استُهل مشروع عُمان للإبحار يوم أمس الإثنين منافسات سباق "النجوم السبعة للإبحار حول بريطانيا وإيرلندا" بعد اختتام مشاركة ناجحة في مهرجان أسبوع كاوس بالمملكة المتّحدة، حيث يشارك القارب العُماني "مسندم" المدعوم من وزارة السياحة في هذا السباق بطاقم مكون من فهد الحسني وسامي الشكيلي وياسر الرحبي إضافة إلى مجموعة من البحّارة الأوروبيين. وتصل المسافة الإجمالي للسباق الذي يطوف حول بريطانيا وإيرلندا إلى 1800 ميل بحري، أما الانطلاقة فقد تأجّلت عن الموعد المسبق لـ21 ساعة بسبب الأحوال الجوية الناجمة عن إعصار "بيرثا" القادم من جهة القارّة الأمريكية حسب ما تناقلته الأرصاد الجوية.

ويعدّ حضور كادر البحّارة العُمانيين على متن القارب مسندم هذه المرّة الأكبر منذ انطلاق مبادرة مشروع عُمان للإبحار، حيث تخطّى نصف عدد الطاقم. ويتصدّر القارب السباق حاليا بفارق 40 ميلا بحريا عن فئة قوارب فولفو 65 أحاديّة البدن، كما نجح في المحافظة على سرعة 27 عقدة بحرية منذ انطلاقه وفي حال استمر على نفس الأداء فمن المتوقع أن يُنهي السباق في يومين و18 ساعة ويكون قد حطّم الرقم القياسي المسّجل باسم فريق جروباما. ويتطلّع الفريق إلى انتهاز كافة الفرص المتاحة لكسر الرقم القياسي المسجل باسم فريق جروباما في 2010م والذي أنهى السباق في 5 أيام و21 ساعة و26 دقيقة و55 ثانية.

أما عن مجريات الانطلاقة فقد بدا الطقس جيدا في اللحظة التي باشرت فيها 28 قاربا مشوارها الطويل، ولكن الرياح كانت ما تزال عاصفة بسرعة تفاوتت بين 20 – 30 عقدة بحرية مما أبقى جميع الفرق في حالة تأهب لأي طارئ. وقد كانت انطلاقة القارب العُماني قوية منذ البداية حيث تجاوز عدة قوارب من فئات مختلفة ليكون في المقدمة. كما أشاد الطاقم بقرار لجنة السباق بشأن تأجيل انطلاقة السباق وأشاروا إلى أن القرار كان صائبا تماما.

وقد أعرب البحار فهد الحسني عن سعادته بانضمام زميليه سامي وياسر لطاقم فئة المود 70 بقوله:" ستكون تجربة مثيرة وممتعة بلا شك وإضافة جيدة للفريق، وما تزال هنالك فرصة لكسر الرقم القياسي وسنفعل ما بوسعنا لتحقيق هذا الإنجاز". ويضم الطاقم كذلك كلا من الإيرلندي داميان فوكسال رفقة البحار المخضرم يان ديكر الفائز بسباق كأس أميركا وسباق فولفو المحيطي. يأتي هذا التعليق على ضوء سعي مشروع عُمان للإبحار تطوير مهارات الثلاثي فهد الحسني وسامي الشكيلي وياسر الرحبي كخطوة تنضوي تحت أهداف خطة عُمان للإبحار طويلة الأمد لتطوير الكفاءات العُمانية الشبابية لتمثيل السلطنة عبر طريق رياضة الإبحار الشراعي.

وأشاد الربان الفرنسي سيدني جافنييه بأداء الطاقم على متن القارب مسندم وبالتقدم الذي أحرزوه خلال مدة وجيزة :"هذه هي السنة الرابعة التي أبحر فيها مع عُمان للإبحار ويحق لي القول أن هذه هي السنة الأفضل فيما يتعلق بالتقدم في أداء البحارة العُمانيين. فقد شارك هؤلاء الشبان في سباقات فئة الجي80، وخاضوا منافسات الطواف الفرنسي للإبحار الشراعي، والطواف العربي للإبحار الشراعي، وأبحروا على متن قارب المود 70 وهذا ما ساعدهم على تطوير مهاراتهم وتعزيز خبراتهم في الإبحار، وهذا بلا شك ثمرة جهد مشروع عُمان للإبحار". ويُذكر أن هذا هو السباق الأخير الذي يخوضه الفريق بقيادة الربان الفرنسي قبل مغادرته إلى فرنسا لخوض منافسات سباق روت دور رم منفردا.