يكشف المنظمون بعمان للإبحار في نهاية الشهر الجاري عن أسماء البحارات العمانيات الأربع اللواتي سيشاركن ضمن طاقم الفريق النسائي "الثريا بنك مسقط" بالطواف العربي ٢٠١٢

حيث سيتم اختيار أربع بحارات من بين ٣٠ بحارة من برنامج الإبحار النسائي خضن جميعهن منذ إنطلاقة المبادرة في أكتوبر٢٠١١ تدريبا مكثفا قاد دفته نخبة من البحارات ذوات الخبرات الدولية الواسعة في مجال الإبحار المحترفي.

ستنضم البحارات الأربع اللواتي يتم اختيارهن لطاقم قارب الثريا بنك مسقط النسائي الخالص والذي ستتولى قيادة الربانة البريطانية الشهيرة دي كفاري، وسيخوض الفريق غمار منافسة شديدة تمتد لأسبوعين على مياه سواحل بلدان الخليج العربي تنطلق في ينطلق في ٩ فبراير ويختتم في ٢٧ فبراير ٢٠١٢ضمن تحد يضع البحارة العمانيين في مواجهة مباشرة مع فرق خليجية ودولية.

لم يكن برنامج الإبحار النسائي للمشاركات برنامجا للدعة والراحة، بل برنامج تحدي حقيقي تختبر فيه قدرتهن على التحمل، والتركيز، ومهارات الإبحار المحيطي، وسيتخلل البرنامج تدريبات لإعداد المتدربات لقضاء ليالي بدون نوم، وعليهن الإلتزام التام والعمل دؤوب بلا كلل أو ملل لبلوغ مرامهن. وستسهم الدروس النظرية والعملية بلاشك في تعليمهن كيفية مواجهة الظروف الصعبة على المياه، واجراءات السلامة، والحاجة لإتباع نظام حمية غذائي صارم، وذلك نظرا لمحدودية الموارد الغذائية التي يمكن أخذها على متن القارب، ولقضائهن ما بين يوم إلى ثلاثة أيام متواصلة ،بدون توقف.

تقول انتصار التوبي، إحدى المشاركات في البرنامج التدريبي: "نبدأ يومنا عند الساعة التاسعة صباحا متوجهين مباشرة للصالة الرياضية للتدريب لمدة ساعتين تقريبا، نتوجه بعدها لتجهيز القارب ونقضي ما بين ثلاث إلى أربع ساعات من التدريب المتواصل على متنه، وتتحمل كل واحدة منا مسؤولية محددة بالقارب مثل مسؤولية الشراع الرئيسي، وتوجيه الأشرعة، وقيادة القارب، ولكل منا مدربة تشرف مباشرة على تدريبها.

وبالرغم من كثافة البرنامج وصعوبته، إلا أن انتصار تقول بأنها استمتعت بخوض التجربة، والتي أضافت أيضا: " على الرغم من صعوبة البرنامج إلا أنه رائع، لقد كنت في الحقيقة مترددة في البداية من عدم قدرتي على القيام بهذا الأمر ولكن ما أن بدأت في التدريب حتى أصبحت أتعلم كل يوم شيئا جديدا وتخلصت من التردد الذي كان يتملكني، وعلى النقيض من ذلك، أشعر الآن بثقة أكبر وإيمان أعمق بالقدرة على تطويع الصعاب، وبعد الخضوع لهذا البرنامج التدريبي المكثف، يتملكني شعور أكبر بالثقة بنفسي، فلقد تعلمت الكثير عن القوارب، وبالرغم من هذا لا نزال في بداية المشوار وهناك الكثير لنتعلمه وتدريبات عديدة يجب القيام بها.

كما تحدثت انتصار عن بعض الدروس التي ساعدتها على تنمية شخصيتها في هذه البرامج التدريبية: "على المرء أن يتمتع بمستوى عالي من المرونة، والتعلم من أي شيء ومن أي شخص، ومن أجل أن نحقق الإجادة التي نطمح إليها يجب أن يكون لدينا أولا الرغبة الجادة في التعلم وهي أمر مهم يسهم في إبراز وتنمية الطاقات الداخلية، وعلى الرغم من توفير جميع الموارد لنا، إلا أنه إذا لم يكن لدينا تصميم وعزم كبير فإننا لن نتقدم قيد أنملة، يجب على المرء أن يتحدى نفسه كل يوم ليتمكن من مواجهة الصعاب بفاعلية في الحياة.

وفيما يخص البرنامج الغذائي الصارم، علقت انتصار بإبتسامة: "إن الحمية قاسية، فكل ما نأكله أطعمة لمدنا بالطاقة وذات قيم غذائية عالية، لا وجبات سريعة، ولا حلويات، فوجبة الفطور تضم نوعيات محددة من الاطعمة الغنية بالالياف ، ولكن جميع ذلك مفيد لأنها تساعدنا على التحضير واختبار قدرتنا على التحمل أثناء الإبحار لساعات طويلة، شخصيا منذ أن بدأت الإبحار كانت التمر أفضل رفقائي، فهو مصدر كبير للطاقة، ويمكن تخزينه بسهولة لفترات طويلة، وهو الغذاء الذي اعتمد عليه اجدادنا في رحلاتهم التي عبروا بها البحار والمحيطات حول العالم، وبالنسبة لي تضيف التمور نكهة عمانية خاصة للرحلة؛ ولذا تحافظ على روحي المعنوية مرتفعة طوال الرحلة.

ووفقا لإنتصار فقد تعززت مهارات الإتصال لديهن منذ إلتحاقهن ببرنامج الإبحار النسائي، إذ تلتحق المتدربات مرتين في الأسبوع بحصص لتعلم اللغة الإنجليزية، ونشعر من خلال التواصل فيما بيننا ومع المدربات الدوليات أن مهارات الاتصال اللغوية بالإنجليزية تحسنت بشكل كبير. إنها بيئة متعددة الثقافات تتعلم فيها مدرباتنا الكثير عن الثقافة العمانية، ونتعلم نحن من خبراتهن وثقافتهن الواسعة.