبية في البرازيل عام 2016م محطة التقاء أشهر أسماء الإبحار الشراعي في العالم، حيث يمتلك كل متزلج منهم مهارات عالية تضيف إلى صعوبة المنافسات. ومن بين الصاعدين إلى الأضواء الذين يشار إليهم بالبنان كانت الروسية ستيفانيا إلفوتينا (18 سنة) التي تتصدر حالياً فئة المتزلجات تحت سن 21 سنة، بل إنها استطاعت شق طريقها إلى التأهل ضمن أفضل عشر متزلجات في الترتيب العام لتكون ضمن المتنافسين على الميداليات في سباقات التتويج في يوم الختام.

وعلقت الروسية إلفوتينا على مجريات السباقات في اليوم الرابع وقالت: “أنا محطمة تماماً من التعب! فقد كان يوماً شاقاً، ولكنني سعيدة بالرغم من كل ذلك لأنني وصلت إلى ما أصبو إليه بالتأهل ضمن العشرة الأوائل في سباق التتويج”.

وعلى صعيد آخر كان الفرنسي بيير لوكوك (26) الذي يعمل طبيباً للأسنان في مدينة بريست الفرنسية أكثر تمسكاً بعرش الصدارة في فئة الرجال منذ أول يوم، مع أنه واجه منافسة شرسة جداً من الصينيين، لا سيما في اليوم الرابع.

ففي ظل الرياح المتقلبة التي شهدها اليوم الرابع من سباقات البطولة واجه لوكوك صعوبة في مجاراة الثنائي الصيني المكون من أيتشن وانج من جهة وزيتشارو زانج من جهة أخرى، فقد كان أداؤهما أكثر ثباتاً في السباقات الثلاثة في اليوم الرابع، وسيكونان الخصم الأصعب للفرنسي لوكوك في سباقات التتويج الختامية، حيث أنهما يحتلان الآن المركزين الثاني والثالث على حساب البولندي بايوتر ميزكا الذي تراجع إلى المركز السادس، والسويسري ماتيو لانز الذي تراجع هو الآخر إلى المركز الرابع.

وعن هذه المنافسة التي واجهها لوكوك من الصينيين قال: “كان الصينيون يتزلجون اليوم على نار حامية خصوصاً في الرياح الخفيفة، وسجلوا سرعات عالية جداً عند الإبحار مع اتجاه الرياح، وأنا قدمت بدوري سباقات جيدة اليوم مع أنني أجدها سباقات مجهدة بدنياً”. وأضاف لوكوك متطلعاً إلى سباقات التتويج: “سباقات اليوم الأخير لن تكون مبارزة مع الآخرين بالنسبة لي، حيث سأبحر كما لو كنت لوحدي وأسبذل كل ما أوتيت من حيلة وجهد للبقاء في عرش الصدارة”.

وبعيداً عن فئة الكبار، برزت أسماء أخرى في فئة المتزلجين تحت سن 21 سنة، وكان من بينهم الإيطالي ماتيا كامبوني (19 سنة) الذي يتصدر حاليا فئة الرجال تحت سن 21 سنة، وبعد تحقيقه لنتائج جيدة في اليوم الرابع وتحقيقه للمركز الثاني في أحد السباقات استطاع كذلك البقاء ضمن العشرة الأوائل الذين سينافسون على الميداليات في اليوم الختامي.

وعن هذا الأداء قال ماتيا: “أنا سعيد جداً بتأهلي ضمن العشرة الأوائل إلى سباقات التتويج، فمثل هذه النتائج تنسيك كل الجهد والعناء الذي بذلته في سبيل تحقيق ذلك”. وعن سر سرعته وأداءه القوي، قال ماتيا: “اللياقة البدنية هي السر، وأنا أرى بأنها شيء أساسي للتمكن من تكرار الضغط على لوح التزلج طوال مدة السباق، ولأجل ذلك أقضى وقتاً طويلاً في الصالة الرياضية وفي قيادة الدراجة الهوائية”.

ستكون السباقات الختامية يوم السبت مضاعفة النقاط للعشرة المتصدرين في كل فئة، وبعدها ستحدد الفائزين في بطولة العالم آر.أس:أكس للتزلج بالألواح الشراعية في المصنعة. أما بقية المتسابقين في المجموعتين الذهبية والفضية فسيخوضون سباقاً واحداً ختامياً لتحديد المراكز النهائية، وسيكون من ضمنها كذلك نتائج بطولة عمان آر.أس:أكس للمتزلجين تحت سن 21 سنة، وسيقام حفل الختام مساء يوم السبت في المدينة الرياضية تحت رعاية معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة، وبحضور سعادة ميثاء المحروقي وكيلة وزارة السياحة ورئيسة مجلس إدارة عمان للإبحار.